نرى دائمًا مَن يهاجمون الدين الإسلامي الحنيف وهذا لأنهم لا يفقهون عنه شيئًا، ولكن مَن يقومون بحرق كتابًا مقدسًا ما الحكم فيهم؟ فما حدث من حرق المصحف الشريف من زعيم إحدى الحركات المتطرفة بتمزيق المصحف الشريف أمام مبنى البرلمان الهولندي في لاهاي، في فعل سافر يتجاوز حدود حرية التعبير، وينتهك مقدسات المسلمين، ويؤجج خطاب الكراهية بين الأديان والشعوب، بما يهدد أمن واستقرار المجتمعات، وحدث أيضا أن زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي، راسموس بالودان، قد أحرق نسخة من المصحف في ستوكهولم، أمام السفارة التركية تحت حراسة أمنية مشددة.
هل الكتب المقدسة تكون في مهب الريح بدعوى الحرية والديمقراطية؟! لماذا لا يوجد قانون دولى يُحرِّم ويجرِّم إهانة المقدسات؟ فالمصحف الشريف هو الكتاب المقدس والعقيدة لمليار ونصف مليار مسلم، هل إذا انتفض هؤلاء ماذا يفعلون؟
نرى كل فترة استفزازًا واضحًا وصريحًا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عن طريق محاولة الإساءة للدين الإسلامي سواء عن طريق رسوم مسيئة للنبي أم حرق للمصحف الشريف، وهو ما يؤجج مشاعر المسلمين جميعا.
وما حدث خلال اليومين الماضيين من حرق مصحف في دولتين يجعلنا دوما نؤكد أن الدين الإسلامي الحنيف يحترم جميع الأديان كما أمرنا الله عز وجل وجاء في سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولن نجرؤ يوما على حرق كتاب مقدس أو الإساءة لأي نبي قبل نبينا محمد وهذا لا يعني على الإطلاق أن المسلمين غير قادرون على الرد على أمثال هؤلاء (ولكن ديننا الحنيف يحثنا على احترام كل الأديان السماوية التى سبقت رسالة نبينا الكريم).
وما طالب به الأزهر الشريف الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية بكل أنواعها، واتخاذ موقفٍ قويٍّ وموحَّدٍ نصرةً لكتاب الله ولقرآننا الكريم؛ كتاب المسلمين المقدَّس، وردًّا مناسبًا لحكومتي هاتين الدَّولتين في إساءتهما إلى مليار ونصف مليار مسلم، والتمادي في حماية الجرائم الدنيئة والبربرية تحت لافتة لا إنسانية ولا أخلاقية يسمونها "حرية التعبير"، وجديرة بهم أن يسموها ديكتاتورية الفوضى، وسوء الأدب، والتسلط على شعوبٍ راقيةٍ مرتبطةٍ بالله وهداية السماء.
ويشدِّد الأزهر على ضرورة التزام الشعوب العربية والإسلامية بهذه المقاطعة، وتعريف أطفالهم وشبابهم ونسائهم بها، وأن يعلموا أن أي عزوف أو تقصير في هذا الأمر هو تخاذلٌ صريحٌ عن نصرةِ الدين الذي ارتضاه الله لهم، وأنَّ هؤلاء المنحرفين لن يدركوا قيمة هذا الدين -الذي لا يعرفون عنه شيئًا، ويستفزون المسلمين بالتطاول عليه- إلا حين يكونون وجهًا لوجهٍ أمام ضرورات المادَّة والمال والاقتصاد التي لا يفهمون لغةً غير لغتها، ولا يقدسون أمرًا غير قوانين الوفرة والإنتاج والاستهلاك.
كما أن هناك بعض الإدانات من قبل مسئولين في الدول الخارجية مثل فنلندا والسويد.
وفي النهاية، ما يجب على المجتمع الدولى فعله ليس الإدانة فقط بمثل هذه الأفعال ولكن وضع قانون يلزم الكبير قبل الصغير والرؤساء قبل المرؤوسين بأنه إذا قام أحد بفعل تلك الجريمة الشنعاء يجب على الفور إعدامه في ميدان عام أمام الجميع احترامًا وتقديرًا لأى صاحب ديانة.