لم تكن المرة الأولى التي تحذر فيها وزارة الصحة من الإفراط في تناول المضادات الحيوية التي يهلع لها البعض عندما تحدث له أي وعكة صحية، لذلك جددت وزارة الصحة والسكان تحذيرها فيما يخص ذلك مؤكدة ضرورة استشارة الطبيب قبل اخذ اي مضادات حيوية خاصة في حالات البرد والانفلونزا نظرا لانتشار ذلك في فصل الشتاء.
وكشفت الوزارة في تحذيرها عن 3 أخطاء يجب الأخذ بها في الاعتبار التوقف عن تناول المضاد الحيوي بعد تحسن الأعراض وقبل المدة التى حددها الطبيب، استخدام جرعات أقل أو أكثر من المضاد الحيوى المحدد، استخدام المضاد الحيوى مدة أكثر مما يصفها الطبيب.
كما أكدت وزارة الصحة أن تناول المضادات الحيوية تستخدم للقضاء على البكتيريا أو لوقف نموها، وان الإفراط فى استخدامها يزيد فرص ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات وهو ما يتطلب استشارة الطبيب قبل تناول على أى دواء، وجاءت هذه التحذيرات موضحة أن زيادة مخاطر الوفاة وإطالة مدة المرض تحدث بسبب الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية التى ينتج عنها تغيير للبكتيريا حتى تصبح مقاومة للمضادات.
وفي هذا السياق كان قد أطلق وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبد الغفار، حملة استراتيجية لترشيد استخدام مضادات الميكروبات، في نوفمبر الماضي لعام 2022 يأتي ذلك في إطار حوكمة استخدام المضادات الحيوية بشكل آمن وفعال، موجها بتكثيف حملات التوعية للمواطنين، بمخاطر مقاومة مضادات الميكروبات ونشر الوعي البيئي والمجتمعي بمخاطر الإفراط في تناول المضادات الحيوية.
وأشار في بيان الوزارة إلى أن الحملة الوطنية تنقسم لثلاث مراحل تهدف لترشيد استخدام المضادات الحيوية، ثم الرصد الكمي والكيفي لاستخدام المضادات الحيوية، ثم القيام بالتحليل النهائي للبيانات، والخروج بالتوصيات اللازمة، موضحًا أن الحملة تعتبر أضخم عملية رصد للمضادات الحيوية تتم بجمهورية مصر العربية، كما يتم قياس العائد المتحقق جراء تطبيق تدخلات الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وبذلك يكتمل تطبيق الجزء الأول من الاستراتيجية، موضحا أن تعزيز منظومة رصد العدوى بالميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، تأتي من خلال تجهيز معامل الميكروبيولوجي وتطوير نظام الرقمنة وإعداد التقارير الخاصة ببرامج علاج العدوى البكتيرية، بما يسهم في الحد من تأثير مقاومة مضادات الميكروبات.
و قالت الدكتورة نشوى شرف، استشاري علاج السموم، أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى ظهور ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية وهذا الشيء يعتبر خطير جدا لأن هذه الميكروبات علاجها صعب، كما أن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية تعتبر في منتهى الخطورة لأن المضاد الحيوي لا يعالج الفيروسات مثل الزكام والانفلونزا والسعال الديكي وفيروس كورونا وكذلك بعض التهابات الجيوب الأنفية.
وأكدت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، ان الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يؤدي الى مهاجمة البكتريا النافعة التي في الجسم وقد يؤدي أيضا إلى ان تحل محلها بكتريا ضارة، ومن النتائج الخطيرة لحالات العدوي المقاومة للأدوية، زيادة حدة المرض، وطول فترة التعافي، وزيادة وتيرة التردد على المستشفيات، وزيادة تكلفة العلاج، وزيادة نسبة الوفيات.
واضافت ان الحماية من خطورة الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية يجب أن يكون استعمال الروشتة من الطبيب المعالج فقط، والحصول على جميع اللقاحات الموصى بها، وتطبيق خطوات الصحة العامة وكذلك غسيل الأيدي والخضروات وغيره، مع عدم تناول مضادات حيوية قديمة متبقية من مرض آخر أو مضاد حيوي لشخص آخر.
أما بالنسبة للأضرار العادية للمضادات الحيوية والتي من الممكن حدوثها لأي شخص هي القيء والغثيان والإسهال وعسر الهضم وآلام في البطن وتقلصات المعدة إلى جانب أعراض الحساسية المختلفة خاصة للبنسيلين والسيفالوسبورين، ووجب التنويه إلي المشاكل الصحية التي تحدث نتيجة تفاعل المضادات الحيوية مع الأدوية المختلفة مثل مضادات الحموضة ومميعات الدم والمكملات الغذائية مثل الحديد والزنك والكالسيوم إلى جانب مخاطر المضادات الحيوية مع أدوية السكر والروماتويد.
وتابعت الخوف في المحافل الطبية الآن مما يسمى بالجائحة الصامتة وهي جائحة بكتيرية بسبب خطورتها هو عدم توفر الأدوية اللازمة لعلاجها بسبب تزايد قدرة الميكروبات على مقاومة المضادات الحيوية.
من جانبه قال الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إنه لابد أن يكون التخزين حسب المواصفات، ومن أهم الأشياء لابد من معرفة تاريخ إنتهاء الصلاحية، متابعا ان الناحية الأساسية لسوء التخزين إذا تم التخزين في عربة وحرارتها عالية يفسد الأدوية ومنها المضادات الحيوية لذلك يجب عدم ترك أي أدوية في السيارات وكذلك الحمام لوجود به نسبة رطوبة عالية تفسد الأدوية، لذلك يجب حفظ الأدوية في درجات الحرارة المخصص لها، بشرط عدم تعرضها لأشعة الشمس المباشرة.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، يختلف نظام أدوية المضادات الحيوية الشرب عن الاقراص، الشراب مدته اسبوع بعد فتح العبوة وقد تصل الى شهر مع حفظها في الثلاجة، ولابد من التخلص من الأدوية بعد فتحها وتركها مده لا تستخدم، قياس على ذلك القطرات والمراهم، مؤكدا دائما أوجه بقراءة نشرات الأدوية لأنها موجهة للمرضى.
وأكمل أما بالنسبة لأخذ المضادات الحيوية دائما دون استشارة الطبيب وشرائها من الصيدليات عندما يشعر المريض بمرض دون كشف طبي، فالاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية على مستوى العامة يمكن أن يؤدي إلى زيادة مقاومة الميكروبات للمضادات، بالإضافة إلى أن الفيروسات لا تعالج بالمضادات الحيوية لأن المضاد للبكتيريا وليس للفيروس، مؤكدا أن معظم أدوار البرد والرشح والأنفلونزا الموسمية والالتهاب التنفسي المخلوي.
وأردف أن الفيروسات لا تحتاج لمضادات حيوية، حيث ان المضادات الحيوية تؤخذ بالطريقة الصحيحة وفي الأوقات المناسبة، على المدى العالمي مخاطر الاستخدام العشوائي يؤدي إلى زيادة مقاومة البكتيريا، ووجد في دراسة أنه مع قدوم ٢٠٥٠ ستصل نسبة الوفيات في العالم 10 مليون فرد على مستوى البشرية نتيجة وجود ميكروبات تقاوم المضادات الحيوية، ويوجد حاليا في أمريكا أكثر من ٢٠ ألف مريض يتوفون سنويا في الرعاية المركزة نتيجة عدم فاعلية المضادات الحيوية لالتهاب البكتيريا، مشيرا الى ان يعتبر الأمر السائد في العالم الان مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
