بالعربي
تركيب نظام دفاع جوى على سطح المبنى الرئيسى لوزارة الدفاع الروسية.. ونشر ثلاثة أنظمة أسلحة أخرى على بعد كيلومترين من مطار أوستافيفو
فى منتصف شهر يناير، تم تعزيز الدفاع المضاد للطائرات لمدينة موسكو بشكل كبير وقبل كل شيء بشكل واضح وتم تنفيذ مناورات حتى يوم ٢١ يناير مع دعاية كبيرة: السؤال الذى يطرح نفسه هو: ما الهدف من ذلك؟
يرى المراقبون «المتفائلون» فى هذا خوف الكرملين من الهجمات الجوية التى يمكن أن يشنها الجيش الأوكرانى، كما كان الحال بالفعل فى الأشهر الأخيرة وأظهر الدفاع الروسى المضاد للطائرات بعد ذلك أوجه قصور خطيرة، لكن عنصر المفاجأة ربما يكون قد لعب دورًا فيما حدث بروسيا.
ويرى المراقبون «المتشائمون» أن هذا مؤشر على تنامى القوة العسكرية الروسية فى ضوء الإطلاق الوشيك لهجوم كبير فى أوكرانيا وسيكون الهدف حماية ظهر موسكو قبل بدء العملية. وتتوقع السلطات الروسية ردًا يمكن أن يطلقه خصومها بعد ذلك - فهى لا تقدم أى تفاصيل، لكن أهمية الحديث المنتشر (الذى لا يُعرف سوى جزء منه) يشير إلى أن الكرملين قد يفكر فى شن ضربات تتجاوز النطاق الحالي؛ وهل هذا يعنى أن أهدافًا خارج أوكرانيا يمكن أن تهاجمها روسيا؟.
جهاز مضاد للطائرات
تم تركيب نظام الدفاع الجوى بانتسير إى ١ Pantsir-S١ على سطح المبنى الرئيسى لوزارة الدفاع الروسية فى موسكو. وفى الوقت نفسه، تم وضع نظام آخر من نفس النوع على سطح مبنى تابع لإدارة التعليم كما تم نشر ثلاثة أنظمة أسلحة أخرى لـ Pantsir S-١ على بعد كيلومترين من مطارأوستافيفو Ostafyevo للطيران التجارى الواقع جنوب العاصمة.
ويقال إن بطارية مضادة للطائرات من طراز ترايموف إس ٤٠٠ S-٤٠٠ Triumph تعمل فى حديقة لوسينى أوستروف الوطنية شمال شرق موسكو كما يتم إقامة مشروع اخر فى الحقول التابعة للجامعة الزراعية الحكومية شمال غرب المدينة.
إن نظام الدفاع المضاد للطائرات ليس جديدًا حيث يعتمد الدفاع عن المجال الجوى لموسكو على جيش القوة الفضائية الخامس عشر. ومنذ الأعياد الدينية فى نهاية العام والعام الجديد، كان سيتم نشر ٢٠٠٠٠ جندى لضمان أمن المجال الجوى الروسى. قد لا يبدو هذا كثيرًا بالنسبة لاتساع الأراضى الروسية، ولكن سيتم تغطية المناطق التى تعتبر «حساسة» فقط.
ومنذ عام ٢٠٢١، نفذت القوات المسلحة الروسية أول فوج دفاعى مضاد للطائرات مجهز بـبروموثوس إس ٥٠٠ ( S-٥٠٠ «Promotheus» الجديد لضمان تغطية منطقة موسكو. وكان من المقرر تفعيل نظام ثان من نفس النوع فى عام ٢٠٢٢ لكن لا أحد يعرف مكان انتشاره.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إشارة GPS فى العديد من المدن الروسية الكبرى بما فى ذلك العاصمة معطلة حاليًا.
مهما كان الأمر، لم يتم إجراء عمليات الانتشار لطمأنة سكان موسكو الذين كانوا يتابعون الحرب فى أوكرانيا من بعيد على الرغم من مرسوم التعبئة الجزئية الذى أصدره الرئيس فلاديمير بوتين فى ٢١ سبتمبر ٢٠٢٢ كإجراء احترازى، ولم يتأثر سكان موسكو الشباب كثيرًا بهذا الإجراء.
معلومات عن الكاتب
آلان رودييه.. ضابط سابق، يشغل منصب مدير الأبحاث فى المركز الفرنسى لأبحاث الذكاء (CF2R) منذ عام 2001، له العديد من المقالات والتقارير والكتب حول الجغرافيا السياسية والإرهاب والجريمة المنظمة.
