أنفقت الولايات المتحدة 17.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الرعاية الصحية في عام 2021، ، أي ما يقرب من ضعف متوسط 9.6 في المائة للبلدان ذات الدخل المرتفع، وفقًا لتقرير جديد صادر عن صندوق الكومنولث.
وكان نصيب الفرد من الإنفاق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة أكبر بثلاث أو أربع مرات من الفرد في بلدان مثل كوريا الجنوبية ونيوزيلندا واليابان، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وقارن الباحثون البيانات من قاعدة بيانات إحصاءات الصحة لعام 2022 التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية واستطلاع السياسة الصحية الدولية لعام 2022 التابع لصندوق الكومنولث.
ويشير تحليلهم إلى أن الصحة العامة في الولايات المتحدة أسوأ مما هي عليه في البلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع. ومتوسط العمر المتوقع عند الولادة في الولايات المتحدة أقل بثلاث سنوات من متوسط الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويبلغ معدل السمنة في الولايات المتحدة ضعف متوسط الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 43 في المائة مقارنة بمتوسط الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند 25 في المائة.
وفي دول مثل نيوزيلندا يبلغ المعدل 34 في المائة، وأستراليا 30 في المائة، والمملكة المتحدة 28 في المائة.
وبالإضافة إلى ذلك، بلغ معدل الوفيات التي يمكن تجنبها في الولايات المتحدة 336 حالة وفاة لكل 100000 شخص في عام 2020، بينما كان متوسط الوفيات في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 225 حالة وفاة.
وأشار التقرير، إلي أن السبب وراء هذا قد يكون متعلق جزئيًا بسبب الاختلافات في مستوى العنف في الولايات المتحدة، حيث هناك فجوة كبيرة في عدد الوفيات بسبب الاعتداء في الولايات المتحدة مقارنة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأخرى، مع حوالي 7.4 حالة وفاة لكل 100000 شخص في الولايات المتحدة بينما يعد المعدل في العديد من البلدان الأخرى أقل بكثير، حيث بلغ من 0.2 إلى 1.3 حالة وفاة لكل 100000 شخص.
وقالت منيرة جونجا، التي أعدت التقرير، في بيان صحفي: "يعيش الأمريكيون حياة أقصر وأقل صحة لأن نظامنا الصحي لا يعمل كما يمكن أن يكون. للحاق بالدول الأخرى ذات الدخل المرتفع، يتعين على الإدارة الأمريكية والكونجرس توسيع الوصول إلى الرعاية الصحية، والعمل بقوة للسيطرة على التكاليف، والاستثمار في العدالة الصحية والخدمات الاجتماعية التي نعلم أنها يمكن أن تؤدي إلى سكان أكثر صحة."
وقد يكون الناس في الولايات المتحدة أكثر عرضة للعيش مع مضاعفات صحية متعددة من الأشخاص في البلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع، حيث حوالي 30 في المائة من البالغين الذين شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة يعانون من حالتين مزمنتين أو أكثر، مثل الربو أو السرطان أو الاكتئاب أو السكري أو أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، وفقًا لاستطلاع السياسة الصحية الدولية لعام 2022 التابع لصندوق الكومنولث. وتم تضمين عشر دول أخرى في هذا الاستطلاع، مع نتائج تراوحت من 17 في المائة في فرنسا إلى 20 في المائة في ألمانيا، إلى حوالي 26 في المائة في أستراليا.
ويسلط معدي التقرير الضوء على أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة ذات الدخل المرتفع التي لا تضمن الرعاية الصحية الشاملة. ويميل الناس في الولايات المتحدة أيضًا إلى زيارة الأطباء بمعدل أقل مقارنة بدول مثل ألمانيا واليابان.
وقال ريجنالد دي ويليامز الثاني، أحد معدي التقرير، في بيان صحفي: "يستمر هذا التحليل في إظهار أهمية المقارنات الدولية. إنه يوفر فرصة للولايات المتحدة للتعلم من البلدان الأخرى وبناء نظام رعاية صحية أفضل يوفر رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة للجميع."