بعدما قررت ألمانيا والولايات المتحدة مؤخرا تسليم دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا، اضفت ألمانيا الطابع الرسمي على عمليات تسليم الدبابات الثقيلة إلى كييف حيث أكد المستشار الألماني أولاف شولتز تسليم دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا. كما أذن للدول التي لديها المركبات المدرعة والدبابات الالمانية أن تفعل الشيء نفسه
تردد فرنسا
من جانبها، مازالت فرنسا تحجم عن إمداد كييف بدبابات ليكيرك الخاصة بها خشية من استفزاز رئيس الكرملن ومن ثم دفعه الى شن حرب عالمية ثالثة.
على الجانب الفرنسي، يستمر الحذر بشأن تسليم دبابات فرنسا العسكرية وفي اتصال لـ"البوابة نيوز" بوزارة الدفاع أكد مستشارو وزير الدفاع، سيباستيان ليكورنو، أن التأخير والتردد ليست مشكلة سياسية، لكنها مشكلة عسكرية لأن الدبابات الغربية "تعرض أداءً مماثلًا فيما بينها لكن ليس لها نفس الخصائص، ومع ذلك فإن "الأوكرانيين يفضلون ليوبارد الألمانية في طلباتهم: فكلما زاد عدد أسطولهم المكون من نفس النموذج، زاد تسهيل تنفيذ العملياتية بالنسبة لهم. وقال مصدر عسكري للبوابة نيوز أن الدبابة الفرنسية تشبه إلى حد كبير الدبابة الألمانية ولكن الوقت ضيق للتدريب على الدبابات الفرنسية بينما يتقن الاوكرانيون تشغيل ليوبارد 2 الألمانية.
وأضاف المصدر العسكري أنه ما لم تقرر فرنسا تسليم مائة دبابة لكليرك، فلن يكون لذلك سوى تأثير محدود على الأرض فيما قد يكون هناك خسائر أوكرانية بشرية ومادي كبيرة ، خصوصا مع التخبط وزيادة عدم التجانس الدائمة في الجبهة الأوكرانية.
كما أن المفوضية العسكرية الأوروبية هي التي تحدد طلبيات أوكرانيا في بروكسل بعد موافقة الدول ال27 الأعضاء، كما سيتم مناقشة الطلبيات في إطار الناتو ثم يتم تنسيقها بين الدول".
سرب جوي في الطريق
تريد كييف الآن الحصول على سرب طائرات مقاتلة لتعزيز موقفها في الحرب. وتؤدي رغبة أوكرانيا هذه الى انقسام الأوروبيين الذين يخشون أن يجدوا أنفسهم متورطين بشكل مباشر في الصراع مع روسيا وهذا ما تخشاه فرنسا لكن تسعى اليه الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي ملف الطلبيات الأوكرانية، تم اضافة على جناح السرعة الآن الحاجة الى طائرات مقاتلة غربية لتغيير دفة الحرب وكسر التفوق الروسي . وتتم حاليا مناقشة فرضية إرسال طائرات مقاتلة بالفعل من قبل عدد من وزراء الدفاع والعسكريين الأوكرانيين والأمريكيين والأوروبيين
وعلمت البوابة نيوز أن أولوية السلطات الأوكرانية في طلبياتها الجديدة طائرات F-16 الأمريكية ، لكونها المقاتلات الأكثر حداثة واستخدامًا في العالم. توجد في أوروبا، تسع دول لديها هذا النوع من الأجهزة، بما في ذلك ألمانيا.
رئيس البرلمان الأوكراني ضيفا على البرلمان الفرنسي
استقبل الرئيس إيمانويل ماكرون اليوم وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في قصر الإليزيه لبحث حجم الدعم الفرنسي الذي تحتاجه بلاده. كما التقي برئيس البرلمان الأوكراني روسلان ستيفانتشوك، الذي تحدث أمام الجمعية الوطنية اليوم، ثم سيتحدث غدا الأربعاء أمام أعضاء مجلس الشيوخ.
وفي هذا الشأن، دعا العديد من قادة الجماعات السياسية الفرنسية في الجمعية الوطنية ( مجلس النواب) إلى تنظيم نقاش في البرلمان حول الحرب في أوكرانيا
تحدث رئيس البرلمان الأوكراني، رسلان ستيفانتشوك، ظهر اليوم أمام نواب الجمعية الوطنية. وجه ستيفانشوك نداء الى زملائه الفرنسيين قال فيه: "أعطونا الطائرات، أعطونا أجنحة انتصارنا. سوف تحمينا هذه الأجنحة "و" ستحمي"أوروبا بأسرها".
