الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

فورين بوليسي: إرسال دبابات "أبرامز" لأوكرانيا ضمانة لعالم أكثر أمانا رغم شبح الحرب النووية

 الدبابة أبرامز
الدبابة أبرامز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي، أن بلاده ستزود أوكرانيا بـ31 دبابة من طراز "أبرامز" في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أنها تشكل تهديدا هجوميا لروسيا، وهو الأمر الذي سارعت موسكو للتنديد به واعتبار أنه يشكل "استفزازا صارخا" آخر ضد الاتحاد الروسي.
ودبابات "إم1 أبرامز" هي دبابات قتال رئيسية أمريكية من الجيل الثالث دخلت الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1980 لاستبدالها بدبابات إم-60 باتون. وتزن دبابة إم1 أبرامز نحو 63 طنا، وهي مسلحة بمدفع من عيار 120 ملم ورشاشين عيار 7.62 مم، ومزودة بمحرك توربيني بقوة 1500 حصان.
وصممت دبابة أبرامز لحرب المدرعات الحديثة، وتتميز بدرعها الثقيل واستخدامها لمحرك توربين غازي والاعتماد على الدرع المركب المتطور، وخزانة ذخيرة منفصلة في غرفة الإطلاق لسلامة أمن الطاقم. كما تعتبر دبابة "إم 1 أبرامز" من أثقل الدبابات القتالية الأساسية في الخدمة حاليا.
وترى مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن دبابات القتال الرئيسية جزءا مهما مفقودا بالنسبة للأوكرانيين في مواجهة الغزو الروسي، وأن هذه الدبابات جنبا إلى جنب مع مركبات قتال المشاة الحديثة (IFVs) والمدفعية المتنقلة (مدفعية الميدان)، تشكل ثالوثا مميتا في الحرب الحديثة التي تعتمد على الآلات والتكنولوجيا.
وستساعد دبابات أبرامز، بقدراتها الهجومية، الأوكرانيين على القتال وسط نيران العدو، مع تدمير المركبات المدرعة واجتياز العقبات الخرسانية، وذلك على طول الطرق المؤدية إلى شبه جزيرة القرم ودونباس.
ويكمن طريق أوكرانيا لاستعادة سيادتها الإقليمية –وفقا للمجلة الأمريكية- في الاستفادة من الآلات بدلا من التضحية بالرجال، وهو ما يتطلب مساعدة من الخارج (الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف شمال الأطلسي "ناتو"). 
ودللت "فورين بوليسي" على ذلك، بالإشارة إلى تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس ووزير الدفاع السابق روبرت جيتس في مقال رأي نُشر مؤخرا في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اعتبرا فيه "أن تردد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في توفير المزيد من المعدات، سيسمح لروسيا بتشديد قبضتها على الأراضي المسلوبة (الأوكرانية)، وإعادة تجميع صفوفها لشن هجمات جديدة. ولمواصلة تحقيق مكاسب في الجبهات الشرقية وشبه جزيرة القرم أو وقف هجوم مضاد روسي كبير، سيحتاج الجيش الأوكراني إلى عدد كبير من الدبابات الجديدة – وقريبا".
تجدر الإشارة إلى أن قرار الرئيس بايدن بإرسال دبابات أبرامز إلى أوكرانيا جاء بعد أيام من إبداء واشنطن معارضة لإرسال هذه الدبابات رغم مطالب كييف والضغط الشديد من بعض المشرعين الأمريكيين، وعقب ضغط على برلين لإرسال دبابات ليوبارد الألمانية الصنع، ولكن دون جدوى حتى الآن.
ويرى منتقدو إرسال الدبابات الأمريكية "أبرامز" أن صيانتها أمرا صعبا، كما أنه من الصعب تدريب الأوكرانيين عليها، فضلا عن أنها تعمل بوقود الطائرات، مما يجعلها خيارا سيئا لهذه المرحلة من الحرب. في حين يرى المؤيدون أن مزيجا من هذه الدبابات (كحل مؤقت) مع دبابات ليوبارد الألمانية (على المدى الطويل) سيكون فعالا للغاية.
