الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بعد ترميمها.. "البوابة نيوز" تشارك شعب كنيسة أبو سيفين بإمبابة أول قداس لعيد الغطاس.. القوات المسلحة المصرية أعادت الروح للمبنى بعد تدميره في الحريق

اول قداس عيد غطاس
اول قداس عيد غطاس بكنيسة ابو سيفين بإمبابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شاركت «البوابة نيوز»، شعب كنيسة أبوسيفين بإمبابة أول قداس عيد غطاس بعد ترميم الكنيسة من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وترأس الصلاة القمص روفائيل سامي راعي الكنيسة، وشاركه في الصلاة الشمامسة وبحضور شعب المنطقة، الذي كانت فرحتهم عارمة بترميم وإصلاح كنيستهم بعد نشوب حريق بها.
ورصدت «البوابة نيوز»، أعمال ترميم وإصلاح  كنيسة "أبوسيفين" فى منطقة إمبابة بالجيزة، بعد انتهاء الأعمال إثر نشوب حريق بها، في 14 أغسطس 2022. 
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد أصدر توجيهات للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتولى عملية ترميم وإصلاح كنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين التى تعرضت لحريق كبير، وذهب ضحيته 41 شخصًا وأصيب 14آخرين.
وقال المهندس وائل سمير مسوؤل الشأن الهندسي بالكنيسة: نتوجه بالشكر إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، على إشرافها وتنفيذها إصلاح وترميم الكنيسة بالكامل، موضحا أن المبني الخاصة بكنسية أبوسيفين بإمبابة مكون من ثلاثة طوابق بعد الدور الأرضي وأن الحريق قد اندلع في الطابق الخاص بالخدمة، لافتا إلي أنه تمت إزالة طابقين "الدور الثاني والثالث" بالكامل من الكنيسة، وإعادة بنائهما من جديد بعواميد خرسانية جديدة وتصميم جديد، موضحا أن الحماية المدنية اقترحت علي الكنسية بناء سلم داخلي جديد للمبنى وتم ترميم السلم القديم للتغلب على أي مشكلة أخرى فيما بعد، لأن السلم القديم كان به تحويلة من الدور الأول للكنيسة وكان سبب مشكلة كبيرة أثناء الحريق.
وتابع: "مساحة الكنسية تصل لـ١٥٠ مترا ولا تستدعي وجود سلمين ولكن تم عملهما من باب الأمان والحماية، موضحا أن الكنسية تم عمل إعادة ترميم كامل لها، وتم تنكيس الدور الأرضي والأول وتوسعة مساحة الحوش بعد إزالة غرفة الحارس وغرفة "القربان" وتم الربط بين سلمي المبني لتسهيل عملية الحركة وعمل باب رئيسي وباب للطوارئ".
وأوضح أنه تم الحفر بجوار الأساسات وعمل "لبشات" جديدة بسمك 70 سم لكامل المساحة، وعمل "قمصان" لكل العواميد بخامات مطابقة للمواصفات وردم وغمر ودمج الحفر، وتم تشطيب مبني الكنيسة المكون من أربعة طوابق بالكامل. 
وأكد أن كل اشتراطات الحماية المدنية تم توفيرها بالكامل داخل مبني الكنيسة، مؤكدا أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أشرفت علي تنفيذ وتجهيز الكنيسة بعد الحريق، مشيرا إلي أنه تمت إقامة صلاة عيد الغطاس لأول مرة عقب اندلاع الحريق الفترة الماضية، مضيفا أن الإشراف الهندسي من مركز بحوث البناء الذي تشرف عليه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الممثل في إدارة الإشغالات العسكرية. 
ولفت إلى أن قوة كنيسة أبي سيفين بالدور الرابع تسع لـ105 أفراد وتحتوي على 48 مقعد وكنسية العذراء بالدورالأرضي تسع من 25 إلى 30 فردا وتحتوي على 8 "مقاعد وتستخدم للصلاة على الجنازات بالإضافة إلي أن القاعة المرفقة بالكنيسة بالدور الثاني يصل عدد أفرادها إلي 45 شخصا. 
