قال الأديب يوسف القعيد، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد بمثابة حدث ثقافي مهم، فقد حضرت أول دورة له في دار الأوبرا المصرية، واحرص دائما على حضور دوراته حتى الآن.
وتابع: لقد حالفني الحظ عندما عملت بمجلة "المصور" كاتبا صحفيا، قابلته قبل وفاته بأربعة أشهر لإجراء حوار صحفي معه وكان عنوانه "اللغة العربية تمر بأزمة حادة" نشر عام ١٩٧٣.
وأضاف القعيد، أن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين كان يتحدث اللغة العربية الفصحى بصوت عال.
استعرض القعيد، أبرز المواقف التي جمعته بطلابه، فذكر منها موقفه مع تليمذته النجيبة الدكتورة سهير القلماوي، التي تعد أول طالبة تلتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة لدراسة اللغة العربية، وكانت تتعرض للعديد من المضايقات فخصص لها حراسة تلازمها من منزلها حتى الجامعة والعودة لمنزلها مرة أخرى، فكان طه حسين مساندا وداعما لكل تلاميذه وقدوة لهم بمواقفه الإنسانية.
وأكد القعيد، أن طه حسين خاض العديد من المعارك الأدبية المهمة في حياته، فوصف رواياته بالرؤية وليس بالسماع رغم أنه لا يرى، موضحا أن الأعمال الذي كتبها طه حسين موجود القليل منها الآن وليس الكثير حتى تتعرف الأجيال الحالية والقادمة بعميد الأدب العربي، فمن يقرأ رواية "دعاء الكروان" يكتشف انه رجل يرى لكنه ضرير، فكانت لديه ثقة واعتزاز بالنفس معبرا عن العديد من القضايا الإنسانية والمجتمعية في أعماله.
جاء ذلك خلال ندوة "طه حسين أديبا" بالقاعة الرئيسية "صلاح جاهين"، والمنعقدة الآن في بلازا ١ بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وذلك ضمن فعاليات الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
حضر الندوة الأديب يوسف القعيد، والناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد، والكاتبة الدكتورة نورا عبدالعظيم، وأدار اللقاء الإذاعي حسن مدني.
وقد افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء الماضي فعاليات الدورة ٥٤ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بحضور الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتورة هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية، كما تفقد أجنحة المعرض، ومعرض الطفل.
ويقام المعرض خلال الفترة من ٢٦ يناير الجاري حتى ٦ فبراير المقبل.
وتأتي هذه الدورة تحت شعار "على اسم مصر نعم نقرأ.. نفكر.. نبدع"، وتحل المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف هذا العام، وتحمل شخصية المعرض اسم الشاعر الراحل صلاح جاهين، وشخصية معرض الطفل الكاتب كامل كيلاني، وبمشاركة 1047 ناشرا ممثلين من 53 دولة عربية وأجنبية، وسوف تضم 500 فعالية ثقافية وفنية.