الحقيقة أن المظاهرات الحالية بفرنسا هي تعبير قوي عن غضب الشعب الفرنسي واعتراضه علي بعض السياسات في الدولة من جانب الحكومة والحقيقة لأول مرة يكون هناك إجماعٌ من النقابات والفيدرالية العماليه وأيضا الشباب الفرنسي والذي خرج بمليونية الأسبوع الماضي ومازالت الدعوات قائمة لاستكمال مسيرة الغضب.
بالنسبة للمظاهرات هي في شكلها اقتصادي بحت وسياسي في العمق لان سياسه الحكومه الفرنسيه في موضوع المعاشات ورفع سن المعاش والإصرار علي تمرير هذا القانون بالرغم من رفضه من غالبية قوي الشعب الا انها مصره جدا بما لها من صلاحيات علي اقرار هذا القانون مما يترتب عليها آثارا سلبية كبرى في نفوس الفرنسيين الامر الذي دفعهم للخروج والدعوات لاستكمال المظاهرات في الاسابيع المقبلة.
مما لاشك فيه ايضا هو ان من اهم اسباب التظاهر والاضرابات في قطاع السكك الحديديه مردوده ازمه النفط العالميه التي ولدتها الحرب الروسيه الاوكرانية بالاضافه الي ارتفاع اسعار الوقود بشكل مبالغ فيه مما جعل اغلب القطاعات وخاصه اصحاب المطاعم والمخابز للانضمام الي هذه الاضرابات لنقص السلع وارتفاع الوقود مما اثر بشكل كبير علي الانتاج لديهم
والملخص العام ان الازمه الاقتصاديه العالميه هي دافع اساسي للتظاهر بالرغم ان الحكومه الفرنسيه ليس لها دخل مباشر فيها لكن المتظاهرين يعترضون بالدرجه الاولي علي فقر خطه الدوله في الاصلاح واكتفائها باعطاء مسكنات من المعونات القليله للمواطنين لمساعدتهم علي الغلاء ولم ترتقي ابدا الي اصلاح شامل لتخطي تلك الازمه الاقتصاديه
اما الشق الاخر وهو معضله قانون المعاشات الذي يحرم قطاع كبير وشريحه قويه الا وهي الشباب من صعوبه الحصول علي وظائف في الدوله نظرا لامتداد الفتره الزمنيه لعمل اي موظف الي ٦٢ مما يكلفه دفع ضرائب وعمل اكثر للحصول علي حقه في المعاش كاملا
وستظل الازمه محتدمه في الشارع الفرنسي اذا لم تقم الحكومه الفرنسيه بعمل مرن تستطيع معه امتصاص غضب النقابات العمالية والشباب