عقد اليوم الأحد، حزب الإصلاح والنهضة جلسة نقاشية جديدة من سلسلة الصالونات السياسية التي يعقدها وكانت بعنوان "آفاق تطوير التعليم ما قبل الجامعي".
شمل المتحدثين كل من النائبة أميرة العادلي عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ومروة النجار، عضو الأمانة العامة بحزب الإصلاح والنهضة، وأدار الحوار الدكتور مصطفى كُريم، مساعد رئيس حزب الإصلاح والنهضة.
تناول الصالون عدة محاور منها استراتيجيات التعليم ما قبل الجامعي في الجمهورية الجديدة، وأبرز التحديات وآفاق تطوير التعليم ما قبل الجامعي في مصر.
بدأ الحوار بترحيب هشام عبدالعزيز رئيس حزب الإصلاح والنهضة، بالضيوف وتأكيده الدائم على أهمية الحوار الوطني وأهمية الملفات المطروحة وقد أكد علي أهمية ملف التعليم، وأشار إلى علاقته بملف حقوق الإنسان، كحقه في المعرفة والوعي وحقه في تعلم المهارات الأساسية التي تجعل الأجيال القادمة قادرة على بناء مستقبلهم، والمنافسة بشكل كبير في سوق العمل مستقبلا. وأكد على أهمية التعليم كملف محوري ودوره في رسم شكل الجمهورية الجديدة.
كما تحدثت النائبة أميرة العادلي عن أهم المشكلات التي تواجه التعليم والطلاب في المدارس وأثر الواقع التكنولوجي الحالي على التعليم وأهمية التنسيق بين الأطراف المختلفة، من وزارات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ووضع سياسات واضحة في ملف التعليم، كما تحدثت عن دور التعليم الفني وأثر استغلاله بشكل صحيح على زيادة عجلة الإنتاج، وأشارت إلى ملف أجور المدرسين وكادر المعلم، حيث أكدت على ضرورة وجود تشريعات تكون في صالح المعلم لتهيئة بيئة عمل مناسبة ومجزية.
وأضاف شادي زلطة أن استراتيجية الوزارة التي يركز عليها الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ترتكز على التحول من الحفظ والتلقين الى الابتكار والابداع والتركيز على ادراك المفاهيم الكبرى وبذل الجهد في التركيز على المحتوى وتوسعة المدارك لتنمية البنية المعرفية والمواهب. وأكد زلطة على مجهودات الدولة فى ملف التعليم وخاصة إعادة النظر في منظومة التعليم التقليدية، لرفع مستوى مصر في التصنيفات العالمية، كما تحدث عن المناهج التعليمية الجديدة التي اختلفت اختلافًا كثيرا عن المناهج فى النظام القديم ووضعت وفق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، كما أشاد بما حدث في مبادرة حياة كريمة، ودورها في نشر ثقافة التعليم ودوره الحقيقي وتغيير النظرة للتعليم الفني. وأكد على أهمية إدخال التكنولوجيا في العملية التعليمية ودمجها في المدارس وأثر ذلك على الابتكار وأثره في المستقبل.
وتحدثت مروة النجار عن أهمية دور التعليم كدعامة أولى لاستعادة مصر دورها الحضاري وإحداث تغيير ثقافي وسلوكي في المجتمع، من خلال بناء الشخصية وترسيخ القيم والقدرة على الابتكار والإبداع، وتعظيم قيمة التفكير العلمي والعمل كفريق والتقدم فى تحقيق استراتيجية 2030، كما أكدت علي دور الأحزاب السياسية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني في عمل أثر حقيقي في ملف التعليم، من خلال المبادرات التي تقدمها وتعاونها مع مؤسسات الدولة المختلفة، واشارت الي تجارب التنمية في الدول الأخرى التي استغلت ملف التعليم في التغيير والحلول التي أدت لتقدمها.
وكان من أهم توصيات الصالون السياسي أهمية إيجاد حل لمشكلة كادر المعلم وعمل قانون تشريعي جديد للتعليم وتدريب وتأهيل المعلمين والمربين على المناهج الحديثة، وصياغة المناهج الحديثة بما يتوافق مع متطلبات التنمية والاهتمام بمنظومة القيم والتي تدعم إحياء المواطنة وروح الانتماء عند الطالب والمعلم وتربطهم بالمجتمع، وضرورة التوجه بالتوعية سواء للطلاب منذ نهاية المرحلة الابتدائية بالخيارات في التعليم بين التعليم العالي أو الفني ومتطلبات سوق العمل، وأيضا التوعية لأولياء الأمور بأهم التحديات وأهم المبادرات التي تقوم بها الدولة حتي يمكنهم المشاركة بفاعلية في عملية تطوير ملف التعليم وأيضا أهمية البحث عن فرص للتمويل والاستغلال الأمثل للموارد وأهمية مشاركة القطاع الخاص في دعم التمويل الحكومي بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، وكذلك تفعيل دور المجتمع المدني والمؤسسات المهتمة بمجال التعليم، وأيضا تفعيل الأوقاف الخاصة بالتعليم وقروض البنك الدولى للمساهمة بفعالية في ملف التعليم. وأخيرًا أهمية استخدام وسائل حديثة في التعليم منها اساليب المحاكاة وغيرها التي تساهم في توصيل المعلومات للطلاب وزيادة الاستيعاب، وتفعيل دور الأوقاف والتشبيك بين أدوار مؤسسات الدولة والدعوة لإطلاق مشروع قومي فيما يخص الفصول التعليمية وإدارة هذه الفصول بجودة عالية.
الجدير بالذكر أن هذا الصالون يأتي كثامن صالون سياسي ضمن سلسلة الصالونات السياسية التي يعقدها حزب الإصلاح والنهضة حول موضوعات الحوار الوطني.