استعرض الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، تقريرًا عن الحالة الوبائية في مصر، حيث عرض تطورات الموقف الوبائي العالمي لفيروس "كورونا"، مُشيرا إلى أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تناقصت أعداد حالات الإصابة خلال الأسبوع الماضي-منتصف يناير الجاري- بنسبة 9%، مقارنة بالأسبوع السابق عليه، بينما تناقصت أعداد حالات الإصابة في جميع مناطق العالم ماعدا منطقة شرق المتوسط.
وعلى الصعيد المحلي، كشف وزير الصحة عن زيادة في حالات الإصابة، التي تم الإبلاغ عنها، إلى 100 حالة في الأسبوع الثالث من العام الجاري مقارنة بـ 79 حالة أُبلغ عنها في الأسبوع السابق عليه، وذلك بنسبة زيادة تقدر بـ27%، كما تجدر الإشارة إلى أن هذه البيانات أُعدت طبقا للبرنامج القومي الإلكتروني لترصُد الأمراض المُعدية NEDSS من 542 مستشفى.
وهنا يُفسر الدكتور فايد عطية أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة، أسباب زيادة حالات الإبلاغ بسبب عدم الإلتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية سواء من الشعب أو الحكومة علاوة على انخفاض درجات الحرارة بشدة في في فصل الشتاء، وانتشار فيروس الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي كل ذلك يسبب بيئة حاضنة لانتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا.
ويضيف "عطية": نسبة الأعداد الذين تلقوا اللقاح تجاوز الـ30% بإجمالي 40 مليون وهي نسبة قليلة نسبيًا إذا ما قورنت بباقي الدول العربية والخليج فمثلا نجد دولة الإمارات العربية وصل نسبة المطعمين إلى 90 و95%، وقلة نسبة التطعيمات هي السبب الأكثر احتمالية لزيادة حدة انتشار الفيروس والمتحور الجديد XBB1.5 حيث ظهر في الولايات المتحدة و29 دولة أخري وهو أحد متحورات فيروس"الأوميكرون" سريع الانتشار عشرة أضعاف، ويحاول الهروب ومرواغة الجهاز المناعي، وتكون الإصابة للمطعمين وغيرهم لكن تكمن أهمية التطعيم في شدة وتطور المرض حيث تكون الأعراض وحدة المرض أقل وفترة الإصابة على عكس غير المطعمين الذين قد تدهور حالتهم ويدخلون المستشفيات والعناية المركزة، ونطالب بتشديد الاجراءات الوقائية والكمامة والتباعد الاجتماعي وتقليل التكدس والازدحام وزيادة نسبة التطعيمات عبر وحدات متنقلة.
في السياق ذاته، أوضح الدكتور خالد عبدالغفار نسبة إيجابية العينات التي تم تحليلها بالمعامل المركزية ومعامل المحافظات تراجعت إلى 4.3% من إجمالي العينات التي تم تحليلها لفيروس "كورونا" في الأسبوع الثالث من العام الجاري المنتهي في 21 يناير الجاري، وذلك مقارنة بـ4.8% خلال الأسبوع السابق عليه.
وبدوره يطالب الحقوقي، محمود فؤاد المدير التنفيذي للحق في الدواء، بزيادة الحملات المتنقلة لزيادة أعداد المحصنين لأهمية اللقاحات في تقليل أعراض وفترة الإصابة بالمتحور الجديد، كما أنه كلما زادت أعداد المُحصنين يتم تقليل سرعة انتشار الفيروس، مشيرا إلى تصريح وزير الصحة عن أعداد مُتلقي لقاح "كورونا" على مستوى الجمهورية حتى يناير الجاري، حيث بلغ إجمالي المُحصنين بالكامل 40 مليون و179 ألف و892 مُحصن، مضيفا أنه من المُقرر استلام شحنة لقاحات جديدة خلال أسبوعين تحتوي على مليون جرعة من إجمالي 3 ملايين جرعة من لقاح "فايزر" المُعدَل ليوفر الحماية من متحور "أوميكرون".
ويضيف" فؤاد": يجب التشديد على الإجراءات الاحترازية وتقليل التكدس والازدحام مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي لتقليل فرص الإصابة مع جاهزية المستشفيات والأسرة وغرف العناية المركزة للتعامل مع أي حالات قادمة بشكل فوري وسريع.
يذكر أن الدكتور خالد عبدالغفار قد استعرض الموقف الوبائي العالمي لمرض "جدري القردة" يناير الجاري، موضحا أن إجمالي عدد الإصابات عالميا بلغت 84 ألف 916 حالة، و81 حالة وفاة، أما محليا فقد تم الاشتباه في 15 حالة، تم التأكد من إيجابية 4 حالات منها، وظهرت الحالات الأربعة خلال الفترة من 7 سبتمبر 2022 حتى 11 ديسمبر 2022، وتم شفاؤهم، أما حالات الإشغال بالمستشفيات، فبلغت أعداد الأسرّة الشاغرة بالمستشفيات تمثل 60% من إجمالي عدد الأسرّة الكلية، بينما يمثل عدد الأسرّة الشاغرة بغرف الرعاية المركزة 36% من إجمالي عدد أسرّة الرعاية الكلية، أما أجهزة التنفس الصناعي المتاحة فتمثل 72% من إجمالي الأجهزة الكلية على مستوى الجمهورية.