استضافت "البوابة نيوز" تحت رعاية الدكتور عبدالرحيم علي، رئيس مجلس الإدارة والتحرير، اليوم الإثنين، الكاتب الفرنسي رولان لومباردي، رئيس تحرير موقع "لوديالوج"، في ندوة لمناقشة كتابه “الرئيس عبدالفتاح السيسي.. بونابرت مصر”.
وكان في استقباله الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم علي، رئيس تحرير “البوابة نيوز”، وخالد عبدالرحيم علي، العضو المنتدب بالمؤسسة، وأعضاء مجلس التحرير.
تفقد "لومباردي" في بداية زيارته للمؤسسة، غرفة الأخبار، والاستوديو، والراديو، والتنفيذ، والوحدة الفنية، والديسك المركزي، ووحدة التصوير، ومكتبة المؤسسة.
وأبدى "لومباردي" إعجابه بهذا الصرح الصحفي العريق - حسب وصفه-، الذي يرأس مجلس إدارته الدكتور عبدالرحيم علي، مشيدا بكل العاملين بالمؤسسة.
وعقب انتهاء الجولة، عقدت المؤسسة ندوة للكاتب الفرنسي رولان لومباردي، رئيس تحرير موقع "لوديالوج"، بقاعة الشهداء فى مقر «البوابة نيوز»، لعرض كتابه "الرئيس عبدالفتاح السيسي.. بونابرت مصر".
في البداية رحبت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم علي، رئيس تحرير جريدة وموقع البوابة نيوز، بالكاتب الفرنسي رولان لومباردي، رئيس تحرير موقع "لوديالوج"، في مقر المؤسسة، موجهة الشكر له على تلبية الدعوة لزيارة لمصر وخاصة مؤسسة البوابة نيوز.
وتساءلت عبدالرحيم، بعد كتاب المؤرخ الفرنسي رولان لومباردي عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ماذا تكتب عن رؤساء قادمين؟، فقال لومباردي: "تراودني الكتابة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، لما لهما من دور بارز مع الدول العربية والأوروبية.
من جهته قال الكاتب الفرنسي رولان لومباردي، إنه طوال عمره كان يبحث دائمًا عن الحقيقة في أرض الواقع، وهذا ما يميزه عن الآخرين البعيدين عن أرض الواقع، مضيفا أنه زار عددا من الدول التي تم فيها ما يسمى بثورات الربيع العربي مثل مصر، وتونس، وسوريا، بالإضافة إلى إسرائيل، مستطردا أنه عاش في مصر خلال عام 2011 ما بين شهري فبراير، ومارس، حيث مكث في القاهرة وذهب بعدها إلى الأقصر للدراسة، لافتا إلى أنه بسبب أحداث ثورة يناير تقلص عدد الدارسين في الأقصر من 40 فرد إلى اثنين فقط.
وأوضح لومباردي، أنه وسط 9 قيادات عسكرية خلال فترة ثورة يناير توقع بوصول أحدهما إلى حكم مصر تحديدا رئيس المخابرات الحربية وقتها الجنرال عبدالفتاح السيسي، وكان يرى دائما أن الرئيس السيسي الوسيط لحل المشاكل والأزمات في ذلك الوقت بين كل فئات المجتمع المدني والإخوان وغيرهم، فهو مختلف عن القادة العرب، حيث يملك شخصية قيادية وقدرة على التعامل مع الإسلام السياسي ووقف مدهم في المنطقة آنذاك.
وأكد لومباردي، كان متابعا جيدا لتغطية الميديا الفرنسية لما يحدث فى مصر، كما يرى تحليلات كثيرة فى الصحف الفرنسية عن مصر آنذاك، والتى لا تمت للواقع بصلة، حتى كبار الخبراء والمحللين أخطأوا فى تحليل المشهد السياسي فى مصر، لأنهم كتبوا بطريقة النظريات الأيديولوجية ليس برصد الحقائق، مشيرا إلى أنه توقع وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكم فى مصر، وأن الإخوان لا يمكن أن يسيطروا على مقاليد الحكم فى مصر، وهذا ما تم رصده في كتابه "الرئيس عبدالفتاح السيسي.. بونابرت مصر".
