عادت فلسطين من جديد إلى واجهة الأحداث، بعد التطورات المتسارعة التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تنذر بتفجر الأوضاع بين الشعب الفلسطيني وجيش الاحتلال.
فصباح اليوم السبت، وقع إطلاق نار جديد بالقرب من القدس المحتلة، جرح فيه إسرائيليان على الأقل، وذلك بعد ساعات على تنفيذ شاب فلسطيني لهجوم آخر بإطلاق نار أيضا، قتل فيه عددًا من الإسرائيليين أمام كنيس يهودي بالقدس المحتلة، ويأتي ذلك بعدما نفذ جيش الاحتلال يوم الخميس، أكبر مداهمة في مخيّم جنين للاجئين بالضفّة الغربيّة المحتلّة منذ الانتفاضة الثانية بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٥، وقعت فيها مجزرة، قتل خلالها عشرة فلسطينيين على الأقل. وفي إطلاق النار الذي نفذه فتى فلسطيني يبلغ من العمر ١٣ عاما قرب مدينة القدس القديمة، قالت شرطة الاحتلال إنها "شلّت حركة" مطلق النار واعتقلته بعدما أصيب بجروح، وهو من سكان القدس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه سيتم نشر كتيبة عسكرية إضافية في الضفة الغربية، وذلك عقب هجومي القدس الشرقية. وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان أنها اعتقلت ٤٢ مشتبها بهم للاستجواب، البعض منهم من أفراد عائلة منفذ الهجوم على الكنيس اليهودي، إضافة إلى سكان من الحي الذي يسكن فيه في أمام كنيس القدس الشرقية. وكانت الشرطة أعلنت مقتل المنفذ، وقالت إن اسمه خيري علقم، وهو شاب من القدس يبلغ من العمر ٢١ عاما.
وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "سنتخذ خطوات فورية ردا على الهجوم، ودعا الإسرائيليين إلى عدم أخذ القانون بأيديهم: وأضاف "لدينا أجهزة شرطة، ولدينا جيش". وزار نتنياهو مكان الحادث، وتحدث مع المتواجدين في المكان، فيما هتف البعض بشعارات من بينها: "الموت للعرب" و"الموت للمخربين"، وفق مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. وأعربت مصر عن رفضها التام واستنكارها الشديد للهجوم الذي شهدته القدس الشرقية وأودى بحياة عدد من الأشخاص وإصابة آخرين، وأكدت إدانتها لكافة العمليات التي تستهدف المدنيين.
وحذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية من المخاطر الشديدة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وطالبت بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الاعتداءات والإجراءات الاستفزازية، لتجنب الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف الذي يزيد الوضع السياسي والإنساني تأزماً، ويقوض جهود التهدئة وكافة فرص إعادة إحياء عملية السلام.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشدة هجوم القدس الشرقية، معربًا عن قلقه العميق إزاء التصعيد الحالي للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وشدد على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع التصعيد بين الجانبين.
وأعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن تضامنهما مع إسرائيل، قبيل زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى المنطقة.