شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، يوم السبت، ندوة وتوقيع كتاب "الخلافة الرقمية.. كيف أسس داعش دولته على الإنترنت؟"، للكاتب الصحفي أحمد شوقي العطار عن مؤسسة الترجمان للترجمة والنشر، خلال فعاليات الدورة الرابعة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
شارك في الندوة، مؤلّف الكتاب أحمد شوقي العطار، بحضور الكاتب الصحافي والناشر أيمن شرف، والكاتب والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل البحيري.
استهل الندوة الكاتب والمترجم أيمن شرف، الذي تحدث عن قيمة كتاب "الخلافة الرقمية" التي دفعته لنشره وطباعته، باعتباره أول كتاب غير مترجم يصدر عن دار الترجمان، كما أبرز أهمية الكتاب في مواجهة التطرف الفكري الذي يتبناه تنظيم داعش والتنظيمات المشابهة في العصر الحديث.
وقد تحدث الباحث أحمد كامل البحيري عن القيمة البحثية الموجودة في كتاب "الخلافة الرقمية"، مؤكدا أن الكتاب قد تطرق لموضوعات ومصطلحات بحثية يصعب على الباحثين التطرق لها، وهو يضيف إلى المكتبة الأكاديمية المصرية رصيدًا بحثيًا مهمًا، نظرًا لقلة المادة المعروضة عن هذا الموضوع في الأبحاث المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية في الوقت الراهن.
وأكد البحيري أن الحس الاستقصائي لدى الكاتب أعطى الكتاب طابعا خاصا، وأبرز معلومات مهمة حول العلاقة بين تنظيم وداعش وشبكة الإنترنت، دون أن يغفل الخلفيات التاريخية والأيديولوجية، وأن هذه المعلومات يمكنها أن تساعد الباحثين والأكاديميين المهتمين بالتنظيمات الإرهابية، في فهم ظاهرة الإرهاب الرقمي.
كما تطرق أحمد شوقي العطار في حديثه عن كتابه الأول إلى الأسباب التي دفعته للعمل على هذا الكتاب، أبرزها توسع التنظيمات الإرهابية في استخدام شبكة الإنترنت لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب فيما بعد ٢٠١١، مؤكدا أن تنظيم داعش نجح خلال فترة ٥ سنوات، منذ صعوده المدى وحتى سقوطه في ٢٠١٩، في تطويع شبكة الإنترنت لخدمة أهدافه، وتأسيس ما يشبه دولة موازية على شبكة الإنترنت، ساعدته في تلقي التمويلات واستقطاب العناصر الإرهابية ونشر الدعاية، وغيرها من الأمور التي سهلت له سيطرته على مساحات شاسعة داخل سوريا والعراق، وهو ما يتناوله الكتاب بالتفاصيل والوقائع.
جدير بالذكر أن كتاب "الخلافة الرقمية.. كيف أسس داعش دولته على الإنترنت؟" للكاتب أحمد شوقي العطار صدر عن مؤسسة الترجمان للترجمة والنشر في 250 صفحة ويتضمن ثلاثة فصول عن استخدام تنظيم «داعش» لشبكة الإنترنت باعتبارها ذراعًا رئيسًا في حربه ضد العالم.
ويكشف الكتاب كيف أسس التنظيم ما يشبه دولة رقمية موازية للخلافة الأرضية، بأركانها الثلاثة، أرض افتراضية وهي شبكة الإنترنت، شعب من المؤيدين والمحبين والذئاب المنفردة على مواقع التواصل، وسلطة افتراضية تدير عمليات التجنيد والإعلام والتمويل وجمع التبرعات وشراء الأسلحة والمعدات وتنفيذ الهجمات الإلكترونية وتسويق الخلافة، وغيرها من الأمور التي سهلت للتنظيم تحقيق أهدافه وساعدته في تثبيت أقدامه على الأراضي التي احتلها في غفلة من العالم".
يدرس الكتاب تلك الدولة الرقمية منذ لحظة ظهورها وحتى الآن، ويغوص داخل تفاصيلها، ويقترب أكثر من عناصرها، ويرصد جوانبها، ويكشف آلياتها وأساليبها وأسرارها، ويفكك أجزاءها، في محاولة للوصول إلى صورة كاملة وواضحة عن أول خلافة رقمية عرفتها البشرية، كان لداعش السبق في تأسيسها، وبقائها حتى اللحظة الراهنة، رغم سقوط التنظيم المدوي على الأرض".
يساعد الكتاب في فهم أعمق لظاهرة “رقمنة الإرهاب” الخطيرة، التي فرضت نفسها على الواقع العالمي في العقدين الأخيرين، وخلفت ورائها عقول ملوثة بالتطرف، ودماء سالت على أرصفة الشوارع، وخطر لا يزال قائمًا.