وفي هذا السياق، لفتت "فورين بوليسي" إلى مقابلة أجراها الجنرال فاليري زالوجني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية في ديسمبر الماضي مع مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، قال فيها إنه يعتقد أن روسيا ستشن هجوما جديدا على كييف في الأشهر الأولى من عام 2023 بعدما تركز القتال منذ أشهر في شرق البلاد وجنوبها، حيث سيحاولون (روسيا) مرة أخرى السيطرة على كييف.
وأضاف زالوجني أن هناك "مهمة استراتيجية شديدة الأهمية بالنسبة لنا (أوكرانيا) وهي إنشاء احتياطيات والاستعداد للحرب التي يمكن أن تحدث في فبراير، وفي أقصى الأحوال في مارس، وفي أدنى الآجال في نهاية يناير"، مؤكدا أن أوكرانيا بحاجة إلى 300 دبابة قتال رئيسية، ونحو 600 إلى 700 مركبات قتال مشاة حديثة، و500 مدفع ذاتي الحركة، لصد الهجوم المحتمل واستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا". 
وعودة إلى الدبابة "أبرامز"، ووفقا لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن الجيش الأمريكي لديه حوالي 3500 دبابة "أبرامز" من طراز M1A1 / A2 في المخازن. وإن هذه الدبابات ستخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة –وفقا لفورين بوليسي- في الخدمة العسكرية الأوكرانية أفضل من تركها في المخازن يكسوها الغبار. كما أنه مع نقل الدبابات من المخازن، يمكن تجديد المزيد منها في مصنع دبابات الجيش في مدينة ليما بولاية أوهايو الأمريكية.
وتشير "فورين بوليسي" إلى أن منتجات "أبرامز" الدفاعية أثبتت كفاءة عالية في القتال، لاسيما في الاشتباكات الرئيسية في حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء عام 1991) وعملية حرية العراق (غزو العراق 2003)، حيث دمرت هذه المنتجات الدفاعات العراقية المصممة روسيا والتي غالبا تتطابق تقريبا مع ما تسحبه روسيا الآن من مستودعاتها للحرب في أوكرانيا. 
وترى المجلة الأمريكية أنه يمكن للأوكرانيين إغراق الفضاء المعلوماتي الروسي بصور الدروع العراقية التي دمرتها عائلة أبرامز بشكل كارثي في عامي 1991 و2003. ويمكن تضمين شهادات من قبل أطقم دبابات أمريكية حول ميزات درع أبرامز وحماية الطاقم من الضربات المضادة، إلى جانب القدرة على قتل كل شخص داخل الدبابات الروسية والإطاحة بأبراجها.
ورغم أن وصول أي أسلحة جديدة إلى أوكرانيا سيقابل بمزيد من قعقعة السيوف من روسيا، بما في ذلك شبح الحرب النووية، إلا أن ذلك لا ينبغي –وفقا لفورين بوليسي- أن يمنع الولايات المتحدة من إرسال الدبابات إلى أوكرانيا. فمنذ الصيف الماضي، قدم الناتو معدات عسكرية تشمل مدفعية وذخائر وأنظمة صواريخ بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، مما ساعد في قلب مجريات الحرب. لذا، من غير المرجح أن يشكل إضافة دبابات قتالية إلى المعدات سالفة الذكر، تهديدا أكبر بشأن تفاقم معادلة المخاطر النووية. ولكن الفشل في توفيرها على نطاق واسع سيؤدي بالتأكيد إلى قلب التوازن التقليدي ضد أوكرانيا، مع عواقب نووية كبيرة لاحقا.

وتؤكد "فورين بوليسي" أن الاستمرار في ردع الذات على أساس الابتزاز النووي الروسي يجعل الوقت سلاحا لصالح روسيا. ومع كل كيلومتر مربع إضافي من الأراضي الأوكرانية تصادره روسيا وتحتفظ به، مقابل تردد الولايات المتحدة في توفير الدعم اللازم لأوكرانيا، يبعث برسالة إلى دول مسلحة نوويا (بيونج يانج وطهران وبكين) بأنها تستطيع اتخاذ تدابير مماثلة لتلك التي اتخذتها روسيا.