السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

«رجال يرتدون الأسود».. مقابلة مع جان ميشيل فوفيرجى حول كتابه الجديد

جان ميشيل فوفيرجى
جان ميشيل فوفيرجى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جان ميشيل فوفيرجى مفوض شرطة وسياسى فرنسى. انضم إلى الشرطة الوطنية فى 1978 بعد الخدمة العسكرية فى الكتيبة 35 للمدفعية والمظلات.أصبح مفوض الشرطة فى عام 1986 ورئيس الوحدة المسئولة فى الشرطة الفرنسية عن البحث والمساعدة والتدخل والردع RAID من 2013 إلى مارس 2017. فى نهاية حياته المهنية، رشحته حركة «إلى الأمام» للانتخابات التشريعية 2017 فى الدائرة الانتخابية الثامنة فى سين ومارن، التى انتخب عنها فى الجولة الثانية فى 18 يونيو 2017 حتى يونيو 2022.

فى عام 2017، نشر جان ميشيل فوفيرج كتابًا عن تجربته على رأس وحدة النخبة RAID بعنوان «مواجهة الهجمات الإرهابية». كما أنه مؤلف للعديد من الكتب. فى هذا العام الجديد، نشر كتابًا جديدًا بعنوان «رجال يرتدون الأسود Les Hommes en noir».. لو ديالوج أجرت معه هذا الحوار.

 

لو ديالوج: بعد عدة كتب تتعلق بأنشطتك المهنية السابقة، تقدم لنا هذه المرة رواية؛ تقول: «عندما يتجاوز الواقع الخيال، فإن جروح الرجال والنساء لا تغلق أبدًا».. لماذا هذه التجربة الأدبية الجديدة؟ هل تسمح الرواية بشرح ما لا يمكن وصفه؟ هل هذا أيضًا سبب رغبتك فى الإدلاء بشهادتك عما يسمى بـ«رعب اللحظة» بطريقة رومانسية، خاصة فيما يتعلق بالهجمات فى باريس، وبشكل أكثر تحديدًا هجمات باتاكلان فى عام ٢٠١٥، التى مررت بها شخصيًا مع رجالك؟


جان ميشيل فوفيرج: لقد عايشت بالفعل أحداثًا «ساخنة» بصفتى رئيسًا لوحدة التدخل السريع «Raid» خلال جميع العمليات الخطيرة لعامى ٢٠١٥ و٢٠١٦. مثل هذه الروايات لا تخرج عن واقع اللحظة، بل يجب أن تكون واضحة وواقعية وتقدم تفسيرات.
البعد الرومانسى، خاصة عندما يتغذى من واقع الصدمة التى أثرت على بلد بأكمله، يسمح لنا بالتعبير عن أنفسنا فى خيال يترك المجال مفتوحًا، من خلال الشخصيات والمواقف التى أعيد النظر فيها، إلى التفسيرات والحقائق المختلفة والمتنوعة. فى هذه اللحظات يكون كل شيء ممكنًا ويسمح السرد بإيصال رسائل ويتم التعبير عن المشاعر فى تعقيداتها.
وأردت أيضًا أن أبدأ من خلال مشاركتى الشخصية فى هذه الدراما، برواية قصة ذات تقلبات ومنعطفات متعددة، فنحن فى رواية مظلمة أو بين الإرهاب والسياسة يتم نقل القارئ إلى أعماق القلوب والأرواح فى مؤامرات متتالية أثارت زوبعات فى أعلى مستويات الدولة.


لو ديالوج: تتطور شخصيتك المركزية. يرى القارئ هشاشته ولكن أيضًا قوته وقناعاته. لديه أمامه، كانعكاس فى المرآة، إرهابى.. علاوة على ذلك، تشير إلى أن عنوان روايتك ليس محض صدفة: «رجال يرتدون ملابس سوداء، إنه ينطبق على وحدات التدخل ولكن أيضًا على الإرهابيين الذين يرتدون ملابس سوداء عند ارتكاب عملياتهم». لماذا هذا العنوان وما هى ضالة «جابى» الشخصية الرئيسية لروايتك؟


