اعتاد النظام الإيراني على سياسة الاعتقالات كمحاولة منه لتقويض أية تحركات قد تسفر عن تظاهرات أو احتجاجات أو غليان في الشارع بعدما فشلت الأجهزة الأمنية في تقليص حجم الاحتجاجات التي تخرج من وقت لأخر بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، حيث عمدت الأجهزة الأمنية الإيرانية مؤخرًا على اعتقال رجال الدين السنة في محافظة سيستان بلوشستان ومقربين منهم.
وكشفت وسائل إعلام محسوبة على المعارضة الإيرانية، أن قوات الأمن الإيراني سبق أن اعتقلت زعيم الأقلية السنية في إيران مولوي عبد الحميد، فيما كشفت وكالة إرنا الرسمية أن قوات الأمن الداخلي اعتقلت عبد المجيد مرادزهي وهو أحد المقربين من زعيم السنة بتهمة المشاركة في احتجاجات ضد النظام الإيراني.
وكانت محافظة سيستان – بلوشستان قد شهدت احتجاجات عارمة خلال الفترة الماضية، بعدما ثار الأهالي عقب اغتصاب ضابط من قوات الباسيج لإحدى الفتيات، وهو ما تسبب في احتجاجات عارمة قتل فيها العشرات من المواطنين، من بينهم من عناصر الأمن الداخلي.
ووجهت السلطات الإيرانية إلى عبد المجيد مرادزهي، وهو مستشار لزعيم السنة في بلوشستان، تهمة العمل على إرباك الرأي العام في البلاد والتجسس لصالح دول أجنبية تعمل على تأييد الاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام الإيراني.
جدير بالذكر أن تلك التطورات تأتي في أعقاب الاحتجاجات التي خرجت منذ منتصف شهر سبتمبر الماضي عقب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، فيما انضم إلى تلك الاحتجاجات عدد كبير من فئات المجتمع أبرزهم شباب الجامعات والمدارس والفتيات بمختلف أعمارهن، علاوة على معلمي المدارس الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة وعمال المناجم.
