أكد سفير الهند بالقاهرة أجيت جوبتيه أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو ضيف الشرف في العيد الوطني الهندي حيث وجه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الدعوة للرئيس السيسي ليكون الضيف الرئيسي في احتفالات يوم الجمهورية المقرر 26 يناير الجارى.
وقال السفير - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء - إن الرئيس السيسي، وفقًا لمصادر حكومية، توجه صباح اليوم إلى الهند، موضحا أن زيارة الرئيس السيسي بصفته الضيف الرئيسي في احتفالات عيد الجمهورية الهندية تعد بالفعل مناسبة بالغة الأهمية لكلا البلدين وستسهم فى الارتقاء بلا شك بالعلاقات الثنائية ودفعها إلى آفاق جديدة.
وأشار السفير جوبتيه إلى أن وفدا كبيرا يرافق الرئيس السيسي خلال الزيارة، والتي من المقرر أن يجرى خلالها مباحثات مع رئيسة الهند دروبادي مورمو ورئيس الوزراء وكبار الوزراء والمسؤولين الهنود الآخرين، موضحا أن مصر ستشارك في موكب يوم الجمهورية بالهند.
ولفت إلى أن الاتصالات المستمرة رفيعة المستوى أسهمت في تعزيز العلاقات بين مصر والهند، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السيسي للهند في أكتوبر 2015 وفي سبتمبر 2016 أعطت المزيد من الزخم لعلاقاتنا الثنائية.
وأضاف أنه أثناء تفشي جائحة كوفيد -19، أجرى رئيس الوزراء الهندي والرئيس السيسي اتصالات هاتفية أعربا خلالها عن تضامنهما مع بعضهما البعض في مكافحة الجائحة من خلال توثيق التعاون المتبادل.
وذكر أن مصر قامت بشراء 50000 جرعة من لقاحات كوفيد 19 صنعت في الهند أوائل عام 2021، بينما قامت الهند بشراء 300000 جرعة من عقار ريميديسفير لمحاربة الموجة الثانية من جائحة كوفيد في الهند في مايو 2021.
وأكد السفير الهندي على عمق التعاون بين البلدين والذي عكسته الزيارات المتعددة رفيعة المستوى من الهند إلى مصر خلال الأشهر القليلة الماضية، بدءا من زيارة وزير الدفاع الهندي راجناث سينج في سبتمبر 2022، وزيارة وزير الشؤون الخارجية الدكتور إس جايشانكار في أكتوبر 2022 وزيارة وزير البيئة بوبندر ياداف في نوفمبر 2022.. موضحا أن هذه الزيارات شهدت مناقشات موضوعية على مستويات مختلفة، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم مهمة حول التعاون الدفاعي خلال زيارة وزير الدفاع الهندي لمصر.
وسلط السفير الضوء على الدعوة التى وجهتها بلاده إلى مصر لحضور اجتماعات مجموعة العشرين كدولة ضيف خلال فترة رئاسة الهند للمجموعة في 2022 - 2023.. مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتعاون البلدان بشكل مكثف تحت هذه المظلة أيضًا.
وأثنى السفير الهندي على مستوى التعاون بين البلدين على المستوى الاقتصادي والتجاري، لافتا إلى زيادة حجم التجارة البينية بسرعة بنسبة 75٪ في 2021 - 2022 لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق إذ بلغت 7.26 مليار دولار أمريكي واستمرت في النمو أيضًا في 2022 - 2023.
وأضاف أن حوالي 50 شركة هندية لديها استثمارات ضخمة في مصر بقيمة إجمالية تزيد على 3.2 مليار دولار أمريكي في قطاعات مثل الكيماويات والطاقة والسيارات وتجارة التجزئة والملابس والزراعة وغيرها، مشيرا إلى أن هذه الشركات توفر بصفة عامة فرص عمل مباشرة لما يقرب من 38 ألف مصري.
وكشف السفير جوبتيه عن أن هناك العديد من هذه الشركات تخطط لتوسيع استثماراتها بضخ استثمارات تراكمية تصل إلى 800 مليون دولار أمريكي في مصر، كما أبدت العديد من الشركات الهندية اهتمامًا بتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في مصر، وقال إن 3 شركات هندية رائدة وقعت مذكرات تفاهم مع الحكومة المصرية بقيمة 18 مليار دولار أمريكي.
واستعرض السفير الهندي، الجهود التى تقوم بها السفارة بالقاهرة بهدف تعزيز التجارة، حيث قامت بتنشيط الآليات المؤسسية وعقدت اجتماعات الدورة الخامسة "للجنة التجارية الهندية المصرية المشتركة" والدورة الخامسة "لمجلس الأعمال المشترك" في يوليو 2022..ونتيجة لهذه الجهود، شارك أكثر من 14 وفدا تجاريا يمثلون حوالي 600 شركة هندية بزيارة مصر منذ منتصف عام 2021.
وأوضح أنه ونظرا لأنهما من أقدم الحضارات في العالم، كانت هناك اتصالات وثيقة لعدة قرون بين البلدين، حيث تشير مراسيم الإمبراطور أشوكا في الهند إلى علاقاته مع مصر في عهد بطليموس الثاني.
وتابع "وفي العصر الحديث، آمن المهاتما غاندي وسعد زغلول بأهداف مشتركة بشأن استقلال بلديهما، وأدى وجود صداقة وثيقة بشكل استثنائي بين الرئيس ناصر ورئيس الوزراء جواهر لال نهرو إلى إبرام معاهدة صداقة بين البلدين في عام 1955 وتأسيس حركة عدم الانحياز".
وذكر أنه بعد تحرر الهند ومصر من نير الاستعمار، حققت الهند ومصر تفاهما سياسيا وثيقا، يقوم على تاريخ طويل من الاتصالات والتعاون في القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية حيث تعاونت القاهرة ونيودلهي بشكل وثيق في المنتديات المتعددة الأطراف وكانتا الأعضاء المؤسسين لحركة عدم الانحياز.
وأضاف أن الهند تقوم بتمثيل تطلعات البلدان النامية في المحافل المتعددة الأطراف، وتسعى بقوة إلى إحداث إصلاحات في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، وتسير الهند ومصر قدما لتحقيق تطلعات مواطنيهما للحصول على مكانهما الصحيح في المجتمع الدولي.