يواجه قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، منذ جلوسه على الكرسي الرسولي عام 2013 وحتي بعد عشر سنوات علي حبريته، تحديات كثيرة فرضتها عليه طبيعة شخصيته وهنا نرصد بعض التحديات:
مكافحة الحروب
منذ تولي قداسته الكرسي البابوي وهو يسعى جاهدًا للفت الانتباه لمخاطر الحروب، وإيجاد سبل للسلام العالمي وإنشاء جسور من الصداقة والإنسانية بين قادة العالم. ولا يخفى على أحد انتشار الحروب في العالم بأكمله، فضلا عن تلويح عدد من قادة العالم بأسلحتهم النووية كأسلوب ردع للمعادين لهم، وهو ما كان ولا يزال من أسباب قلق قداسة البابا فرنسيس، وأضاف البابا في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، أن "الغرب ككل ليس حاليا مثالا نموذجيا.. لقد سلك الغرب الطريق الخطأ، على سبيل المثال، فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية.
مشكلة الهجرة.
حول مشكلة الهجرة وردود أفعال الغرب، وصف البابا فرانسيس الغرب بأنه أعظم مقبرة للبشرية، وأشار إلى المشاكل الديموغرافية في أوروبا، مضيفا أن بعض الدول الغربية في ظل هذه الظروف تنتهج سياسة خاطئة بخصوص الهجرة، وتساءل البابا فرنسيس: لماذا لا ينتهج الغرب سياسة دمج المهاجرين؟
كما أعرب عن رأيه بأن الغرب "ليس على أعلى مستوى" الآن، ولا يمكنه مساعدة الدول الأخرى.
الشباب
مشاكل الشباب من القضايا التي تهم قداسة البابا فرنسيس بشكل خاص والكنيسة الكاثوليكية بشكل عام، إذ يعقد اجتماعات كل عام؛ للبحث عن أساليب جديدة تساعد الشباب على استعادة إيمانهم، فيما يعرف بـ"مجلس الشباب".. ولذلك يعقد البابا فراسيس العديد من الاجتماعات مع رجال دين من مختلف المذاهب لجمع مقترحات وحلول.
إصلاحات محكمة الفاتيكان
منذ تولي قداسة البابا فرنسيس البابوية وهو يسعى لإجراء إصلاحات موسعة في محكمة الفاتيكان، وتهدف هذه الإصلاحات إلى تبسيط طرق التعامل وجعل أصوات المظلومين والمهمشين وأصحاب القضايا مسموعة في كل مكان بالعالم.
تولي النساء مواقع في الكنيسة
يري البابا أن في الكنيسة الكاثوليكية شهدت في الفترة الأخيرة غياب رجال الدين الأصغر سنًا، وبات من الملحوظ زهد الشباب في المناصب الدينية الكبيرة، ما استدعى تحركًا من المؤسسات الدينية؛ فسمحت بعض الكنائس بعمل النساء فيها؛ فيما ظلت الفاتيكان متحفظة بشأن اتخاذ هذا القرار؛ لكن قداسة البابا فرنسيس يسعى بقوة لإيجاد حلول حاسمة لهذه الأزمة سريعًا.
محاربة الإرهاب
تعد هذه القضية من المواضيع الشائكة عالميًا في ظل تزايد جرائم التطرف بشكل ملموس، وعلى قداسة البابا فرنسيس بصفته قائدا عالميا أن يجد حلولا لها، وما يشكل تحديًا أمامه لحلها هو أهمية عدم إصدار أحكام على أديان مختلفة أو توجيه اللوم لفئة بعينها، بالتالي يصعب الخروج بتصريح حاسم تجاهها.
مواجهة الإسلاموفوبيا
أشاد مرصد «الإسلاموفوبيا»، التابع لدار الإفتاء، بتصريحات بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، التي أكد فيها أنه لا يوجد إرهاب مسيحي أو يهودي أو إسلامي.
وأكد المرصد، في بيان صحفي سابق، أن هذه التصريحات توجه صفعة قوية لكل من ينسب الإرهاب إلى الإسلام، خاصة بعض السياسيين الغربيين من ذوي الاتجاه اليميني المتطرف، الذين يسعون للحصول على مكاسب سياسية في معاركهم الانتخابية، حيث يقدمون المسلمين والمهاجرين واللاجئين ككبش فداء يلقون عليهم بالمسئولية في بعض مشاكل الغرب الاقتصادية والاجتماعية.