"شكرًا لكم، تم إثراء المعجم الأوكراني بكلمات فرنسية جديدة. نحن نعرف اليوم ما تعنيه [ Crotal وCaesar وLRU وAMX 10 ] (يعني الاسلحة الفرنسية)، ونحن مستعدون لإثراء مفرداتنا بكلمات أخرى مثل Leclerc الفرنسية [دبابات] التي ستقوينا على الأرض، ولكن أيضًا ميراج [طائرات] والرافال. »
نيابة عن حزب التجمع الوطني، أكدت رئيسة حزب التجمع الوطني مارين لوبان أنها "كانت تدين دائمًا غزو الأراضي السيادية لأوكرانيا"، وسط احتجاجات النواب الأخرين لقربها من الرئيس بوتين. ولكنها واصلت بتقديرها أن "تسليم الأسلحة الفرنسية والغربية الهجومية الفتاكة لأوكرانيا من المحتمل أن تستمر الحرب الى 100 عاما" وقالت أن "التزام الناتو الكامل وفق السياق الحالي سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة"، ودعت إلى "حل دبلوماسي للصراع" وسرعة انعقاد"مؤتمر كبير من أجل السلام".
وعلمت “البوابة نيوز”، أن قمة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي سوف تعقد يوم الجمعة القادم في كييف، بعد يوم واحد من "المشاورات الحكومية الدولية" بين كييف والمفوضية الأوروبية التي ستعقد لأول مرة في تاريخ بين الطرفين.
فرنسا وألمانيا تقولان "لا"
قبل حتى أن يتم عرض الملف على البرلمان الألماني البوندستاج ، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز أنه مترددًا في إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، بعدما التزم للتو بتزويدها بالدبابات الثقيلة وكان كثير التردد في هذه المسألة
ولكنه رضخ بعد أشهر من المساومات، حيث نجحت السلطات الأوكرانية في اقناع بعض حلفائها الغربيين بإرسال دبابات، وهو القرار الذى جاء برغم التردد والحذر من قبل بعض دول الناتو، ومنهم ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
أعلن شولتزبأن مسألة الطائرات المقاتلة حساسة فلا يسعني إلا أن أنصح بعدم الدخول في حرب مزايدة مستمرة مع روسيا عندما يتعلق الأمر بأنظمة الأسلحة الثقيلة، "مؤكدًا أن الناتو لم يكن في حالة حرب مع روسيا. كما خفف أولاف شولز من تصريحات نائب رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي ساسكيا إسكن، الذي لم يستبعد صراحة تسليم طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة إنها ستناقش "بعناية شديدة" فكرة إمداد الطائرات مع كييف بعد غدا الخميس "2 فبراير.
وفي هذا الصدد، تضغط مجموعة من المسؤولين العسكريين الأمريكيين بهدوء على البنتاجون للموافقة على إرسال مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا بهدف اضعاف روسيا والحاق هزائم استراتيجية بها.
وتكثيف أوكرانيا من مطالباتها لأن العديد من الدول الأوروبية لديها هذه الطائرات، مثل هولندا، التي تؤيد إرسال طائرات F-16 الخاصة بها لكييف. لكن المشكلة التي تواجه بعض الدول مثل ما حدث في قضية دبابات ليوبارد الألمانية لا تزال قائمة، حيث تعاني الصعوبة هي نفسها دائمًا الا وهي إقناع الدولة المصنعة - الولايات المتحدة هذه المرة - بمنح الإذن بإعادة تصدير هذا النوع من الأسلحة. لذلك فإن الدول المعنية تنتظر موقفًا أمريكيًا.
حذر فرنسي ووزير الدفاع الاوكراني في باريس للإقناع
لم تتحدث فرنسا عما إذا كانت سترسل طائرات مقاتلة فرنسية الصنع، رغم أن رئيس لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في الجمعية الوطنية، توماس جاسيلود قال،أن "جميع الأبواب الآن مفتوحة وكل الإحتمالات واردة". بيد أن هذا الموقف تم الرد عليه سريعا حيث اعتبره مستشارو وزير القوات المسلحة، سيباستيان ليكورنو، في هذه المرحلة أنه "غير ذي صلة بالواقع"، في حين أن باريس لم تقرر بعد موقفها بشأن تسليم دبابات لوكلير.
ومن أجل ذلك، ولإقناع الفرنسيين بمساعدتهم فى هزيمة قوات روسيا، وصل اليوم الثلاثاء وزير الدفاع الأوكرانى إلى باريس، حيث استقبله الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الاليزيه حيث وضع ملف تسليم الطائرات المقاتلة الفرنسية لأوكرانيا على رأس أجندة المحادث الرسمية كما توجه الى لقاء نظيره وزير الدفاع الفرنسي في مقر الوزارة.
