يعتبر جبل أحد من العلامات الدينية في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، سمي جبل "أحد" بهذا الاسم بسبب بعده وتوحده عن بقية الجبال التي تحيط به، وهو أكبر جبال المدينة المنورة وكان في الجاهلية يعرف باسم (عنقد)، وأغلب صخور الجبل من الجرانيت الأحمر، وبعض الصخور تميل ألوانها إلى الأخضر الداكن والأسود، وبها عدة تجاويف تسمى “المهاريس”.
وتقوم بإحتجاز مياه الأمطار، وبه العديد من الكهوف والشقوق التي يتجاوز ارتفاع بعضها متراً ونصف وعمقها عشرة أمتار، كما يضم الجبل العديد من المعادن كالحديد في الصخور الخارجية والنحاس في الصخور الداخلية، ويبلغ طول الجبل 7 كيلومترات وعرضه بين 2 و 3 كيلومتر وارتفاعه يصل إلى قرابة 1077 متراً.
ويمتد الجبل كسلسلة من الشرق إلى الغرب ويميل نحو الشمال، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: “أحد جبل يحبنا ونحبه”، وشهدت ساحاته الجنوبية ثبات وبطولة وتضحيات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وقعت فيها غزوة جاء ذكرها في القرآن الكريم وسميت هذه الغزوة بغزوة أحد نسبة إلى هذا الجبل، وذلك في السنة الثالثة من الهجرة.
وكان سببها هزيمة المشركين يوم بدر، حيث ظل الغيظ يتوقد في صدورهم، واتفقوا على أن يغزوا الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة المنورة للثأر والانتقام لقتلاهم يوم بدر، وكان قائدهم أبا سفيان، وكان من أسبابها أيضاً السبب السياسي وهو انهيار سيادة قريش وتزعزع مركزها بين القبائل بعد غزوة بدر، كما أن من أسبابها نفوذ المسلمين على الطرق التجارية المؤدية إلى الشام وإلى العراق وسيطرتهم عليه فأصبحت تجارة قريش تحت رحمة المسلمين، خرجت قريش مع قوة كبيرة بقيادة أبي سفيان قوامها ثلاثة آلاف مقاتل، ونزلت بالسبخة قريباً من جبل أحد.