كشف الدكتور ثروت الخرباوي، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، عن غلاف كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "إخفاء تركة الرسول"، والصادر عن "منشورات إبيدي"، والمشارك ضمن إصداراتها الحديثة في الدورة الحالية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بالتجمع الخامس.
تعمد "الخرباوي" إخفاء كل التفاصيل الخاصة بموضوع الكتاب وعنوانه، حتى أيام قليلة قبل انطلاق معرض الكتاب، ووعد بأنه سيكون "مفاجأة والأول من نوعه".
قبل ساعات من فتح أبواب المعرض أمام الجمهور، اليوم الأربعاء، نشر "الخرباوي" جزءا من مقدمة الكتاب، ورغم أنها لا تفي برغبة القراء في استشفاف ملامح موضوع الكتاب فإنه لا يبتعد عن مجال الإسلام السياسي، وربما يكون رؤيته هذه المرة من منظور أشمل حيث الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تعمدت إخفاء "تركة الرسول" والمتمثلة في جوهر الرسالة المحمدية، كاشفا عن مدى الالتباس الذي وقعت فيه هذه الجماعات التي اعتمدت الأهواء لتفتي للناس وتظن أنها تقربها إلى الله لكنا تسعى بجدية تامة في ضلالها.
وعانت المنطقة العربية من جماعات إرهابية رفعت لواء الإسلام مبطنة القتل والتدمير على رأسها جماعة الإخوان الإرهابية وأخواتها من حركة حسم وأجناد مصر وأنصار بيت المقدس، وتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، وغيرها.
نقرأ له من مقدمة كتاب "إخفاء تركة الرسول": "ما الدنيا إلا قِصةٌ طويلة ، ولكل شيء في هذه الدنيا قصة، كل الخلائق لهم قصة، حتى الحجر المرمي في الطريق له قصة، والنظرة الأولى من الأم إلى وليدها لها قصة، وحمل الأب المكلوم لنعش ابنه له قصة، الشيء الوحيد في الكون الذي نتوه في دروب قصته هو حب الإنسان لله، فحب الإنسان لله هو حالة شعورية تطغى عليه وتتملكه، فإذا اجتاحت قلبَه أمواجُه، فاض منه الحبُ.
وقتئذ سيحاول التعبير عن تباريح أشواقه، ولكنه سيعجز عن ذلك، حتى ولو كان أبلغ البلغاء وأشعر الشعراء، فما كانت اللغات إلا محدودة تُعبِّر عن محدود، فإذ ما استخدمها المحدود ليُعبِّر عن حبه للامحدود عجز عن البيان. أما الإنسان فله قصة، وللشيطان أيضا قصة، ولا تظن أن قصة الإنسان تبدأ منذ مولده وتنتهي عند مماته، فقصة الإنسان تبدأ من عالم الغيب ثم تمتد إلى الدنيا، ولا تنتهي أبدا في غيب الآخرة.
قصة الإنسان هي القصة الفريدة التي ليست لها نهاية بل تمتد إلى اللامنتهى، نحن بلا نهاية، بل نذوب في سرمدية الآخرة، وآهٍ من جهالة الإنسان "إن الإنسان لربه لكنود"، ويا للهوى الذي يعشش في نفس الإنسان فيستوطن فيها، ومع ذلك فإن مِنَّا من يصرع هواه، ومِنَّا من يصرعه هواه، "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" وكما يقولون: الهوى إله يُعبد من دون الله، وداخل كل إنسان صنم يُسمى الهوى، ذلك الهوى يتحرك داخل نفس الإنسان ــ الذي أضله الله على علم ــ مثل الحية الرقطاء حركة ناعمة هادئة بطيئة، الخطوة تلو الأخرى، حتى يستحوذ على نفسه ويهيمن عليها، فيفتي الناسَ من هواه، ويُضل الناسَ وهو يعلم، ولكنه يبرر لنفسه أنه إنما يفعل ذلك ليُقَرِّب الناس إلى الله، ألا ويلٌ لهذا التقريب إلى الله، وويلٌلهم حين يفعلون، أما كانت عبادة الناس للأصنام إلا لتقربهم إلى الله زلفى؟! أما كانت النوايا الطيبة أحد أسلحة إبليس التي يخدع بها أصحاب العلم الديني؟"
ووفقا لبيان صدر في وقت سابق لـ"منشورات إبييدي"، فإن الدار تعاقدت مع "الخرباوي" كواحد من أهم المتخصصين في مجال "الإسلام السياسي" تحليلاً وتأريخًا، وله العديد من المقالات والدراسات السياسية والفكرية والتاريخية، كما أن له الكثير من الدراسات القانونية والدستورية.
صدر له: كتاب "قلب الإخوان"، وكتاب "الدية والتعويض"، وكتاب "سر المعبد" الفائز بجائزة أحسن كتاب سياسي بمعرض القاهرة الدولي الكتاب عام 2013، وكتاب "أئمة الشر"، وموسوعة "جهاد القضاء المصري ضد حكم الإخوان"، وكتاب "الحقيقة.. هل كان عبد الناصر إخوانيًّا؟. ومن كتاباته الأدبية، رواية "زمكان"، ورواية "مولانا الجوسقي". كما ألَّف مسلسلاً إذاعيًّا بعنوان "التنظيم السري".