نظم اتحاد كتاب مصر، ممثلا في اللجنة الثقافية برئاسة الكاتبة منى ماهر، مساء أمس الإثنين، حلقة نقاشية حول معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، بمقر الاتحاد.
قالت الكاتبة منى ماهر، رئيس اللجنة الثقافية، إن معرض الكتاب يمثل شغفا في المتابعة للكثيرين، لكنه لا يحقق بالضرورة الوفاء بأحلام شباب الكتاب، فأغلب عمليات البيع تكون بمثابة مجاملة من الأصدقاء لبعضهم البعض.
وقالت الكاتبة داليا مجدي عبد الغني، إن الكاتب الشاب يتعرض إلى ظلم كبير، لأنه لا يجد الدار والناشر القادر على تبني موهبته، فالبعض يستغل السوشيال ميديا في الترويج إلى أعمال لا تتمتع بالقدر الكبير من الإبداع.
وقال الكاتب الصحفي شريف عارف، إن المعرض في حد ذاته هو حالة ثقافية تمثل الواقع المصري والعمق الحضاري لمصر وقوتها الناعمة، وأن المعرض لا بد أن يكون جزءا من مهرجان كبير للإبداع، تشارك فيه جميع الهيئات والمجتمع وتقدم فيه الشركات دعما ضنيا لاستمراره بنفس القوة، ونفس الاداء واحداث نقلة نوعية فيه.
وقال الدكتور أحمد الشحات، إن القوة الناعمة تمثل عنصرا أساسيا في مقومات الدولة، فهناك 75 مؤشرا على مستوى العالم للقوة الناعمة أهمها الثقافة، وأن معرض الكتاب لا بد أن يتضمن عوامل كبيرة للجذم الفكري امام الجذب الجماهيري.
وقالت الفنانة التشكيلية صفاء رأفت، إن الفن يلعب دورا رئيسيا سواء في صناعة النشر او في الترويج للكتاب ذاته ولا ننسى أن الأعمال الخالدة لعميد الرواية العربية نجيب محفوظ كانت تتمتع بأغلفة فريدة قدمها الفنانين الكبار ومنهم: جمال كامل، وجمال قطب.
وقال الكاتب المستشار محمد عبد العال، إن منظومة التعليم لها دور كبير في صناعة الثقافة، فلابد من تقديم الدعم إلى هذه المنظومة لصناعة الإنسان المثقف وأن تطوير الثقافة لا يجب أن يكون بمعزل عن تطوير التعليم.
وقالت الكاتبة نهال علام، إن المعرض يمثل إضافة كبيرة للعملية الثقافية، فهناك إقبالا كبيرا على فعاليات المعرض، وهو ما يعكس رغبه الجمهور في المزيد، فالمعرض لابد وأن يتمتع بأفكار جديدة في الجذب والتسويق وتنظيم الحفلات، وهو يؤكد أنه حدث من أهم الأحداث الثقافية لمصر ويجب تطويره وتقييمه في كل عام.
وقالت الكاتبة الدكتورة سحر كرم، إن الدعاية تلعب دورا كبيرا وخاصة التي تستخدم النيو ميديا، فنحن امام فرصة سنوية ننتظرها من عام إلى آخر، مضيفة أن الأسرة المصرية لابد وأن تتمتع بعمليات ترفية كاملة سواء في بيع الكتب او تنوع الأنشطة وخاصة المقدمة للأطفال، لأن الثقافة، هي عنصر أساسي في بناء الدولة.
وقال الدكتور إسلام قناوي، إن الثقافة تختلف في التعاطي معها من جيل إلى جيل، فالعملية الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في التأثير على الثقافة خاصة، وأن هناك مصادر أخرى في المعرفة أصبحت تهدد الكتاب التقليدي، وهو ما يتطلب دراسة الفكر الشبابي ومدى تأثره بالسوشال ميديا.
وقال الكاتب ناصر دويدار عضو مجلس ادارة اتحاد الكتاب، إن الثقافة المصرية هي أهم ما يميز مصر على مر التاريخ، فالدولة المصرية تسعى جاهدة لتطوير العملية الثقافية ،ولكن ذلك يتطلب تضافر مجتمعي من أجل النهوض بالعملية كاملة.
وقال الكاتب عصام الدين جاد، عضو اللجنة الثقافية، إن الدولة المصرية أثبتت اهتمامها بالفنون الثقافية، ومن الرسائل المؤثرة افتتاح رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي لمعرض الكتاب فهي رسالة هامة للعالم أن مصر تسعي للتطور المستمر وتنمية الفكر والاهتمام بالشباب.
وأكد المناقشون، معرض القاهرة الدولي للكتاب يمثل ضرورة ثقافية، وهو أكبر دليل على حيوية مصر وقواها الناعمة، مطالبين بضرورة وجود دور أكبر للهيئات والمجتمع في تحويل المعرض إلى مهرجان شامل، وأن تكون المدة الزمنية أكبر لاتاحة الفرصة امام الشباب لمشاركة اوسع، فأن صناعة الترفيه لابد أن تكون جزءا من المعرض بحيث تكون متكاملة معه في تحقيق الهدف الثقافي وأيضا التنوع الإبداعي.
