ذكر تقرير لمجلة "ذا كونفيرساشن" الامريكية ان هناك اتجاها في الوقت الراهن لتعزيز تكنولوجيا اسمتها "الزراعة الخلوية" والتي لاتزال فى مراحل تطورها الاولى وذلك نظرا لاهميتها فى ظل تفاقم أزمة الغذاء العالمية وتأثير تغيرات المناخ على قطاع الزراعة فى الكثير من دول العالم.
وكشفت المجلة فى تقريرها أن هناك اتجاها جديدا حاليا لانتاج الالبان ومنتجاته عن طريق الزراعة الخلوية (وهى عبارة عن استخدام تقنيات الهندسة الوراثية فى تخليق خلايا لانتاج اللبن الحيوانى والبشرى فى المعامل)، مشيرة الى اسماء بعض المشروعات التي بدات بالفعل فى العمل فى الولايات المتحدة والتي تستخدم الفطريات المعدل وراثيا لتخليق بروتين الالبان واستخدامه فى الاغراض التجارية مثل الايس كريم ومشتقات الالبان وغيرها من أنواع منتجات الجبن.
وأوضحت المجلة فى تقريرها أهميه هذه النوع من التقنيات الجديدة مع تاثر صناعة تربية الحيوانات التي توفر ما يقرب من ثلث احيتاجات البروتين عالميا وتسد احتياجات ما يزيد على مليار شخص على مستوى العالم بالاضافة الى تعزيز خصوبة التربة الزراعية.
وأشارت الى انه مع استمرار تاثير التغيرات المناخية على البيئة، اصبح الرقابة شديدة على مخلفات تربية الحيوانات لما لها من تاثير ضار على البيئة بسبب انبعاثات الغازات والحاجة الملحة الى الحد منها، موضحة ان انبعاثات الغازات الدفيئة تصل نسبتها الى 5ر16 بالمائة من اجمالى الانبعاثات العالمية.
وأضاف التقرير الى الاساليب الجديدة المتبعة فى هذه الزراعة الخلوية وتشمل طريقتين؛ الاولى تستخدم فيها خلايا الحيوانات فى انتاج منتجات حيوانية بدون تربية الحيوانات او الصيد، والثانية هى استخدام الهندسة الوراثية فى تخليق فطريات وأنواع من البكتيريا التي يمكنها انتاج البروتينات، وهى تقنية تشبه صناعة الكثير من الصناعات المتداولة حاليا مثل صناعة الجبن التي تستخدم فيها انزيمات حيوانية مستخرجة من امعاء الحيوانات وهذه التقنية تختلف تماما عن تقنية تصنيع بعض المنتجات مثل البرجر ولبن الصويا من اصول ومصادر نباتية.
وأوضح التقرير انه برغم ان تقنيات الزراعة الخلوية لاتزال فى مراحل تطورها الاولى، الا انها تعتبر مستقبل الغذاء فى الفترة القادمة مع استمرار التضخم العالمى وارتفاع اسعار الغذاء عالميا. واشار التقرير الى قرار هيئة الغذاء والدواء الامريكية منذ ما يقرب من 30 عاما بالموافقة على استخدام انزيمات الحيوانات المعدلة وراقيا فى صناعة الجبن لتحل محل الانزيمات الطبيعية المستخرجة من امعاء الابقار.
وأبرز التقرير ان تقنيات الهندسة الوراثية المسموح بها فى الولايات المتحدة ساهمت فى توفير 70 بالمائة من احتياجات السوق الامريكية من منتجات الجبن بالاضافة الى سهولة توفيرها وقلة تكلفتها الاقتصادية، مضيفا ان منتجات الالبان غير الحيوانيه يمكن ان تساهم فى تحقيق الامن الغذائى والبيئى معا للوصول الى افضل الحلول التي تساهم فى تقليل ازمات الغذاء حول العالم.