وكان مسئولو كييف قد حثوا الفرنسيين مرارا على إرسال طائرات، وقالوا إنها ضرورية لتحدى التفوق الجوى لروسيا، ولضمان نجاح الهجمات المضادة المستقليلة التى يمكن أن تقودها الدبابات التى وعدت بها الدول الغربية مؤخرا.
ومع ذلك، ووفقًا للمعلومات الواردة للبوابة نيوز، فإن باريس تستبعد تصدير مقاتلات رافال الفتاكة إلى أوكرانيا وذلك منذ البداية، لكن بدأت المباحثات الإيجابية بين كييف وباريس حول إمكانية تسليم طائرة أقدم وأقل جودة وهي ميراج 2000، التي صممتها نفس شركة داسو للطيران.
وقد اكتفت كييف بأفضل عرض فرنسي حاليا وهو الحصول على شحنات مدفعية قيصر الفرنسية بدلا من الدبابات الفرنسية،
حيث قررت فرنسا تزويد كييف بـ 12 مدفع قيصر 155 ملمتر إضافيا
وأعلن وزير القوات المسلحة الفرنسية سيباستيان ليكورنو،أن هذه المدافع متوسطة المدى، التي تضاف إلى الأسلحة الثمانية عشر التي قدمتها فرنسا بالفعل، سيتم "تمويلها كجزء من صندوق الدعم البالغ 200 مليون يورو".
وكذلك الوسائل المضادة للطائرات، كما أعلن الوزير أنه سيتم تسليم هذه المدافع في الأسابيع المقبلة"
لتضاف إلى 18 مدفع قيصر سلمتهم فرنسا بالفعل بالإضافة إلى 19 مدفع قيصر فرنسي وعدت بها الدنمارك كييف في منتصف يناير الجاري بعد تلقي إذن فرنسا.
يخشى الفرنسيون المخاطرة بأسلحة أكثر قوة تؤدي تهديد وحدة الحلفاء الغربيين لأوكرانيا فى ظل مخاوف من تصعيد الصراع الذى يقترب من إتمام عامه الأول، والتورط بشكل أكبر فى الحرب أشد خطورة على الجميع ولا سيما وأنهم على قاب قوسين أو أدنى من حرب عالمية ثالثة.
ويعتقد المراقبون العسكريون في فرنسا بأن كلا من أوكرانيا وروسيا تعززان ترسانتهما حاليا لشن هجوم متوقع فى الأشهر القادمة. بعد أن وصلت الحرب إلى طريق مسدود فى ساحة المعركة إلى حد كبير خلال فصل الشتاء.
وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إن فرنسا لا تستبعد إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، لكنه وضع شروطا عدة قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة المهمة. وقال إن الشروط تشمل ألا تسفر عن تصعيد التوترات أو استخدام الطائرات فى مس الأراضى الروسية، وألا تسفر عن إضعاف قدرات الجيش الفرنسى.
وقال أيضا يجب على أوكرانيا أن تطلب هذه الطائرات رسميا، وهو أمر حدث خلال زيارة وزير دفاع كييف لباريس اليوم.
من جانبه، قال الرئيس بايدن إن الولايات المتحدة لا تفكر فى إرسال طائرات إف 16 إلى أوكرانيا، كما قال نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى جون فاينر إن الولايات المتحدة ستناقش إرسال الطائرات المقاتلة بحذر شديد مع أوكرانيا والولايات المتحدة.
ويترقب الجميع ما ستسفر عنه قمة أوكرانيا وأوروبا الجمعة القادمة التي ستكون تحت غطاء استراتيجي أمريكي ولكن ستترتب عليه تغيير دفة الحرب وقد تدفع الكرملن بالنزول في المعركة بأسلحة روسية لا قبل للأوروبيين أن رأوها من قبل ولن يستطيعون مجارات القوات الروسية..فالأوروبيون حاليا بين نارين
فهم في هذه الحرب يدافعون عن الجارة أوكرانيا كي لا تسقط في قبضة روسيا لكنهم في ذات الوقت يخشون الدخول في حرب مباشرة قد تجبر موسكو على استخدام القنابل النووية ضد أوكرانيا. بعض الأصوات في فرنسا تعلو بعدم الخوض في هذه الحرب ولا حتى بندقية وتحبيذ الخيار الدبلوماسي كي لا تنجرف أوروبا خلف أمريكا في سعيها لتدمير قوة روسيا العظمى فيغرق العالم في حرب عالمية ثالثة.