بعد سنوات من الجفاف وندرة تساقط الثلوج على المرتفعات الجبالية الشهيرة في الجزائر،عادت الأجواء الشتوية لتصنع الفرحة والبهحة، وتقود الجزائريين لقضاء أوقات متميزة مع الثلوج وفقا" لما نشرته "سكاي نيوز عربية".
الزائر الأبيض
و شهدت العديد من المدن الجزائرية تساقطا كبيرا للثلوج خلال الأسبوع الماضي، ووصل الأمر إلى أقصى الصحراء في أجواء استثنائية وغير مسبوقة منذ نحو 10 سنوات.
ولا تزل أكثر من 20 محافظة من محافظات الجزائر المتوزعة على مساحة 2.3 ملايين كيلومتر مربع ،تعيش أجواء شديدة البرودة، مع انخفاض درجة الحرارة إلى 10 درجات تحت الصفرفي بعض المناطق خاصة في المرتفعات الجبلية.
وصنعت ثلوج شهر يناير لوحات متميزة في الصحراء الجزائرية تحديدا في محافظات بشار وغرداية، التي نقلت صورا فريدة من نوعها للجمال وهي تسير بين الرمال الذهبية المغطاة بطبقات من البياض.
أشهر المرتفعات الثلجية
في مثل هذه الأجواء تتجه الأنظار إلى المرتفعات الجبلية التي تعرف أعلى معدلات لتساقط الثلوج، وأشهرها مرتفعات الشريعة بمحافظة البليدة وتكجدة بالبويرة وسيرايدي بعنابة والهضاب العليا في سطيف وباتنة وغيرها من المناطق.
وعملت وكالات سياحية على تنظيم رحلات جبالية لعشاق المغامرات، للاستمتاع بسحر الزائر الأبيض.
وأكد مدير التسويق لوكالة "شهرزاد" السياحية، غيلاس عبة، أن هناك ضغطا كبيرا من طرف العائلات التي ترغب في الاستمتاع بهذه الأجواء الشتوية.
وقال غيلاس لموقع "سكاي نيوز عربية": "هناك العديد من المناطق الجبلية الخلابة في الجزائر وترغب والناس في ممارسة التزلج على الثلج".
ماذا عن الاسعار؟
توفر الوكالات السياحية رحلات جماعية، بأسعار معقولة جدا" حيث لا تتراوح تذكرة الرحلة شاملة المصاريف من التنقل والأكل ليوم واحد فيز حدود الـ10 دولارات.
ويتم تنظيم الرحلات على مدار الأسبوع، وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع وذلك في مجموعات يتراوح عددها ما بين 30 إلى 50 شخصا لكل مجموعة.
مبيت في أعلى الجبال
يواجه الراغبون في المبيت وقضاء أيام وسط الطبيعية الثلجية مشكلة الحصول على أماكن للنوم، فرغم توفر العديد من المرافق من فنادق وشاليهات وحتى بيوت خاصة للشباب بأسعار رمزية، إلا أن الطلب يفوق العرض.
و اوضح “سعيد بوخليفة ” رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة، ، أن الجزائر تتمتع بإمكانات سياحية هائلة من شأنها أن تتحول إلى قبلة للسياحة الشتوية.
وقال بوخليفة لموقع "سكاي نيوز عربية""ثقافة السياحة الشتوية تتطلب إمكانات واستعدادت خاصة،والمرافق الموجودة لا تغطي الطلب الداخلي".
الحماية تحذر
و رغم روعة المنظر وسحر الطبيعة إلا أن هذه التجارب السياحية لم تسلم من وقوع بعض الحوادث.
و نشرت مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية تنبيها خاص من الدرجة الأولى، أشارت فيه إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر خاصة مع الهبوط الكبير والمستمر في درجات الحرارة خلال هذا الأسبوع، نتيجة تساقط الأمطار والثلوج.
و قبل يومين قامت مصالح الحماية المدنية بمحافظة البليدة معززة بقوات الأمن بعملية بحث واسعة للعثور على طفل يبلغ من العمر 12 عاما، إختفى اثتاء طريقه إلى أعلى جبال الشريعة.
• لحسن الحظ عُثر على الطفل سالما، بعد أن قضى ليلته في إحدى المنحدرات التي سقط فيها.
• مسالك خطرة
وإختار البعض السير لمسافات طويلة على الأقدام من أجل الوصول إلى أعلى القمم الجبلية بين الممرات والمنعرجات الجبلية الوعرة التي يصعب السير فيها بالسيارات.
وقال النقيب “محمد ناش” رئيس مكتب الإحصاء والتوثيق والتوعية أن هناك فئات من المواطنين لا تحترم المسالك المسموحة للسير في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة، مما يجعلهم يضلون طريقهم في رحلة العودة.
وخلال اليومين الماضين تم تسجيل 9 وفيات وعشرات الإصابات اليومية على المستوى الوطني بسبب الأحوال الجوية.
وأكد رئيس مكتب الإعلام والتوعية بالمديرية العامة للحماية المدني النقيب نسيم برناوي أن كثافة الثلوج والجليد عادة ما تتسبب في وقوع حوادث للمرور ، ونصح بالتالي:
• ضرورة تعزيز ثقافة السير في الثلوج، والانتباه دائما إلى نصائح الحماية المدينة في مثل هذه الأجواء، والتي تشمل:
• مراقبة نوعية العجلات وضغطها، والاطلاع على حالة الطرقات وتفقد حالة المحرك وجهاز التوازن.
• إستخدام السلاسل في العجلات عند الضرورة ومراقبة إنارة السيارات وإستخدام السائل المضاد للتجمد وسائل الزجاج.
• عدم الخروج إلى المناطق الوعرة، ومراقبة الأطفال والمراهقين بشكل دائم.