أعلنت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة ترشيحات جوائز الأوسكار في نسختها الـ٩٥، الثلاثاء الماضي، والتي شهدت العديد من المفاجآت الكبرى وخيبات الأمل، وأيضًا شبهة فساد في إحدى فئاتها.
كل هذا جعل من حفل توزيع الجوائز، المقام في ١٢ مارس المقبل، موعدًا منتظرًا لازاحة الستار عن جوائزه في موسم متقلب ربما يحمل مفاجآت عدة أيضًا كتلك التي حملتها الترشيحات.
البداية مع فيلم الخيال والدراما «Everything Everywhere All at Once» للمخرجين دانيال كوان ودانيال شاينرت، الذي اقتنص صدارة الترشيحات بـ١١ ترشيحًا، ليتساوي بذلك مع أفلام: «The Godfather» إنتاج ١٩٧٢، و«The Lord of the Rings: The Return of the King» إنتاج ٢٠٠٣، و«Saving Private Ryan» إنتاج ١٩٩٨، الذين حققوا نفس عدد الترشيحات.
الفيلم الذي تدور أحداثه حول مهاجرة صينية مسنة تخوض مغامرة مجنونة، حينما تكتشف أنها وحدها من يستطيع إنقاذ العالم من خلال اكتشاف العوالم الأخرى الموازية لعالمها؛ استطاع أن يحقق ظهور قوي منذ بداية موسم الجوائز مع حفل «جولدن جلوب» الذي نال خلاله جائزتي أفضل ممثل مساعد وأفضل ممثلة، ثم حصد ٥ جوائز بحفل اختيار النقاد، ليكمل نجاحه مع ترشيحات «بافتا» مسجلًا ١٠ ترشيحات، كللها لاحقًا بترشيحات الأوسكار، ليضمن مكانًا له وسط الكبار في هوليوود هذا الموسم. وجاء في المرتبة الثانية فيلم الحروب والدراما الألماني «All Quiet on the Western Front» كان من بين الأفلام التي شكلت مفاجأة كبيرة في موسم الجوائز، إذ سجل ٩ ترشيحات بجوائز الأوسكار، بعدما حقق رقمًا قياسيًا في ترشيحات جوائز الأكاديمية البريطانية «بافتا» بإجمالي ١٤ ترشيحا. ليتساوي الفيلم الألماني مع فيلم الدراما والكوميديا السوداء الأيرلندي «The Banshees of Inisherin» للمخرج مارتن ماكدونا، بعدد ترشيحات جوائز الأوسكار هذا العام.
أما فيلم «To Leslie»، الذي أثار ترشيح بطلته أندريا رايزبورو، في فئة أفضل ممثلة رئيسية، جدلًا واسعًا بعد تردد أنباء عن وجود شبهة فساد من بين أعضاء الأكاديمية حول تواجد الممثلة البريطانية ضمن قوائم الترشيح.
وأصدرت الأكاديمية التي تشرف على حفل توزيع جوائز الأوسكار، بيانًا، قالت خلاله إنها تنظر في الأمر، وأضاف البيان: «هدف الأكاديمية هو ضمان إجراء مسابقة الجوائز بطريقة عادلة وأخلاقية، ونحن ملتزمون بضمان عملية منح جوائز شاملة»، وأوضحت الأكاديمية أنها تجري مراجعة لإجراءات الحملة حول المرشحين لهذا العام، للتأكد من عدم وجود أي انتهاك، ولإبلاغنا عما إذا كانت هناك حاجة إلى تغييرات على الإرشادات في عصر جديد من وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل الرقمي.
وعلى جانب آخر، كشف الصحفي مات بيلوني بموقع «Puck» الأمريكي، أن «رايزبورو» تلقت دعمًا شفيهًا من عدد من نجمات هوليوود، أبرزهن: «كيت بلانشيت وجوينيث بالترو وكيت وينسلت»، وأشار إلى أن هناك احتمالية بأن تكون هذه الحملة غير قانونية، وأنه من المتوقع أن تثار هذه المسألة في اجتماع محافظي الأكاديمية، اليوم الثلاثاء، وإعلان نتائج التحقيق بعدها.
وتلعب «رايزبورو» في فيلم «To Leslie» دور أم عزباء تعيش في غرب تكساس تفوز باليانصيب فتنفق المال بأكمله، ومع تدهور الأمور تسعى لإعادة بناء حياتها والعثور على الخلاص.
كما غابت الممثلة دانييل ديدويلر، عن قائمة الترشيحات بعد الأداء الملفت التي قدمته في فيلم «Till» وضمن ترشيحها لجوائز «بافتا» البريطانية، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لأعضاء الأكاديمية للتصويت لها ضمن القائمة النهائية، وهو نفس الشيء الذي تكرر مع النجمة فايولا دافيس، التي غابت أيضًا عن القائمة بعد أدائها دور محاربة في فيلم «The Woman King»، لكنها عوضًا عن ذلك نالت ترشيحات بجوائز «بافتا» و«جولدن جلوب» واختيار النقاد. وبعد تحقيقه أكثر من ملياري دولار في شباك التذاكر العالمي، فقد «Avatar: The Way of Water» للمخرج جيمس كاميرون، مقعدًا في فئة أفضل مخرج لصالح أسماء أخرى كبرى كـ«ستيفن سبيلبرج، ومارتن ماكدونا، وروبن أستلوند»، وكانت المفاجأة الكبرى بترشيح دانيال كوان ودانيال شاينرت، عن مجهودهما الرائع في فيلم «Everything Everywhere All at Once».
وشكل خروج الممثل بول دانو، من الترشيحات مفاجأة كبيرة عن دوره في فيلم السيرة الذاتية «The Fabelmans»، الذي لعب خلاله دور والد المخرج ستيفن سبيلبرج، وربما كان هذا الخروج من أجل افساح المجال أمام الممثل جود هيرش، الذي لعب دور الجد في نفس الفيلم. كما تفاجأ الجمهور بترشيح الممثل الأيرلندي بول ميسكال، في فئة أفضل ممثل رئيسي لأول مرة في تاريخه عن دوره المؤثر في فيلم «Aftersun» للمخرجة شارلوت ويلز، والذي بفضله استطاع أن يحظى باحترام وتقدير كلا من النقاد والجمهور.
