تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالقديسة دوينوين (دوين) الناسكة اسمها "دوينوين" ويُختصر إلى "دوين" وهو يعني باللهجة الويلزية "الموجة البيضاء".
وُلِدَت دوينوين في القرن الخامس الميلادي لأبٍ هو الملك "بريتشان برهنيوج" ملك ويلز (إحدى مقاطعات المملكة المتحدة حالياً)، وأمٍ هي الملكة "ريجروسد".
عاشت دوينوين في جزيرة أنجلسي الواقعة شمال غرب ويلز. عاشت حياة هادئة وتربت تربية مسيحية، وكفتاة يانعة وقعت في حب شابٍ يُدعىَ "مايلون"، لكنها رفضت أن يتقدم للزواج منها، لأنها كانت تعتقد بأنها مدعوةً للتكرُّس.
صلّت دوينوين بحرارة وصامت كثيراً من أجل أن تبرأ من حب "مايلون" لتتفرغ للنُسك ومعايشة الصلاة والصوم من أجل كل محتاج، وبالفعل رأت في رؤيا ملاكاً يقدِّم لها شراباً أشبه بالدواء، من بعد تناوله وعودتها لإدراكها لم تعد تشعر بصراع بين دعوتها وشعورها، كان تلك الرؤية بالنسبة لها تأكيداً سماوي على قرار تكرُّسها.
لم يفُت دوينوين أن تصلّي للشاب مايلون أن يشفى هو الآخر من حُبّها ويجد الحُبّ مع فتاة أخرى يمكنها إسعاده، كما شملت صلاتها أن يجد كل المحبين الحقيقيين سعادتهم واتحادهم بالزواج.
بعد أن اطمئن قلبها لكل هذه الطِلبات، تنسَّكت وسكنت جزيرة ينيس لاندوين في الساحل الغربي لمسقط رأسها أنجلسي، إلى أن رقدت بعطر القداسة عام 460م.
بُنيت كنيسة على أطلال قلايتها في جزيرة ينيس لاندوين، وصارت مزاراً للحجّ الروحي في العصور الوسطى. وشعبياً يُعتقد بأن حركة الأسماك السابحة في مياه الجزيرة تشير إلى مصائر العشاق.
مع المدّ البروتستانتي في أوروبا، بدأ حظر ممارسة الحج الروحي في مناطق عديدة ومن ضمنها مزار القديسة دوينوين، كما حلّ بالمزار بعض التدمير وكذلك من أثر العواطف تهدمت أجزاء منه. كذلك صارت الرحلات له محفوفة بالمخاطر إلى أن أصبحت إنجلترا على المذهب الأنجليكاني (الأسقفي) الذي يعترف بإكرام القديسين مثل الكنيسة الكاثوليكية. ولقبت بـ "ڤالينتين ويلز".
هي شفيعة المُحبين والمقبلين على الزواج لدرجة أنه اُطلِق عليها "ڤالنتين ويلز"، هي أيضاً شفيعة الحبّ المجاني والعطاء الروحي، وشفيعة النُسّاك والهائمين بحبّ الله والراغبين من التحرر من رباطات الجسد، وشفيعة التأكد من الدعوات التكريسية.