وأشار لومباردي، إلى الميديا الفرنسية كانت قريبة من الأحداث في مصر خلال فترة ثورات الربيع العربي، وقد كتبت الصحف الفرنسية آنذاك معلومات غير حقيقية عن الأحداث في مصر، وأخطأ أيضا خبراء فرنسا في تقديراتهم تجاه الموقف في مصر.
ودعا لومباردي، لمحاضرة في كلية الحرب العليا الفرنسية بعد وصول الإخوان ومرسي لحكم مصر، للحديث عن الأوضاع في مصر في هذا الوقت، وخلال تلك المحاضرة توقع حدوث خلاف بين الإخوان والمصريين في وجهات النظر وتدخل الجيش لإنقاذ الموقف في مصر، مشيرا إلى أن خبراء فرنسا المخضرمين أشادوا بتوقعاته بالنسبة للأوضاع في مصر، فكتب عدد من المقالات عن الوضع في مصر خلال يناير 2013.
وأكد أن بعض الباحثين الفرنسيين قدموا معلومات خاطئة عن مصر بطريقة التشويش بعيدا عن أرض الواقع آنذاك، فأن هؤلاء الباحثين لا ينقلون الحقيقة كما يجب أن تكون، وابتعادهم تماما عن العقلية المصرية، لافتا إلى أن تلك التحليلات الخاطئة أثرت على القرارات السياسية الفرنسية، واعتمدت تحليلاتهم النظرية من الناحية الأيدولوجية، وليس بالحقائق للمشهد السياسي المصري، موضحا أن معظم الأبحاث التى كتبت عن مصر فى هذه الفترة كانت خاطئة، وأن القيادة فى فرنسا بدأت تنتبه للدور المصرى وبدأوا في الاقتراب من القيادة المصرية، والتعامل مع مصر ليس من منطلق النظريات الخاطئة، لكن من منطلق دور مصر العام فى المنطقة.
فإن غالبية قادة أوروبا يرون أن مصر صمام أمان منطقة الشرق الأوسط، فمصر لها مجهودات وساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد لعبت مصر دورا محوريا في الشرق الأوسط، لافتا إلى الدور المهم لمصر بالنسبة لفرنسا التي تربطهما الكثير من العلاقات المشتركة.
على الرغم من أن العمليات الإرهابية المتكررة من قبل عناصر جماعة الإخوان في فرنسا، إلا أنه لم يتم إعلانها منظمة إرهابية حتى الآن، فالنمسا الدولة الأوروبية الوحيدة التي أعلنت الإخوان منظمة إرهابية حتى الآن حسبما ذكر "لومباردي"، لافتا أن غالبية أوروبا لم تعلن الإخوان إرهابية بالرغم من العمليات الإرهابية لعناصرها وأفرادها على الأراضي الأوروبية.
وأكد لومباردي، أن الإخوان يحاولون تشويه صورته فى فرنسا، فالإخوان يتهموه ويلقبوه برجل السيسي، نظرا لتوقعه بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يمتلك مقاليد الحكم فى مصر في 2013، كما صُنف “لومباردي” في فرنسا بضد الحرية؛ لموقفه المعارِض لجماعة الإخوان، فالخبراء الفرنسيين المسيطرين على الأوضاع في فرنسا يرون أن وصول جماعة الإخوان الإرهابية من حزب الحرية والديمقراطية، موضحا أن الجميع في فرنسا توقع سقوط الرئيس بشار الأسد منذ 2011 إلا هو، لافتًا إلى أن ذلك منبثق من قراءة تاريخ سوريا والمشهد الحالي وتقديم قراءة حقيقية لها.
