تعد واحدة من أهم المخرجات التي تثير الجدل دائمًا، بالقضايا التى تناقشها فى أعمالها تارة، وبتصريحاتها الجريئة تارة أخرى، وبعد فترة ابتعاد عن السينما والأعمال، "البوابة نيوز" التقت المخرجة إيناس الدغيدى للحديث معها فى جميع القضايا المطروحة على الساحة الفنية حاليا، وعن سبب ابتعادها عن السينما الفترة الحالية، وعما تشهده المنطقة من تغييرات في الخريطة الفنية، والهجوم على الشيخ الشعراوي، والكثير من القضايا. مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي:
■ فى البداية.. أين إيناس الدغيدي من السينما؟
- أنا مش مطلوبة فى السينما، ومش هكدب عليك وأقولك معروض عليا ١٠ أفلام بس أنا مش عايزه، العكس أنا معايا أفلام والناس مش عايزه.
■ وما السبب فى ذلك؟
- لأنه لا يوجد منتج قوي صاحب جرأة ومحطة قوية تملك القدرة على الدفاع عن القضية والعمل المعروض، على سبيل المثال فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق دافع عنى فى مجلس الشعب عن فيلم مذكرات مراهقة، ولكن اليوم أقدم أفلام لشركات إنتاج والرد يكون مش عايزين دوشة وإيناس الدغيدي يعنى "عش الدبابير"، والفن موقف.
■ وماذا عن الرقابة مع إيناس الدغيدي؟
- النهاردة مبتعرفش تطلع فيلم من الرقابة، وخالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، "أقولك حاجة" الرقابة عندها فيلم بقاله سنتين مش بياخدوا فيه قرار"، والمفاجأة أنه تمت الموافقة عليه مرتين ولكن تم الإيقاف عن التجديد لعامين، اليوم لا يوجد من يدافع عن الفن.
■ كيف ترى إيناس الدغيدي الوضع الحالي لصناعة السينما؟
- نعيش حالة انحدار فني وثقافي، الوضع أصبح النجم أولا وهو من يأتى بالمخرج والمؤلف، والمنتج يقبل رغبة فى البيع والإيرادات، للأسف معظم الأفلام "منقوشة"، لذلك تم تسطيح العقول لانهيار القيمة والمعنى وهو ما نعانيه.
■ ما رأيك بموسم الرياض، والنشاط الفني الذي تعيشه المملكة العربية السعودية؟
- مفيد جدا، وأدعم أي حراك فني في أي دولة عربية، بالطبع سيعود بالنفع علينا جميعا وسيفتح فرصًا جديدة للعمل لكل العاملين بالقطاع الفنى، السعودية مازالت فى البداية وتعد أرضا خصبة للعمل وتقديم الكثير على صعيد الأغنية والمسرح والسينما.
■ ما رأيك في الأصوات التي تقول إن مصر صاحبة الريادة ولابد أن تعود إلى ريادتها؟
- إحنا الفراعنة وإحنا الريادة، تلك الكلمات هى سبب أننا محلك سر " كفاية النعرة الكدابة"، من يتحدث عن الماضى هو الشخص العجوز فقط، لذا نحن نعانى من الشيخوخة الفنية، والأزمة الحقيقية أننا على المستوى الفنى متروكين للقطاع الخاص وهو سبب ما وصلنا إليه.
■ لماذا ترى الدغيدى أن القطاع الخاص سبب الوضع الحالى؟
- لأنه يبحث عن المكسب على حساب المضمون، وغالبية الأجيال السابقة صاحبة القيمة لا تعمل، لأنه يريد أن يأتي بالجيل الجديد للحاجات البسيطة والخفيفة، وهو ما أضاع القيمة.
■ ما رأيك فى قرار إيقاف مهرجان الجونة؟
- أى قرار إيقاف لأي مهرجان هو خسارة فنية، أى مهرجان هو ملتقى لثقافات وتبادل المعرفة والعلاقات بين الجميع وهو يفيد الحضور بالاضطلاع على كل ما هو جديد عند الآخر.
■ هل السبب فى قرار إيقاف مهرجان الجونة، حملات الهجوم على المهرجان ووصفه بمهرجان الفساتين؟
- أصحاب المهرجان هم من أوقفوه، وخلاف فى وجهات النظر بين نجيب وسميح هو السبب، وربما يعود لاحقا.
