أكد الكاتب ماكس بوت في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) ما زالت مصممة على توفير كل الدعم لأوكرانيا لتعزيز قدرتها على مواجهة القوات الروسية في الصراع المشتعل بين الطرفين في الوقت الراهن.
وأضاف الكاتب، أن تردد ألمانيا في توفير دبابات ليوبارد للجانب الأوكراني من أجل مواكبة التطورات الحالية في ساحة القتال أدى إلى تشويه وحدة الصف الأوروبي، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة حسم ذلك الخلاف في أقرب وقت ممكن حتى لا يؤدي إلى عرقلة النجاح الذي حققته الإدارة الأمريكية في توحيد صف الدول الغربية في مواجهة روسيا.
وأوضح الكاتب، في هذا الصدد، أن الولايات المتحدة تمكنت من تكوين تحالف دولي واسع النطاق ضد الحرب في أوكرانيا، كما أنها تقدم مساعدات غير مسبوقة لكييف، مشيرا إلى أن تلك المساعدات من جانب البيت الأبيض تشمل تدريب القوات الأوكرانية على استخدام الأسلحة المتطورة، فضلا عن الدعم العسكري والاقتصادي الكبير.
ويستطرد الكاتب أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت في غضون الأسابيع القليلة الماضية تقديم مركبات قتالية حديثة من طراز برادلي يصل عددها إلى 109، فضلا عن 90 حاملة أفراد من طراز "سترايكر" في الوقت الذي تقوم فيه دول حليفة أخرى بالمساهمة في تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا تشمل مركبات قتالية.
إلا أن الجانب الأوكراني، كما يشير الكاتب، يحتاج إلى المزيد من الأسلحة المتطورة والتي تشمل مئات الدبابات الحديثة والمدرعات، حتى يتمكن من إحراز انتصار عسكري في ساحة القتال، موضحا في ذات الوقت أن بريطانيا أعلنت عزمها تقديم 14 دبابة من طراز "تشالنجر" المتطورة، بينما أعلنت فرنسا تقديم عدد من الدبابات خفيفة الحركة.
ويضيف الكاتب أنه على الرغم من تلك المساعدات التي تسعى العديد من الدول الغربية تقديمها لأوكرانيا، إلا أن ألمانيا مازالت متمسكة بموقفها الرافض توفير دبابات "ليوبارد" ألمانية الصنع، كما أنها ترفض إعادة تصديرها لأوكرانيا من جانب دول أوروبية أخرى، حيث تمتلك 14 دولة أوروبية هذا الطراز من الدبابات، مشيرا إلى أن كلا من بولندا وفنلندا تظهران حماسا واضحا من أجل توفير دبابات ليوبارد لأوكرانيا، إلا أن الأمر يحتاج إلى موافقة ألمانيا أولا.
ويعبر الكاتب عن اعتقاده أن المستشار الألماني أولاف شولتز يتردد في توفير هذا الطراز المتطور من الدبابات لأوكرانيا خشية تجاوز "خط أحمر" في العلاقات بين ألمانيا وروسيا، مشيرا إلى أن شولتز يشترط أن ترسل واشنطن أولا لأوكرانيا دبابات من طراز أبرامز في الوقت الذي يصمم فيه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين عن عدم تقديم تلك الدبابات للجانب الأوكراني نظرا لصعوبة تشغيلها وصيانتها من جانب القوات الأوكرانية.
ويحذر الكاتب في ختام المقال من خطورة التباطؤ في تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا بالكميات المطلوبة، مؤكدا أهمية إزالة جميع الخلافات بين الدول الغربية في هذا الصدد قبل فوات الأوان.