تفقد الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عبد الصمد اليزيدي، مسجد أبي بكر الصديق بفرانكفورت، عقب تعرض المسجد لمداهمة أمنية من طرف الشرطة الألمانية بعد توصلهم بإنذار خاطئ يفيد بوجود شخص مجرم يعتدي على المصلين.
وحسب أمين عام المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، فإن المداهمة وإن أدت إلى بعض الترويع للمصلين حسب شهود عيان، فهي تعد خطوة حسنة من طرف السلطات الألمانية، إذ يعبر ذلك عن سرعة استجابتها في التعامل مع ما يمكن أن يضر حياة الآمنين بالمسجد، في سياق يشهد انتشارا موسعا لحملات الكراهية والخطاب المعادي للإسلام والمسلمين بأوروبا، والذي يحتاج جهودا مكثفة من كل الفاعلين للحد من تبعاته ومخلفاته السلبية، سواء تعلق الأمر بالسياق الألماني أو الأوربي عامة.
وتعد هذه الزيارة التي قام بها عبد الصمد اليزيدي ذات طابع تضامني، حيث تم التداول مع المدير العام للمسجد محسن السدادي حول الوضع العام أثناء وعقب الحادثة، واعتبرا معا، أن تدخل الشرطة الألمانية كان إيجابيا في مجمله، وإن شابته بعض الأخطاء التي قد تقع عادة في مثل هذه التدخلات الأمنية، ذلك أن المهم هو تأمين حياة المصلين وحماية المسجد، الأمر الذي يستوجب في نظر الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا ومدير المسجد، شكر السلطات الألمانية التي تفاعلت بجدية، في مرحلة تعرف عودة الإسلاموفوبيا والاعتداء على المساجد، لعل أشهرها والذي لا يزال حاضرا في الأذهان، الاعتداء الدامي على مسجد كرايستشيرش بنيوزيلاندا، والتي أدت إلى مقتل أزيد من خمسين مصليا.
كما يمكن اعتبار وقائع حرق المصحف بكل من السويد وهولندا حسب الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، من صميم الأحداث التي تغذي الفوبيا من الإسلام ورموزه الدينية ومقدساتة من جهة، وتخلق حالة قلق لدى المسلمين من جانب آخر، ذلك أن هذه الأحداث الجارحة للمشاعر الدينية تهدد أسس التعايش السلمي وتعمق الانقسام في وقت تحتاج فيه مجتمعاتنا إلى مد جسور التعايش على أساس المواطنة والأخوة أو المشترك الانساني، لذلك فإن الاستجابة السريعة للسلطات الألمانية، تخدم هذا الجانب وتعبر عن إرادة توفر فضاء للتعايش والحرية الدينية في ظل حماية الدولة ورعايتها، وهي إرادة لا يمكن للمجلس الأعلى للمسلمين إلا أن يثمنها ويتفاعل معها بإيجابية.
وعلى هامش اللقاء التضامني، قام عبد الصمد اليزيدي بزيارة للمركب الثقافي التربوي الذي شيد حديثا، باعتباره مرفقا تابعا للمسجد، يكمل أدواره في التربية والثقافة والتعليم، مشيدا بالمستوى المتطور والتقنيات الحديثة وغيرها من الوسائل التي تحافظ على السلامة، ذلك أن هذا المرفق المتميز سيساهم في الإشعاع الثقافي والحضاري لهذه المؤسسة الرائدة في فرانكفورت، وهو ما ينبغي أن تنهجه وتركز عليه كل المساجد، مع التذكير أن هذا الخيار سلكته مساجد متعددة، لكن تركيز الاهتمام على التربية والثقافة ينبغي أن يكون أولوية من أجل المستقبل، إلى جانب الأدوار والوظائف الأخرى التي يضطلع بها المسجد.