غادر قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان صباح اليوم روما ليبدأ زيارته الرسولية إلى كلٍّ من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وأقلعت الطائرة التي تحمل قداسته إلى كنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية في الثامنة و٢٩ دقيقة من مطار فيوميتشينو.
ووصف البابا فرنسيس زيارته ، وهي الأربعون، بزيارة سلام مسكونية وذلك عقب تلاوته الأحد الماضي صلاة التبشير الملائكي، مضيفا: منذ فترة طويلة كنت أرغب في زيارة هذين البلدين اللذين أحملهما في قلبي بطريقة مُميّزة واللذين أعتزم الذهاب إليهما كحاج للسلام والمصالحة.
ويعكس شعار الزيارة هذه الرغبة فشعار الزيارة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية "مصالَحون في المسيح يسوع" أما شعار الزيارة إلى جنوب السودان فهو "أُصلّي ليكونوا واحدا".
و أشار الأب الأقدس إلى أنه سيكون في جنوب السودان برفقة رئيس أساقفة كانتربري ومنسِّق الجمعيّة العامة لكنيسة اسكتلندا.
وكعادة قداسته قبل القيام بزياراته الرسواية توجه البابا فرنسيس أول امس الأحد إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما موكلا إلى مريم العذراء الزيارة إلى البلدين الأفريقيين.
أما صباح اليوم، وقبل توجهه إلى مطار فيوميتشينو ليبدأ الزيارة، التقى قداسة البابا فرنسيس عشرة مهاجرين ولاجئين من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان يستضيفهم مع عائلاتهم مركز أستالي اليسوعي لمساعدة اللاجئين، وحضر اللقاء الكاردينال كونراد كرايفسكي عميد دائرة أعمال المحبة.
ومن بين ما قام به البابا فرنسيس قبل الصعود إلى الطائرة في مطار فيوميتشينو وقفة قصيرة في صرح مخصص لضحايا كيندو والذي يحْيي ذكرى ١٣ من الطيارين الإيطاليين المشاركين في وحدة للأمم المتحدة أُرلست إلى الكونغو لإعادة إحلال السلام قُتلوا في الكونغو في ١١ نوفمبر ١٩٦١، وقام الأب الأقدس بالصلاة من أجل ضحايا هذا الاعتداء وجميع مَن فقدوا حياتهم خلال مشاركتهم في بعثات السلام والمهام الإنسانية.
وبعث البابا برقيات إلى رؤساء الدول التي تمر بأجوائها الطائرة التي تحمله من روما إلى كنشاسا، وهي إيطاليا، تونس، الجزائر، النيجر، تشاد، جمهورية أفريقيا الوسطى، الكاميرون، والكونغو. وحيا الأب الأقدس في برقياته الرؤساء وسكان بلدانهم مؤكدا صلاته من أجل سلام ورخاء الجميع ومستمطرا عليهم بركات الله كلي القدرة.
وجه من جانبه الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا رسالة إلى البابا فرنسيس لمناسبة الزيارة الرسولية التي يبدأها اليوم. وأشار الرئيس إلى أن زيارة قداسة البابا هاذين البلدين المعانيين من العنف والفقر تشكل فرصة هامة للشهادة للقرب والثقة إزاء مَن يعملون على تعزيز قيم الاحترام والوفاق والتعايش السلمي، والتي هي الأسس الوحيدة التي يمكن عليها بناء مستقبل استقرار وتنمية لصالح الجميع. وتوقف رئيس الجمهورية الإيطالية من جهة أخرى عند البعد المسكوني لزيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى جنوب السودان فقال إن هذا البعد يمكنه إثبات الإسهام الكبير الذي علينا نحن المسيحيين أن نقدمه لتعزيز تجاوز الانقسامات وكرامة الأشخاص. وختم سيرجو ماتاريلا معربا للأب الأقدس عن التقدير العميق والاحترام الشخصي.
تجدر الإشارة إلى تنظيم مؤسسة Solidairty with South Sudan (التضامن مع جنوب السودان) صلاة أمس الاثنين عشية الزيارة وذلك في كنيسة القديس برتلماوس في روما. وتتضرع الصلاة طالبة بركة الله للأب الأقدس خلال زيارته البلدين الأفريقيين حيث يتوجه إليهما ليقدم شهادة ملموسة لمحبة الله للبشر جميعا، وخاصة إزاء أكثر المنسيين في هذا العالم. وتتضرع الصلاة أن يبارَك شعبا جمهورية الكونغو الدميقراطية وجنوب السودان خلال الزيارة الرسولية بخبرة عميقة لقرب الله وحنانه. وتضمنت المبادرة من جهة أخرى الصلاة من أجل مستقبل شعبَي البلدين مع الرجاء في أن تحفز زيارة البابا على الابتعاد عن الحرب والعنف، وعلى الاتحاد لتحقيق الحلم في مستقبل يتحقق فيه الوعد بملكوت الله في الأرض.