■ وعلى مستوى المسرح، ما رأيك فى تجربة أشرف عبد الباقى المسرحية؟
- لم تخرج بقيمة أو إضافة للمسرح، كل ما تم تقديمه عبارة عن ناس بتهرج، ولكن يحسب لها أنها أخرجت وجوها جديدة، وأنا ممن يضحكون ولست ضدهم.
■ بعد تصريحاتك عن تامر حبيب، أول مكالمة بينكما ماذا قال لك؟
- تامر هو اللى اتصل بيا وقالى أنا عارف إنك متقصديش، بس هو الدنيا اتقلبت ليه كده؟، وتامر شخصية جميلة وصديق عمر والتصريحات تم تقطيع الجمل لتغيير المعنى، كنت أتحدث عن الحرية وكل إنسان حر، ولكن تم تقطيع الفيديو ليصل بتلك الصورة، وأنا شخصيا على مدار حياتى تعرضت لكثير من التشويه والخوض فى أخلاقى وللأسف نحن شعب يدعى التدين، والجمهور يتعامل مع الفنان كأنه مستباح.
■ وهل ندمت إيناس الدغيدي على تصريح الحجاب "ربنا ما يكتبه عليا"؟
- لم أكن أقصد المعنى كما ظهر، ولكن أقصد الحجاب بدون قناعة، أتمنى ألا أعيش ذلك، وللعلم معظم النساء مجبرة عليه، والحجاب مفروض عليها، أو تعانى من مرض، وهي الحالات التي كنت أقصدها، ولكنى لم أتربى فى بيتى على الحجاب وكانت مدرستي بدون محجبات.
■ وهل من الممكن أن ترتدى إيناس الدغيدي الحجاب فى يوم من الأيام؟
- من الممكن طبعا أن أرتدي الحجاب، ولكن أكون مقتنعة بالخطوة، ولو جاءت لى القناعة سأتحجب لم لا.
■ وماذا عن الفنانات المحجبات هل من الممكن أن تسندي إليهم أدوارا فى أعمالك؟
- مستحيل أعمل كده، ولن أقبل أن يلوى أحد ذراعي ويطوع الدور طبقا له، ترتدى الحجاب طبقا للدور لو اقتضى ذلك، أما دون هذا لن أقبل.
■ حلا شيحة تتغير مواقفها كل فترة تعود للفن وتعود للحجاب، ما رأيك فى هذا الموقف؟
- ممكن تكون ظروفها فيها حاجة أنا معرفهاش، ولكن حلا شيحة من أقرب الفنانات قلبى، وهى جميله، وقابلتها مع زوجها وسألته: إنت لسه مصمم على الحجاب لحلا؟، فأجابنى: لا والله هى اللى عايزه.
■ وما رأيك فى الهجوم على الشيخ الشعراوى تلك الفترة؟
- أنا أرى أنه لا داعى للهجوم وفترته انتهت، وأنا ضد التجريح فى الشيخ الشعراوى، وأيضا أتمنى عدم التمجيد المطلق فيه، وهو أتى فى فترة وأثر فى الناس بشكل إيجابى ولا داعى لتلك الزوبعة.
■ وماذا عن دور الإعلام فى تلك المرحلة التي وصفتيها بالانحدار الثقافى؟
- أنا ضد حرية الإعلام بشكل مطلق، ولكن أن يكون الإعلام موجها لصالح البلد ولكن بمقدار، وأفضل من قام بهذا الدور كان صفوت الشريف، فلو زاد التوجيه تحول إلى نفاق، ولو تم إطلاق الإعلام ربما يحدث الكثير من الأمور السيئة، الموضوع يحتاج شخصية تملك دهاء فى توجيه الاعلام، أما الفن لا يوجه ويكون حرا مطلقا.
■ وما المطلوب منا جميعا كى نعبر إلى بر الأمان؟
- نبطل فساد سنتين، مصر هتعبر لبر الأمان، وكلنا مسئولون عن الخروج من الأزمة، وفى روح شريرة بين الناس معرفش سببها.
■ وجهي كلمة لشيرين عبدالوهاب؟
- شيرين عبدالوهاب نوارة المطربين العرب، وأحب المطربات إلى قلبى، وعيب نتدخل فى حياتها الخاصة هى حره ومحدش واصى على حد.
■ أيضًا وجهي كلمة أخرى للزعيم عادل إمام؟
- قدمت كثيرا للفن العربى والمصرى، ومشوار خمسين سنة فن حافل ورائع، واستمتع وعيش بسلام.
