استطاع العلماء تجسيد شكل الشعيرات الدموية في إصبع الأنسان بشكل دقيق والذي يعتبر وجودها وشكلها في أطراف الأصابع معجزة من معجزات الخالق، فالشعيرات الدموية تتفرع الشرايين داخل أنسجة الجسم وتنتهي بأوعية دقيقة تسمى الشعيرات وتتكون الشعيرات من طبقة واحدة من الخلايا، وهي عبارة عن قنوات دقيقة جدآ، تشبه الشعر يتراوح قطرها ما بين 0.007 – 0.014 ملم، ويتراوح طول الشعيرة ما بين 0.5 – 1 ملم، ويتكون جدراها من طبقة خلوية واحدة، يبلغ عددها عشرة بلايين شعيرة، وطولها مجتمعة حوالي 80 ألف كلم ومساحتها مجتمعة حوالي 500 متر مربع.
والشعيرات هي الأوعية الأصغر بين الأوعية الدموية في الجسم وتقوم هذه الشعيرات الدموية بتوصيل الدم بين الشرينات والوريدات، هذه الأوعية الشعرية تشكل المكان الذي يحدث فيه تبادل للعديد من المواد ضمن السائل الخلالي المحيط بها ويعود الفضل في ذلك إلى كون جدرها تتكون من طبقة واحدة من الخلايا، وهذه المواد المتبادلة تتضمن المواد التي تخرج من الشعيرات في قسمها القريب وتتضمن الماء، الأكسجين و السكر والمواد التي تدخل إلى الشعيرات في قسمها البعيد تتضمن الماء، غاز ثاني أكسيد الكربون، حمض البول، حمض اللبن، البولة والكرياتينين.
والأوعية الشعرية اللمفاوية تتصل مع الأوعية اللمفاوية الأكبر لتنزح السائل اللمفاوي المجمع في الدوران الشعري، ولا يمكن للمواد الكبيرة الحجم مثل البروتينات في الحالة الطبيعية العبور من خلال جدر الأوعية الشعرية، خلال المرحلة الباكرة للتطور الجنيني تتشكل أوعية شعرية جديدة من خلال عملية الخلق الوعائي، وهي عملية تشكل الأوعية الدموية والتي تحدث عبر إنتاج جديد للخلايا البطانية والتي تشكل بعد ذلك الأنابيب الوعائية، ومصطلح الاستحداث الوعائي يشير إلى تشكل أوعية شعرية جديدة من الأوعية الدموية الموجودة مسبقا والتي تقدم الخلايا البطانية التي تأخذ بالانقسام.
الاوعية الدقيقة توفر اتصال مباشر بين الشرايين والأوردة ولها دور هام في تدفق الدم للانسجة، أما القطر الداخلي للشعيرة الدموية 8 ميكرومتر ولكريات الدم الحمراء القدرة على الانثناء لتستطيع المرور خلال هذا الحيز الضيق وهناك حلقات من العضلات الملساء في بداية الشعرية الدموية وهي المسؤولة عن تنظيم تدفق الدم في الشعيرات الدموية وبالتالي السيطرة على تدفق الدم خلال الأنسجة.
ويتدفق الدم من القلب إلى الشرايين، والتي تتفرع وتضيق لتكون الشعيرات الدموية بعد أن يتم تغذية النسيج بالدم، تتجمع الشعيرات الدموية وتتسع نتيجة اجتماعها لتشكل الأوردة الصغيرة وهذه الأوردة بدورها تجتمع لتشكل أوردة أكبر والتي تعيد الدم إلى القلب عبر الوريد الأجوف العلوي والوريد الأجوف السفلي، تتشابك الشعيرات الدموية لتكون شبكة مهمتها تغذية النسيج وكلما زاد نشاط النسيج كلما زادات واتسعت رقعة الشبكة الشعرية المغذية له وتتكون الشبكة الشعرية من نوعين من الاوعية النوع الأول الأوعية الشعرية الحقيقية وهي المسؤولة عن تبادل المواد بين الأنسجة والدم ضمن الأوعية الشعرية، والنوع الثاني هو الجيوب الوريدية وهي نمط من الأوعية الشعرية ذات الثقب المفتوح الموجود في الكبد، نقي العظم، الغدة النخامية الأمامية وحول الأعضاء حول البطينية في الدماغ والأوعية الشعرية والجيوب الوريدية هي أوعية قصيرة وتتصل بشكل مباشر مع الشرينات والوريدات في الطرفين المتقابلين للسرير الشعري.