تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالقديس اكليمنضوس أسقف انقره وصديقه أجاتانجيلو الشهداء، ولد القديس اكليمنضوس في أنقرة من آسيا الصغرى، سنة 257م، من أب وثني وأم مسيحية.
فلما توفّي والده، وهو صغير السن، تبنّته امرأة مسيحية تقية اسمها صوفيا، فنشأ لديها على التقوى. وقد امتاز، منذ نعومة أظفاره، بعطفه على الأطفال الفقراء وغيرته على الإيمان بالمسيح. ورد أنه كان يصوم ويصلّي كالرهبان وهو بعد في الثانية عشرة. لاحظه الأسقف المحلي فسامه شمّاساً فكاهناً ثم اختير أسقفاً لأنقرة في العشرين.
ورغم حداثته ساس رعيّته بمعرفة الشيوخ وحكمتهم. عنايته بالأطفال الفقراء واليتامى بدت مميّزة. فلما ذاع صيته بلغ أذني الوالي فقبض عليه وعرّضه للضرب أملاً في ردعه فلم يرتدع، فحطّم فكّيه وألقاه في السجن.
بقي كليمنضوس في الأسر، على ما ورد، ثمانية وعشرين عاماً ذاق خلالها كافة أنواع التعذيب والحرمان.
قيل إنه استيق إلى رومية ونيقوميذية وأميسا وطرسوس، ثم أعيد إلى أنقرة. لم يترك الولاة طريقة لكسر صلابته وتمسّكه بالإيمان بالمسيح إلاّ جرّبوها فلم ينتفعوا شيئاً. تشبّثه بيسوع رباً وإلهاً كان أقوى وأشدّ. أخيراً، كما ذكر، أقنع بعض المسيحيّين الجند بإخلاء سبيله لبعض الوقت ليقيم الذبيحة الإلهية. ثم خلال الخدمة، وهو أمام المذبح، اقتحم الوثنيون المكان وأجهزوا عليه وعلى الخدّام معه. وقد دفن في مكان يعرف بـ "كريبتون".
أما أجاتانجيلو ، ويعني اسمه الملاك الصالح، فوثني اهتدى بمثال كليمنضوس وتبعه فعانى أصنافاً من الاضطهاد إلى أن جرى قطع رأسه. وفاز كلاهما بإكليل الشهادة سنة 309م.
يعتبر كليمنضوس في التراث البيزنطي عظيماً في الشهداء. أقيمت له في القسطنطينية قديماً كنيستان هناك ربضت أكتر رفاته. بعض الرفات، فيما يبدو، أخذتها الحملات الصليبية في القرن الثالث عشر، وقد وصلت إلى يد حنّة ملكة النمسا فهدتها لدير فال دو غراس. أما في الشرق فقطعة من جمجمته موجودة في دير للسيدة في أفريتانيا (اليونان) وله ذراع في بتراكي القريبة من أثينا، وبعض رفاته موجود في ديري ديونيسيّو و زوغرافو في جبل آثوس وفي دير القديس يوحنا اللاهوتي في باتموس.