لا تزال إيران في حيرة من أمرها حول طبيعة الرد على العقوبات التي فرضت مؤخرًا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك بعض دول أوروبا على خلفية استمرار قمع الاحتجاجات التي خرجت منذ مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، فضلًا عن حالات وأحكام الإعدام التي أقرتها السلطات القضائية بحق المتظاهرين السلميين ومزدوجي الجنسية.
وفي هذا الإطار توعدت إيران على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية بالرد على تلك العقوبات التي تستهدف كيانات اقتصادية وعسكرية تابعة للحرس الثوري وقوات الباسيج، حيث قال كنعاني إن بلاده تحتفظ لنفسها بحق الرد على تلك العقوبات، خاصة بعد أن صنفت أوروبا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية في وقت سابق.
وفي أول رد رسمي من جانب إيران على العقوبات المتتالية عليها أعلن كنعاني إن تلك العقوبات "تعبر عن عجز كلًا من أمريكا وأوروبا وبريطانيا عن إدراك الواقع الإيراني الداخلي، وكذلك عدم إدراك لقوة إيران في المنطقة.
وقال كنعاني إن إيران ستعلن سلسلة من العقوبات التي ستفرضها على كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية بعد تصنيفها الحرس الثوري منظمة إرهابية، وكذلك بعد العقوبات المفروضة على الحرس الثوري والشخصيات والكيانات الرسمية في الدولة الإيرانية، معتبرًا أن تلك الدول هي من تروج للإرهاب داخل دول الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أن كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا اتفقوا على فرض عقوبات على كيانات ومؤسسات وشخصيات ذات صلة وثيقة بقمع التظاهرات الشعبية العارمة في إيران، والتي انطلقت عقب وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوباتها على "المؤسسة التعاونية" التابعة للحرس الثوري، وكذا نائب وزير الاستخبارات الإيراني، وعدد أخر من قادة الحرس الثوري العسكريين، حيث فرضت واشنطن تلك العقوبات بالتنسيق مع الجانب البريطاني والأوروبي لاستهداف مؤسسات الدعم الاقتصادي للحرس الثوري.
