أصدرت مجموعة بيت الحكمة للثقافة كتاب " الصين في المخيلة العربية.. البحث عن المشترك التاريخي"، للكاتب الدكتور أحمد السعيد، ضمن إصدارتها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ 54 .
ويتناول الكتاب الجمع والعرض لتاريخ مشترك بين الصين والعرب استمدادا من كتابات العرب القديمة وتاريخهم المسجل، أفتش فيه داخل المخيلة العربية عن الصين، ليست الصين التي نعرفها الآن.
ويعد هذا الكتاب هو محاولة لإعادة بناء رؤية متكاملة للصين في المخيلة العربية، ومن ثم العلاقات الصينية العربية عبر التاريخ، والذهاب إلى المستقبل عبر أرضية الماضي التليد الذي كان مزدهرا مشرقا، حتى غابت شمسه مع حقبة الهيمنة الغربية الأوروبية على العالم، أو بالأحرى على العرب والصين.
وأكد الكاتب أحمد السعيد، خلال مقدمة كتابه، أن النظرة الوسطية للصين شبه غائبة عن المشهد العربي حاليا، وذلك له أسباب، أهمها: سيطرة الغرب (الذي يؤرقه وجود الصين وصعودها) على الإعلام بأشكاله، وضعف الإعلام الخارجي الصيني أو تقليديته الشديدة.
كما أن المتلقي العربي الذي لا يجيد ولا يعرف الصينية يأخذ عن الغرب ما يقوله عن الصين وينقله أو يكرره ويزيد عليه، وينقل عن الصين مباشرة ولكن صوته ضعيف أو يبالغ في تجميلها.
وذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أن التبادل المشترك القائم على الاحترام هو عنوان علاقات التجارة بين الصين والعرب منذ العصور الموغلة في القدم، مشيرا إلى أن الكتاب يبحث في هذه الحقيقة ويوضح كيف أسس الصينيون مع العرب علاقات وطيدة لقرون طويلة، أدت لبناء أكبر شبكة تجارية في البر والبحر عرفها العالم؛ تجارة نمت وازدهرت عبرها مدن وموانئ، تأسست على علاقات الاحترام القائم على الثقة.