وأضاف أن المقاعد تم تصنيعها بجودة عالية من ورشة دير الملاك أبوخشبة، وتم عمل نظام مراقبة وتسجيل داخل الكنيسة بجودة عالية أيضا من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. 
وشكر المهندس وائل  الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي أشرفت علي تنفيذ وتجهيز كل أعمال التنكيس والبناء والتشطيب داخل الكنيسة بعد الحريق.
وقال القمص روفائيل سامي راعي كنيسة أبوسيفين بمنطقة مطار إمبابة: "في البداية كانت الناس الكبيرة في السن تعاني من المشوار الطويل للذهاب للكنيسة في مكان آخر وكان لابد من وجود كنيسة في هذا الحي وتم شراء مكان الكنيسة الحالي ، من قبل الأنبا سيؤدوثيوس وكان في ذلك الوقت مساعدا لمطران الجيزة الراحل الأنبا دوماديوس، وتم تجهيزها للصلاة والعبادة منذ 12عاما باسم أبوسيفين.
وأضاف "سامي"، أن القوات المسلحة تسلمت مبني الكنيسة في نفس اليوم الذي اندلع فيه الحريق لإعادة بنائه وتجهيزه بالكامل، لافتا إلي أن أول صلاة تمت عقب الحريق كانت يوم عيد الميلاد وكل الفترة الماضية كانت لتجهيز المبني بعد الحريق، مؤكدا أن المبني تم إنشاؤه من جديد تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأضاف أنه تمت صلاة الغطاس في الكنيسة يوم الجمعة في عيد الميلاد والصلاة الثانية كانت يوم الأحد ويوم الأربعاء، لافتا إلي أن شعب الكنيسة كان يصلي في كنيسة مجاورة وهي العذراء ومارجرجس "لعبة" في حي بشتيل لحين الانتهاء من تجديد مبني كنيسة أبوسيفين عقب اندلاع الحريق.
وأشار إلى أن الاجتماعات والقداسات ومدارس الأحد، تم نقلها بالكامل من مبني الكنيسة التي اندلع فيها الحريق لمبني كنيسة بشتيل لحين الانتهاء من تجديد كنيسة أبوسيفين إمبابة، لافتا إلي أن الاجتماعات والخدمات كانت مشتركة بين الكنيستين في وقت واحد. 
ولفت إلى أن مدارس الأحد والقاعات الخاصة بها ستبدأ عقب الانتهاء من التجديد والتشطيب في الكنيسة وإتمام عملية الفرش الكامل، موضحا أن أهالي الضحايا في الكنيسة مرت عليهم أوقات صعبة للغاية بسبب فقدانهم ذويهم، مشيرا إلى أن الحادث كان صعبا للغاية والفراق كان صعبا للغاية وكل أسرة عاشت فترة صعبة. 
وأوضح أن هناك العديد من أهالي الضحايا تم عرضهم علي مراكز المشورة وبادر بعض الأطباء النفسيين للجلوس معهم والتخفيف عنهم مشيدا بدور الدولة والقوات المسلحة المصرية في ترميم وإصلاح الكنيسة عقب الحادث الأليم والاهتمام الذي شهدته الكنيسة والمنطقة بالكامل، مردفا أن هناك العديد كان يقدم المساعدة بروح المحبة.
وعن علاقته بالقمص عبدالمسيح راعي الكنيسة الذي رحل في هذا الحادث قال:" هو الذي رشحني إلى الكهنوت داخل الكنيسة وكان يدعمني ويشجعني دائما على الخدمة، وكان يساندني في أمور كثيرة تخص الخدمة".
وقال القمص روفائيل: إن يوم الحادث كان بالنسبة له يوما صعبا للغاية والحادث شهد تفاصيل أليمة شهدتها المنطقة بالكامل وخاصة أهالي الضحايا.