 جان ميشيل فوفيرج: كما لاحظت، فإن الرجال الذين يرتدون ملابس سوداء هم من شرطة وحدات التدخل الذين يرتدون بدلاتهم القتالية السوداء «يشرح مقطع من الرواية أصل هذه الملابس بالذات»، وهو أيضًا لون ملابس الجهاديين عندما يكونون متجهين للاستشهاد «وفقًا لهم». من المثير للاهتمام أيضًا الإشارة إلى أن هذه المقارنة هى أحد أسباب عنوان الكتاب، كما لو كان يؤكد أن كليهما يعلن نفس العزيمة من خلال هذا الزى.
جابى شخصية غامضة أو على الأقل محيرة. من الواضح أنه موجود فى معسكر «الخير» وطالما أنه ضابط شرطة ورئيس وحدة التدخل، فإن الوضع واضح. ستأتى الأسئلة عندما يدخل العالم السياسى. هل سيحافظ على مثله العليا؟ العلاقة بالسياسة وكشافات الإضاءة والطموحات مطروحة فى هذه الرواية.. ببساطة لأنها تجربة حية، سألت نفسى هذا النوع من الأسئلة، وسحر القصة يسمح لى باستحضارها وأترك لكم عناية اكتشاف الإجابات التى يجلبها البطل.
لو ديالوج: لقد أمضيت سنوات عديدة فى الشرطة وكنت رئيسًا لوحدة ريد RAID، وهى وحدة النخبة. أنت دائما تضع الالتزام فوق كل القيم. ثم كنت عضوًا فى البرلمان. على الساحة السياسية، هل محكوم علينا بفقدان أوهامنا أو خسارة أهدافنا أو هل يمكننا الكفاح من أجل إسعاد إخواننا فى الوطن بشكل مختلف؟
- جان ميشيل فوفيرج: لقد ذكرنا هذا الموضوع للتو، سأجيبك شخصيًا فى الساحة السياسية، ليس محكومًا علينا بفقدان أوهامنا، فنحن محكوم علينا بإظهار التضامن مع الحكومة التى ندعمها «أتحدث باسم الأغلبية التى كنت عضوًا منها فى ذلك الوقت»، ونواجه صعوبة كبيرة فى وضع خطة زمنية لا نسيطر عليها للاستمرار فى جعل أوهامنا ومثلنا تعيش. ولكن، مفاجأة هائلة، يمكن أن يحدث لنا أن ندعم مبادرات تسير فى اتجاه قناعاتنا. هذا ما حدث لى مع «قانون الأمن العالمى»، الذى ساعدت فى صياغته، والذى دافعت عنه وتم تمريره. لكن لنكن واضحين أن هذا ممكن فقط إذا كنت معروفًا، أو إذا كان لديك تخصص، أو إذا كنت مؤثرًا وكانت هذه هى حالتى إلى حد ما. 


لو ديالوج: لقد ركزت كثيرًا على قوة صنع القرار، مكان «الرئيس» فى كتاباتك. خاصة فى أكثر اللحظات شدة التى كنت مسئولًا فيها عن حياة مواطنين. هل تعتقد أن صنع القرار، سواء كنت رئيسًا لـRAID أو صانع قرار سياسى، «يؤلم» بالضرورة؟


 جان ميشيل فوفيرج: يأتى رئيس RAID من مفوضى الشرطة، وأدوارهم اليومية هى إدارة الخدمات واتخاذ قرارات صعبة على الأرض. على أرض الواقع، أصر على ذلك، لأن القرارات التنفيذية يتم اتخاذها بعد دراسة ودراية كاملة بالصعوبات. دعونا نواجه الأمر، لا يستطيع القائد إصدار الأوامر من مكتبه فى أوقات الأزمات. التواجد بالقرب من قواته، يعنى أن يكون قدوة، فهذا الموقف هو الذى يخلق الثقة ويسمح بالتنفيذ السليم للقرارات المتخذة.
وبالتالى، عند القرار تتوقف الزمالة. القرار من اختصاص القائد ودائما ما يكون مفجعًا وفى هذه اللحظة بالذات، يكون القائد وحيدًا ويجب أن يقرر، فهو فى حدود معرفته وحدسه وسيظل فى حالة عدم اليقين هذه حتى النتيجة النهائية. يجب أن يكون القائد، وخاصة السياسى، قادرًا على تحمل هذا الضغط، المكون من مزيج غريب من الوحدة وعدم اليقين وتوقع آثار اختياره.
وفوق كل شيء، ففى حالة حدوث نتيجة إيجابية، من الضرورى مشاركة المجد مع كل فريقه «النصر له العديد من الآباء»، أما الفشل، ينتمى فقط إلى صاحب القرار «الفشل يتيم».
تتطلب هذه العيوب الجسيمة والمخاطر قوة روح، وهو ما يفسر سبب وجود عدد قليل من صانعى القرار والعديد من النقاد فى المجال السياسى كما هو الحال فى مجالات أخرى.


لو ديالوج: فى رأيك، فى عام ٢٠٢٣، ماذا عن التهديد الإرهابى فى فرنسا، سواء كان إسلاميًا أو غيره؟ وهل يسمح لنا بفعل أى شيء لمحاربة الهمجية وإنقاذ سيادة القانون؟

 جان ميشيل فوفيرج: التهديد الإرهابى لا يزال موجودًا حتى اليوم، على الرغم من أنه غير أساليبه. لم يعد هذا التهديد «فى الوقت الحالى» تهديدًا شبكيا، بل يمثل تهديدًا داخليًا «فرنسا، مثل البلدان الأخرى، لديها التربة الخصبة للإرهابـ«. لذلك من الضرورى عدم تخفيف انتباهنا وطرد التهديدات التى من شأنها التسلل إلى أنظمتنا الديمقراطية. إنه بالضبط هذا النوع من الخطر الذى تم تطويره أيضًا فى «رجال يرتدون الأسود»، فى شكل أصلى أترككم تكتشفونه.
لو ديالوج: سؤالى الأخير هو أيضًا أحد موضوعات الرواية: هل يمكن القول بأن أى شيء مسموح به لمحاربة الهمجية؟
- جان ميشيل فوفيرج: إجابتى كضابط شرطة وسياسى سابق هى بمنتهى الوضوح لا، ولكن بشرط صريح أن نكيف تشريعاتنا مع حركة التهديد المنتظمة، لأنه يجب ألا نترك ديمقراطيتنا بلا منظومة دفاعية.