شارك الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في مؤتمر "الترجمة عن العربية - جسر الحضارة" الدورة الثانية دورة د.محمد عناني، بحضور نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، ود. أحمد بهي الدين العساسي رئيس الهيئة العامة للكتاب، ود.علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، ود. كرمة سامي رئيسة المركز القومي للترجمة، والسيدة كرستينا بورتا ممثل منظمة اليونيسكو، وعدد من المترجمين والناشرين، وعدد من الأئمة والواعظات وذلك بقاعة المنارة بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات، خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وفي كلمته هنأ وزير الأوقاف الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد البهي رئيس الهيئة العامة للكتاب بالانطلاقة القوية والمتميزة لمعرض الكتاب هذا العام والإقبال الكبير الذي يؤكد حيوية حياتنا الثقافية، وهذه الفعاليات التي تم الإعداد لها واختيارها بعناية بالغة فأصبحت مقصدًا ثقافيًا هامًا على هامش هذا المعرض.
كما أكد أن الترجمة من أهم محاور التواصل الإنساني والثقافي، وأن حوار الأديان والثقافات لا يمكن أن يتم إلا من خلال الاهتمام والعناية بحركة الترجمة وتعلم اللغات في آن واحد، ونحن نقوم بهذه العملية الواسعة بالتنسيق مع هيئة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب من منطلق مسئوليتنا الشرعية والوطنية والثقافية، مشيرًا إلى أن حركة الترجمة هي حركة انفتاح على العالم، ولكنها قضية شديدة الحساسية وبخاصة فيما يتصل بالفكر الديني والثقافة الدينية.
تأتي أهمية الترجمة عن العربية في مجال الفكر الديني والثقافة الدينية في هذه المرحلة بالذات نظرًا لما تم من تشويه لبعض جوانب ثقافتنا، سواء بفعل الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتي اتخذت من الدين ستارًا لها، أو من جراء عمليات التشويه المتعمد لثقافتنا العربية الإسلامية، مؤكدًأ أنه على من يعمل في مجال ترجمة الخطاب الديني أن يتحلى بقدر كبير من الحكمة، فيراعي مشاعر الآخر وثقافته، إذ لا يمكن أن تنطلق حركة ناجحة في مجال الخطاب الديني تنظر فقط إلى ثقافتنا نحن، وإنما يجب أن ننظر إلى ثقافة الآخر وطبيعة الآخر وما يمكن أن يتقبله، ومن ثم كانت سلسلة (رؤية) بالتعاون مع هيئة الثقافة والتي تهتم بالخطاب الديني والتي نأمل أن تكون سلسلة القرن الحادي والعشرين في مجالها، وكنا في العام الماضي نحتفل بالإصدار رقم (١٠٠) في هذه السلسلة، ونحن في هذا العام وصلنا إلى العدد (١٥٢) من سلسلة(رؤية) وتتنوع هذه السلسلة ما بين اللغة العربية، واللغات الأجنبية، وقد صدر منها نحو ٦٣ إصدارًا مترجمًا، ونحو 36 إصدارًا نصفها قيد الطبع ونصفها قيد الترجمة، أى أننا أوشكنا على استكمال (١٠٠) مترجم في مجال الفكر الديني.
وأكد وزير الأوقاف أن جميع الكتب قد تم مراجعتها كلمة كلمة وصفحة صفحة باللغة العربية قبل الدفع بها إلى الترجمة للتأكد من أنها تراعي الآخر، ومن بين إصدارات سلسلة (رؤية) المترجمة كتاب: حماية الكنائس في الإسلام، وكتاب: حماية دور العبادة، كما تنوعت إصداراتها ما بين قضايا دينية لتصحيح المفاهيم وقضايا ثقافية عامة، والتي يتم توزيعها عبر بعض المؤسسات الدينية، مشيرًا إلى أن نسبة المبيعات في الأيام الأولى من المعرض ونسبة الإقبال على سلسلة رؤية بلغ حوالي ثلاثمائة ألف زائر للمعرض وانعكس ذلك على نسبة المبيعات كما أكد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وأضاف أن صناعة الكتاب لم تأفل ولن تأفل بعد، والحقيقة أن الكتاب صناعة رصينة مع اهتمامنا البالغ بكل الوسائل الأخرى من مواقع التواصل إلا أننا نبدأ بالكتاب الذي يكتب بعناية بالغة ثم يحول إلى برامج تدريبية وإلى مقاطع عبر مواقع التواصل، فكثير من هذه الكتب التي نشرت عبر مواقع التواصل نشرت بأكثر من وسيلة، نشرت مقروءة ونشرت مسموعة ونقلت متلفزة ونقلت مشروحة.
وعن خطبة الجمعة وترجمتها أكد وزير الأوقاف أننا ندرك أن العالم مسلميه وغير مسلميه يسمع خطبة الجمعة ونحرص ألا تجرح مشاعر أي إنسان وتم ترجمتها إلى نحو عشرين لغة، كما اهتممنا بكثير من اللغات الإفريقية، وفي العام الماضي أخرجنا ثلاث ترجمات للقرآن الكريم، ومع افتتاح هذا المعرض ترجمنا معاني القرآن الكريم الى اللغة العبرية وهي أحدث ترجمة لترجماتنا من معاني القرآن الكريم.
واستعرض وزير الأوقاف خلال كلمته عددًا من إصدارات وزارة الأوقاف المترجمة إلى اللغات الأجنبية المختلفة ومنها إصدارات سلسلة رؤية للنشء المترجمة.