وثمَّن المرصد دعوة البابا فرنسيس إلى العمل في سبيل السلام، من خلال مواجهة الإرهاب بالمحبة والتصدي إلى اللامبالاة والرياء وانعدام التسامح، كما دعا إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الأشخاص المحتاجين في كل العالم.
وأضاف أن العديد من كتابات وتصريحات البابا فرنسيس تنشر روح السلام والقبول والاحترام بين أتباع الديانات المختلفة، كما أن هذه التصريحات ليست جديدة على البابا، فقد سبق أن دافع عن حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب، قائلا: «إن أرادت امرأة مسلمة ارتداء الحجاب، ينبغي أن تكون لديها الحرية لفعل ذلك بنفس النظرة التي توجّه إلى أي امرأة كاثوليكية تريد ارتداء الصليب، وينبغي أن يمتلك الأفراد حرية التصريح بمعتقدهم الديني من خلال إبراز أهم ملامحه الثقافية وليس فقط من خلال الأمور الهامشية".
التحرشات الجنسية
أعرب البابا فرنسيس عن شعوره بـ"الحزن والخزي" لعجز الكنيسة الكاثوليكية عن التعامل مع الاعتداء الجنسي على الأطفال بفرنسا، مؤكدا أن الكنيسة يجب أن تجعل من نفسها «منزلا آمنا للجميع»
وفي عظته الأسبوعية في السادس من اكتوبر 2021 أبان الكشف علي تلك التحرشات، قال البابا فرنسيس: "أود أن أعبر للضحايا عن حزني وأسفي على الصدمة التي عانوا منها، وأيضا الخزي.. خزينا لعجز الكنيسة الطويل جدا عن وضعهم في صميم اهتماماتها".
وجاء حديث البابا بعد يوم من كشف اللجنة المستقلة للتحقيق في الاعتداءات الجنسية في الكنسية الفرنسية، في تقريرها، عن أرقام أحدثت صدمة، حيث أكدت اللجنة أن أكثر من 216 ألف طفل تعرض لانتهاكات أو اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا بين 1950 و2020.
وبحسب اللجنة كما كتبت «رويترز»، فإن التعديات الجنسية على الأطفال ظاهرة منتشرة في الكنيسة الكاثوليكية.
كانت الشرارات الأولى التي أشعلت فتيل فضائح الاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنائس هي في أيرلندا والولايات المتحدة الأمريكية عل ألرغم من أن ادعاءات حالات الاعتداء الجنسي الكاثوليكية من قبل رجال الدين ترددت في كثير من البلدان (انظر حالات الاعتداء الجنسي الرومانية الكاثوليكية حسب البلد) بعد الولايات المتحدة (من حيث عدد الحالات)، البلد الثاني من حيث عدد حالات الاعتداء الجنسي المكتشفة هو أيرلندا. وإضافة إلى كثير من البلدان التي شهدت حالات اعتداءات جنسية كثيرة مماثلة أيضا كشف الكثير منها في أستراليا ونيوزيلندا وكندا، وبلدان في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا. وفي عام 2001، برزت قضايا رئيسية في الولايات المتحدة وأيرلندا أيضا، والتي تزعم أن بعض الكهنة قد اعتدى جنسيا على أطفال قصر وأن رؤساءهم قد تآمروا لإخفاء جرائمهم خوفا من الفضيحة التي قد تمس الكنائس والتحريض على خلاف ذلك من سوء السلوك الإجرامي. وفي عام 2004، في تقرير جون جاي جدول هذا التقرير مجموعة من 4392 من القساوسة والكهنة والشمامسة في الولايات المتحدة من الذين ظهرت ضدهم مزاعم الاعتداء الجنسي. وعلى الرغم من الفضائح في الولايات المتحدة وأيرلندا تكشفت خلال ما يقرب من نفس الفترة الزمنية، لكن هناك بعض الاختلافات بينهما.
وفي بيان قرأه رئيس الأساقفة سيلفانو توماسي في سبتمبر 2009، ذكر الكرسي الرسولي أن «ونحن نعلم الآن أنه في السنوات ال 50 الماضية في مكان ما بين 1.5 ٪ و5 ٪ من رجال الدين الكاثوليك شاركوا في حالات الاعتداء الجنسي».