الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

جوزيف ثابت يكتب: الفوضى السياسية اللبنانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

القوى المؤثرة تبحث عن مرشح يمكنه وضع العصا في عجلات حزب الله الموالي لإيران بين التدخلات الخارجية وجمود الأحزاب التقليدية

ميشال معوض يعارض بشدة أسلحة الحزب الشيعى ومرشح حقيقى جمع حتى الآن أقل من نصف الأصوات المؤهلة للفوز بالمنصب
منذ ٣١ أكتوبر، أصبح لبنان بلا رئيس.. والأحزاب السياسية غير قادرة على الاتفاق على مرشح، حيث يتعين على الطامحين إلى المنصب الأعلى الامتثال لبعض المتطلبات المحلية والإقليمية. وما بين حالة الفقر التى يعيشها جميع شرائح المجتمع، والنقص المتعدد فى السلع والخدمات، والفراغ السياسى، فإن بلاد الأرز تغرق فى الأزمة.
بعد شهرين من خروج ميشال عون من القصر الرئاسى فى بعبدا، لا يزال لبنان فى حالة من عدم اليقين السياسى: لم يبرز أى مرشح واستمرت المعوقات، وفى ١٥ ديسمبر انعقدت الدورة البرلمانية العاشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وحدث فيها ما حدث فى الدورات التسع السابقة، وانتهت جميعها بغياب الأغلبية.
وبالنظر إلى المعوقات وغياب بعض الأحزاب التقليدية تتكاثر الجلسات وتتشابه. للأسف بالنسبة للبنان بحسب الدستور اللبنانى، يجب أن يأتى رئيس الجمهورية من الطائفة المارونية (مسيحى من الطوائف الشرقية) وينتخب من قبل النواب فقط.
لكن فى ظل النظام الانتخابى اللبنانى، فإن هدف الطامحين إلى عرش الرئاسة ليس إقناع الناس بقدر ما هو الحصول على المنح والعطايا من الأحزاب التقليدية التى تمتلك خزان الأصوات. على الرغم من هذا الوضع المحفوف بالمخاطر على لبنان، وعلى الرغم من فقدان صلاحيات الرئيس اللبنانى - وظيفتان رئيسيتان هما المشاركة فى تشكيل الحكومة وانعقاد مجلس الدفاع الأعلى وتوجيهه - يبرز العديد من المرشحين.
 

المرشحون المؤيدون لحزب الله
جبران باسيل هو الاسم الذى تسلط عليه الأضواء. زعيم التيار الوطنى الحر وصهر ميشال عون هو الشخصية السياسية الأكثر انقسامًا فى الطيف السياسى اللبنانى. يحظى بازدراء وكراهية جزء من الشارع اللبنانى لسوء إدارته لوزارة الطاقة والمياه بين عامى ٢٠٠٩ و٢٠١٤، كما تعرض لانتقادات بسبب خضوعه لحليفه السياسى الرئيسى حزب الله.
عندما تولى منصب رئيس الدبلوماسية اللبنانية بين عامى ٢٠١٤ و٢٠١٩، دافع جبران باسيل عن الحركة الشيعية رغم كل الصعاب، كما أدت علاقاته مع الحزب الموالى لإيران إلى إبعاده عن باريس وواشنطن. فقد نبذه الإليزيه وفرض عليه البيت الأبيض عقوبات مالية فى نوفمبر ٢٠٢٠. علاوة على ذلك، ونظرًا لقربه من الحركة الشيعية، فإن دول الخليج لا تريد أن تسمع عنه.
من أجل الحصول على موافقة عدة عواصم، يلعب جبران باسيل دور المبعوث.. وبعد ذهابه إلى الدوحة فى أوائل نوفمبر، والى باريس فى ١٦ نوفمبر فى محاولة لكسب الدعم من فرنسا، يبدو أن جبران باسيل يستعد للترشح. علاوة على ذلك، التقى فى ٢٣ ديسمبر الماضى بالزعيم الدرزى وليد جنبلاط الذى اعتاد على إعطاء أصواته لأعلى المزايدين، وسيكون صهر العماد عون قادرًا على الاعتماد على أصوات حزبه لكن الشكوك ما زالت قائمة فيما يتعلق بأصوات شيعية ترادفية بين أمل وحزب الله.
مرشحون يساندهم الغرب

المرشح الحقيقى الوحيد حتى الآن هو ميشال معوض، النائب المعارض الذى يأمل فى الحصول على ٨٦ صوتا. فى الوقت الحالى، جمع ٤٢ فقط.
هو إبن رئيس الجمهورية الذى اغتيل عام ١٩٨٩، درس القانون فى الأساس ومن زغرتا أيضًا، ويجيد هذا السياسى طريقة عمل السياسة اللبنانية بالإضافة إلى العديد من التحديات التى سيتعين عليه التغلب عليها. ويمكنه الاعتماد على دعم حزب وليد جنبلاط الدرزى والكتائب والقوات اللبنانية سمير جعجع.
نتيجة لذلك، فإن زعيم المعارضة هو بالتالى المفضل لدى القوى الخارجية التى تبحث عن مرشح يمكنه وضع عصا فى عجلات حزب الله. يعارض بشدة أسلحة الحزب الشيعى، وهو الخصم الأول للحركة الموالية لإيران.
حزب حسن نصر الله ينتقده لصلاته بواشنطن وتصريحاته المزدوجة. فى الواقع، كان ميشال معوض ضمن قائمة مشتركة مع نواب حزب التيار الوطنى الحر المتحالف مع حزب الله فى عام ٢٠١٨.

اسم آخر كثيرا ما يظهر فى الصحافة وهو جوزيف خليل عون، قائد الجيش اللبنانى. يحظى بشعبية فى المجتمع اللبنانى.
الجيش هو المؤسسة الذى تحظى بتقدير الأغلبية لجانبها المهنى وغير السياسى. ولذلك، فإن الجنرال لديه بالفعل ما يؤهله رئيسًا فى المستقبل. استقبله إيمانويل ماكرون فى قصر الإليزيه فى مايو ٢٠٢١، وذهب أيضًا إلى الولايات المتحدة فى عام ٢٠١٩ ولكن أيضًا إلى المملكة العربية السعودية فى نفس العام.
بالإضافة إلى هؤلاء الثلاثة، يشارك فى الانتخابات عدة مرشحين مستقلين. بالنظر إلى أنهم لا ينتمون إلى حزب تقليدى، فإن فرصتهم فى الوصول إلى أعلى منصب ضعيف للغاية.
ليست هذه هى المرة الأولى التى يواجه فيها لبنان فراغًا فى السلطة. قبل انتخاب العماد عون فى أكتوبر ٢٠١٦، شهدت البلاد عامين ونصف العام من الفراغ السياسى و٤٦ جلسة انتخابية.



شيء واحد مؤكد: فى أرض الأرز لا يمكن أن يكون هناك رئيس دون موافقة مسبقة من الجيران الإقليميين الذين يؤثرون على شؤون بيروت، وأيضًا القوى الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة.
 

معلومات عن الكاتب

جوزيف ثابت صحفى فرنسى لبنانى متخصص فى قضايا الشرق الأوسط.. يقدم فى هذا التحليل أجواء الواقع اللبنانى والجلسات المتوالية للبرلمان لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد.