صدر حديثًا عن دار نشر إضاءات أحدث مؤلفات الدكتورة نرمين الحوطي، بعنوان "صورة المرأة في مسرح إسماعيل عبد الله" ، وسيتم طرحه بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ 54 الذي يقام خلال الفترة من 25 يناير الجاري وحتى 6 فبراير المقبل .
و يقع الكتاب في حوالي ۳۲٥ صفحة، ثلاثة فصول تتحدث بشيء من التفصيل عن حضور المرأة في نسق الأعمال الإبداعية، رغم تاثر مكانتها الاجتماعية بالثقافة التقليدية للمجتمع التي نبعت منه ؛ حيث تأثرت المكانة الاجتماعية للمرأة تأثراً كبيرا بالظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمع، كما ساهمت ثقافة المجتمع في تكوين الصورة الذهنية للمرأة ليس عند الرجال فقط، بل عند المرأة ذاتها. لذلك ترى الدكتورة نرمين ان صورة المرأة في المسرح من الموضوعات التي تحتاج إلى نفسها.
دراسات متأنية ومستمرة، حيث يمكن أن يُسهم المسرح بدور فعال في تغيير صورة المرأة لدى أفراد المجتمع من خلال تقديم نماذج إيجابية يمكن للنساء الاقتداء بها، وتكسب المرأة كذلك الفهم الصحيح لمكانتها ودورها في الحياة، والتي معها تتغير النظرة المجتمعية لها. لذا ترى المؤلفة ان دراسة قضايا المرأة في المسرح وكيفية عرضها، لايزال هذا الموضوع شد وجذب بين المسرحيين في جميع أنحاء العالم، حول مسمى (مسرح نصرة المرأة)، أو (المسرح النسائي مثارا للكثير من التساؤلات. وحول اختيار موضوع الكتاب ترجع الدكتورة نرمين ذلك لعدة أسباب منها ما هو ذاتي وهي الميل إلى دراسة كل ماله علاقة بالمرأة إنصافا لها فلن يعبر عن المرأة أكثر من المرأةومنها ما هو موضوعي مثل: قلة الدراسات التي تولي اهتماما بالمرأة في المسرح، بالإضافة الى كثافة الإبداع المسرحي للكاتب إسماعيل عبد الله الذي تناول مكانة وصورة وقضايا المرأة ضمن نصوصه الإبداعية ومما يؤكد ذلك: رد إسماعيل عبد الله ذاته على تساؤل أحد المتداخلين في الندوة التطبيقية لعرض حرب نعل حول ما إذا كان العمل يكرس اتهامه بأنه دائماً ما ينحاز لحضور المرأة في مجمل أعماله، على نحو يكاد يكون مبالغاً فيه، فيرد بقوله: إذا كان الأمر كذلك، فيشرفني أن أكون نصيراً للمرأة.
وقسمت الدكتورة نرمين الكتاب إلى مجموعة من الفصول، ففي الفصل الأول استعرضت عبر بانوراما تاريخية، الارهاصات الأولى لظهور المرأة في المسرح عبر العصور، بدا من إشكالية المصطلح بين المسرح النسوي ومسرح نصرة المرأة ثم ظهورها في المسرح الاغريقي، والمسرح الرماني القديم، مرورا بمسرح العصور الوسطى، ثم المسرح العالمي، والمسرح العربي، وصولا الى المسرح في منطقة الخليج العربي، وأخيرا اختتمت الفصل بصورة المرأة في المسرح الاماراتي ثم جاء الفصل الثاني تحت عنوان مسرح إسماعيل عبد الله، وتضمن عدة عناوين فرعية عرضت أولها بطاقة تعريفية للمؤلف إسماعيل عبد الله بعنوان سيرة ومسيرة، ثم تحليل نماذج عديدة من ابداعاته المسرحية، من خلال ملامح وسمات عديدة منها : دلالات اختيار عنوان المسرحية وكذلك أسماء الشخصيات والبنية النصية والبناء الدرامي والوحدات الثلاث في كتابات إسماعيل عبد الله، وسمات الكتابة بين المشهدية والفرجة والتحريض والمسرحة، واستلهام التراث في مسرحياته (المعتقدات، والامثال والحكايات والاغنيات، والشعر) والعلاقات الزمانية والمكانية، إضافة الى ملامح التأويل والترميز، ولغة الكتابة في مجمل أعماله الإبداعية. وخير ختام جاء الفصل الثالث والأخير بعنوان صورة المرأة في مسرح إسماعيل عبد الله متناولا قضايا المرأة وابعاد شخصياتها، وانماط صورها المطروحة ضمن البنية النصية للمسرحية.
واختتمت الحوطي في مؤلفها نتائج تحليل الاعمال الإبداعية للفصول الثلاث من خلال كتابات إسماعيل عبد الله المسرحية، وتقييم صورة المرأة ضمن اعماله الإبداعية.