تركيب كاميرات المراقبة في الشوارع من الأمور الهامة والحديثة في مكافحة الجريمة، وهي الميزة الأكبر في فك الرموز والشفرات للجرائم المحيطة وأخذ الاحتياطات الأمنية، يري الخبراء أن الكاميرا أحد عوامل العلم الحديث والعالم كله يستخدمها ولها أهمية كبيرة في كشف الغموض عن قضايا لم يكن لها أي خيوط أو براهين سوي عدسات الكاميرات.
وقالوا: ساعد تفريغ الكاميرات الأجهزة الأمنية في التعرف على تفاصيل قرابة 50% من الجرائم خلال الفترة الماضية حيث تغطي الكاميرات قرابة 70 إلى 80% من مساحة المحافظات وباقي أنحاء الجمهورية، كما نأمل في إدخال تكنولوجيا الأقمار الصناعية وتغطية كاملة تصل إلى 100% في المستقبل القريب.
سر مقتل طفلة في سوهاج
قبل أسبوع مضى كشفت كاميرات المراقبة عن خيط جريمة مقتل طفلة في محافظة سوهاج بمركز دار السلام، حيث أقدمت ربة منزل على قتل طفلة تتخطى الـ4 سنوات من عمرها على أيدي سيدة استدرجتها إلى منزلها وقتلتها لسرقة قرطها الذهبي بحجة مرورها بضائقة مالية. تم الإبلاغ عن جثة الطفلة بكامل ملابسها، وبالتوجه لمكان الواقعة أمكن تحديد مرتكب الواقعة بعد جمع كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة التي كشفت المتهمة وتم ضبطها وعرضها على النيابة المختصة.
لغز سيدة أكتوبر
كما وثق تفريغ الكاميرات عن مقتل سيدة بمنطقة أكتوبر في منتصف شهر يناير من 2022، وعبر فيديو 60 ثانية تم الكشف عن جريمة قتل «شيماء» على يد زوجها "بائع خرد" بعد أن ألقاها من الطابق الرابع في إحدى المناطق التابعة لدائرة قسم شرطة ثالث أكتوبر، حيث فوجئ السكان بسقوطها من علو لتلفظ أنفاسها الأخيرة، وفارقت الحياة في الحال، وبحسب تحقيقات النيابة العامة الكاميرا ظهر من خلالها المتهم مرتكب الواقعة، وأظهرت المتهم بائع خردة وهو يقف في شرفة شقته ويقوم بإلقاء زوجته التي تدعى «شيماء » 22 سنة، من الطابق الرابع، منكرًا وجوده لحظة ارتكاب الواقعة وتباشر الجهات المختصة التحقيقات.
هنا يقول الخبير الأمني اللواء عبدالرحيم سيد، طالبت منذ 2011 بتركيب الكاميرات كباقي دول العالم التي تستخدم كاميرات المراقبة في كل أنحاء بلادها لأحكام الرقابة والسيطرة، وطالبت وقتها بإرفاق شروط تركيب كاميرات المراقبة ضمن بنود تراخيص العقارات الجديدة أو المحلات العمومية بما يوفر تركيب أكبر قدر من الرقابة.
ويضيف" عبد الرحيم": بلا شك كان الاعتماد قديمًا على فك ألغاز الجريمة على التحريات وأقوال شهود العيان التي تبقي في بعض الأحيان موجهة أو مرتبة أو ناتجة عن الهوي، لكن الكاميرا تنقل الواقع والحقيقة الفعلية ويمكن تحليل المعلومات في ضوء المعلومات الناتجة عن تفريغ الكاميرات التى تكون في معظم الأحيان موضوعية ولا علاقة بصاحب المحل أو الكاميرا بأطراف النزاع.
ويواصل: لدينا أجهزة وخبراء لديها القدرة على تحليل كل معطيات الصورة سواء وضع الصورة واتجاهاتها وتوقيتاتها، وبالفعل تكنولوجيا تفريغ الكاميرات فكت ألغاز قرابة 50% من الجرائم التي كانت مجهولة بالنسبة للأجهزة الأمنية أو كانت بعض التوجهات الخاطئة القائمة على التحريات الأولية، كما نحتاج لبعض البرامج المعمول بها عالميًا وهي برامج التعرف على الوجوه وذات العلاقة بالأقمار الصناعية التى تصور كل الأحداث على الكرة الأرضية فالبتالي عند استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة لن تكون هناك جرائم مجهل وسنتمكن من السيطرة على 90إلى 95% من الجرائم.
صدور قانون
يذكر انه في أغسطس الماضي، ألزم قانون المحال العامة الصادر بالقانون رقم 151 لسنة 2019، المحال بأنواعها المختلفة بتركيب كاميرات مراقبة داخلية وخارجية، وذلك في إطار إجراءات التأمين والرقابة والحماية، وفقا لاشتراطات تحددها اللجنة العليا للتراخيص المشكلة بموجب هذا القانون. وينص قانون المحال العامة في المادة (23) منه، على أن تلتزم المحال العامة بتركيب كاميرات مراقبة داخلية وخارجية وفقًا للاشتراطات التي يصدر بها قرار من اللجنة.
ويضيف" عبد الرحيم": نادينا كثيرًا بأطلاق القانون لأن القوانين قديما كانت تمنع التصوير بحجة التدخل في الحرية الشخصية، وتشترط إذن مسبق من النيابة العامة ولكن القانون الجديد اعتبر أن الصورة والفيديو وثيقة رسمية طالما لن تكون مركبة أو مستخدمة بشكل كيدي خاصة أن الكاميرا التى تكشف لغز جريمة لن تكون طرف في نزاع والجريمة ويملكها صاحب محل أو عقار لا ناقة له ولا جمل وهنا تعتبر دليل رسمي دامغ.
لغز مقتل الاعلامية شيماء جمال
في منتصف العام الماضي وتحديدًا فى شهر يونيو 2022 كانت الجريمة الأشهر لمقتل الإعلامية شيماء جمال على يد زوجها القاضي الذى كان يعمل بإحدى الجهات القضائية، حيث رصدت الكاميرات المجنى عليها تدخل الفيلا مع زوجها ليعود بعد ساعتين بدونها
وكشفت التحريات حينها أن المجنى عليها هي زوجته الثانية وكانت مطلقة ولديها بنت من زواجها الأول. فيما كشف سائق المستشار الخاص عن واقعة مقتل المذيعة شيماء، وأرشد عنه بأنه قتل زوجته رميا بالرصاص، وعثرت الأجهزة الأمنية بالجيزة على جثة المذيعة شيماء جمال، مدفونة داخل فيلا بالمنصورية، بعد أن ورد بلاغ يفيد تغيبها منذ 20 يوما.