وأوضح لومباردي، أن مصر تلعب دورا دبلوماسيا لحل الصراعات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وساهمت في حل الأزمات في كل من تشاد، والسودان، وليبيا، واليمن، وسوريا، لافتا إلى أن مصر حاليا لها دور مؤثر في المنطقة أكثر من فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
"لو ديالوج"
أما عن موقع "لو ديالوج" الذي يرأس تحريره فقال الكاتب الفرنسي رولان لومباردي: لقد تم الاتفاق مع الدكتور عبد الرحيم علي، على ترجمة كتاب "الرئيس عبدالفتاح السيسي.. بونابرت مصر" إلى اللغة العربية، وسوف ينطلق فى معرض الكتاب القادم، وستُعقد ندوة عنه فى مصر، إضافة إلى ترجمته إلى لغات عدة، بعد ما نرى الصدى للنسخة العربية، مشيرا إلى أمرين رئيسين يشغلان باله للكتابة عنهما هما: الرئيس محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، لما لهما من دور كبير مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، موضحًا أن المملكة العربية السعودية تشهد طفرة وتطويرات كبيرة في المنطقة، موضحا أنه تعرف على الدكتور عبدالرحيم علي منذ 4 سنوات، وتشارك معه فى وجهات النظر، كما تجمعهما نفس المحاور الفكرية حتى وأصبحنا على مقربة دائمة سويا.
ففكرة موقع "لو ديالوج" جاءت عن طريق تجميع الخبراء الواقعيين الذين يرتبطون بالأحداث على أرض الواقع؛ لأنه رأى أن المحللين الفرنسيين يعتمدون على التحليلات المطرية، فجاءت من هنا فكرة موقع "لو ديالوج"، مؤكدا أن الموقع خلال عام أو عامين سوف يكون له وضعه بين المواقع الأخرى لكشف الحقيقه عن مصر للفرنسيين، موضحا أن موقع لو ديالوج يبني حوارًا بين الشرق والغرب يعتمد على التفاهم المشترك، ويعكس الحقائق على أرض الواقع.
في ختام الندوة كرَّمت الكاتبة الصحفية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير مؤسسة «البوابة نيوز»، والكاتبة الصحفية شاهندة عبد الرحيم، نائب رئيس التحرير، الكاتب والمؤرخ الفرنسي رولان لومباردي، وإهدائه درع مؤسسة البوابة نيوز، وذلك في ختام صالون «البوابة نيوز» الثقافي.
وعبَّر الكاتب الفرنسي رولان لومباردي، عن امتنانه وسعادته لدعوته لهذه الندوة الممتعة، وبالاستضافة وبزيارته لمصر بشكل عام.
كما أهدى لومباردي، نسخة من كتابه "الرئيس عبد الفتاح السيسي.. بونابرت مصر"، إلى الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم علي، رئيس تحرير جريدة وموقع البوابة نيوز.
الكاتب الفرنسي رولان لومباردي، هو رئيس تحرير موقع "لوديالوج"، الذي أطلقه الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مجلسي إدارة وتحرير "البوابة نيوز"، ويبث عبر 4 لغات، ليكون جسر التواصل بين الشرق والغرب، ويصحح الصورة الذهنية المغلوطة عن مصر.
وتحدث لومباردي، خلال ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2023، أمس الأحد، عن كتابه "الرئيس عبدالفتاح السيسي.. بونابرت مصر"، بحضور الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، والكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير البوابة نيوز، بالإضافة لحضور إعلامي وجماهيري كبير.
وقال لومباردي: "ما دفعني للكتابة عن الرئيس السيسي، ما لمسته على أرض الواقع بعين الباحث المُدقق لدور السيسي التاريخي المهم في المنطقة، وكيف أنقذ مصر خلال فترة حرجة، وتشكلت المنطقة بشكل جديد بعد توليه الحكم"، مشيرًا إلى أنه كتب مقالًا في يناير 2013 عن الوقت الصعب الذي تمر به مصر، وتنبأ بتولي الرئيس السيسي مقاليد الأمور، لأنه مؤهل لقيادة مصر والوصول بها إلى بر الأمان.
وأكد الكاتب الفرنسي، أن السيسي من القادة القليلين في المنطقة الذي استطاع محاربة الفساد والإسلام السياسي معا، فهو من الرؤساء التاريخيين، وأحبط مخطط تحويل مصر إلى جمهورية كابوسية، ومنع تكرار حدوث سيناريو الحرب الأهلية في الجزائر خلاله العشرية الدموية أو ما حدث في سوريا، مشددًا على أن مصر الممثلة فى السيسى كان لها دور كبير فى تهدئة الوضع فى فلسطين، ولكن أوروبا كانت تتجاهل دائما ما تحققه مصر سواء على الساحتين الداخلية أو الدولية.