أكد الدكتور حسام بدراوي، المفكر السياسي، أن كل دول العالم العربي التي شهدت حراك شعبي، واندلعت بها ثورات الربيع العربي لم تحقق الأهداف السياسية التي طمحت إليها، مشيرًا إلى أن ثورات الربيع العربي كانت بفعل فاعل، واستطاعت جماعة الإخوان الإرهابية في مصر أن تختطفها، ولكن قوة مؤسسات الدولة المصرية استطاعت أن تستعيد الحكم.
وأضاف بدراوي، أن ثورات الربيع العربي ذهبت فى اتجاه مختلف، حيث دخلت مصر وتونس واليمن فترة انتقالية غير واضحة، ودخلت سوريا وليبيا حربًا أهلية، ومصر تخطت هذه الفترة واستطاعت الاستقرار، بينما ما زالت بعض الدول تعاني من الفوضى، فى حين ظلت الأنظمة الملكية الغنية فى الخليج والمغرب دون تأثر عميق بهذه الأحداث.
وتابع المفكر السياسي، أن أغلب المجتمع السياسى الحزبى في مصر كمثال، يسعى للاقتراب والتظلل بالسلطة التنفيذية، مما يؤثر سلبًا على عملية التنمية السياسية، موضحًا ضرورة إيجاد طريق جديد يتيح الاستقرار السياسى دون تكرار نموذج الحزب الواحد.
ولفت بدراوي إلى أن الديمقراطية بمفهومها الغربي فشلت فى الدول النامية والفقيرة التى تتفشى فيها الأمية، وأن تحقيق التوازن بين الحق فى الحرية مع عدم السماح بالفوضى يتم عن طريق ثلاثة أعمدة، وهي «العدالة وأجهزة إنفاذ القانون والتعليم»، وهي ضرورية لتحقيق المعادلة الصعبة مع زيادة الضمانات الاجتماعية للحقوق، وأولها الصحة والسكن والمواصلات، وكل ذلك ممكن فى مصر فى عقد واحد من الزمن لأن مصر تملك ركائز النهضة.
وتابع، أن الشعوب التى تعيش فى ظل الأنظمة الجمهورية مثل مصر وتونس، فقد أرادوا إسقاط الرئيس ونظامه، ولكن لم يكن لديهم أفكار عما يجب فعله بعد ذلك غير المزيد من الدعوات للعدالة الاجتماعية، مشيرًا إلى أنه لم يكن لديهم فكرة بسيطة حول ما يجب القيام به، ولم تُوجِد لهم الثورات عصًا سحرية لإصلاح الاقتصاد أو التغلب على الفقر، أو حتى كيفية الحصول على الحرية فى ظل فوضى عارمة.
وقال بدراوي: بعد انتهاء التظاهر والثورة، ذهب المجموع الأصيل إلى منازلهم، وتبقى المحرضون والمستفيدون، وهو ما دفع الإخوان لسرقة ما حدث، أما الإسلاميون المتشددون، فكانوا أكثر اهتمامًا بصورة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الصارمة من خلال تفسيراتهم، وسعوا لملء الفراغ السياسى الذى تخلفه الثورات، مشددًا على أن مصر وتونس كانتا تقفان على مرتبة عالية من توجه اقتصادى سليم زاد من النمو والتنمية، وكان ممكنًا أن يؤدى إلى طفرات اقتصادية عملاقة.
وبعد مرور 12 عامًا على ثورة يناير والربيع العربي في بعض الدول العربي، حذر الدكتور حسام بدراوي من موجة جديدة من الفوضى ضد الدولة المدنية الحديثة، وسط دعوات تنادي بوأد الفنون والثقافة والتنوير والتلاعب بالعواطف الدينية، مشددًا على أن التيار الإسلامي يختبر أرضيته قبل أي محاولات لإحداث تغييرات في المجتمع المصري أو محاولات لسرقة السلطة مرة أخرى.