وقال القمص: إنه كان سيصلي القداس في هذا اليوم كعادته كل يوم أحد مع القمص عبدالمسيح ولكنه شعر بتعب شديد واعتذر عن عدم الصلاة ، وتلقي خبر الحريق من خلال الهاتف علي أنه حريق بسيط وعند وصوله للمنطقة شاهد ضجة كبيرة ووصف هذا اليوم بأنه كان في غاية الصعوبة عليه وعلى شعب المنطقة بالكامل لدرجة أن الشباب كان ينهار في الشارع من شدة الحريق.
وأردف أن مشهد الحريق كان صادما وذهبت للمستشفى لزيارة المصابين والاطمئنان عليهم ولكن تفاجأت بعدد كبير من الضحايا داخل مشرحة الموتى وأصابني الذهول داخل مستشفى الموظفين وكان يوجد بها القمص عبدالمسيح ومرتل الكنيسة وأكثر من 22 من الضحايا ولكني حاولت التماسك للاطمئنان على المصابين، وجاء موفد عن الأسقف الأنبا يوحنا القمص أشعياء من كنيسة الملاك الصحفيين ليساندني في هذا اليوم العصيب وقام بالإجراءات الحكومية، مع بعض الآباء الكهنة والزيارات الرسمية التي حدثت للمصابين.
وعن سؤاله عن "الذبيحة المقدسة" هي عبارة عن قربان وعصيرمن العنب له صلوات وطقس خاص أثناء القداس ويسمى بسر الافخارستيا، أوضح أن 4 آباء كهنة جاءوا مكلفين من الأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة، إلى الكنيسة بعد إطفاء الحريق وتناولوا من هذه "الذبيحة" وهم القمص هيرمينا من كنيسة العذراء ومارجرجس لعبة والقمص أبانوب والقمص شرابيم من مارمينا إمبابة والقمص فلوباتير من كنيسة العذراء ومارلوقا، مشيرا إلى أن القمص هيرمينا أخذ أواني الكنيسة وكل الأدوات لكي ينضفها بعد الحريق ويحافظ عليها وصلينا بها أول يوم في عيد الميلاد المجيد.
وقال مارك ابن الراحل القمص عبدالمسيح الذي توفى إثر حريق الكنيسة: رغم ألم إثر هذا الحادث على كل شعب الكنيسة، وعليّ بشكل خاص إلا أنني سأتواجد فى الكنيسة بكل روحى وعقلى، فهذا المكان هو المكان الذى تربيت فيه منذ أن كنت طفلا صغيرا فى الخامسة من عمرى حين رأيت أبى القمص عبدالمسيح وهو ينشأ ويعمر فى الكنيسة منذ أن كانت مجرد مبنى، وعاصرت كل مراحل بناء الكنيسة، وها نحن الآن نرى كنيستنا الحبيبة وهى بثوبها الجديد الرائع الذى كان ثمنه غاليا جدا وهى أرواح آبائنا وأخواتنا. سأتواجد فى الكنيسة باستمرار على قدر الإمكان، لأن هنا فاضت روح أبي الطاهرة وهنا رأيت وتعلمت الكثير منه، لأن هذه الكنيسة كانت بيته الأول. 
وأضاف “وجودى فى هذه الكنيسة يجعلنى أشعر بوجود أبى الدائم معى وروحه موجودة بالتأكيد فى هذا المكان الذى أحبه إلى الممات، حيث نعرف بالتأكيد أنه فى وقت الحادث، رفض الخروج من الكنيسة إلا بعد إجلاء كل الشعب وظل متمسكا بالمذبح حتى فاضت روحه الطاهرة، فمع نظرى لكنيستنا الحبيبة فى ثوبها الجديد، سأتذكر دائماً أبى وكلى يقين أنه لولاه ولولا شهدائنا الأبرار لما كنا قادرين على رؤية هذا الجمال فى كنيستنا، وأن روحه دائما ستظل فى هذا المكان إلى الأبد”.
وأوضح “مارك”، أن التونية "جلباب أبيض يرتديه الشماس والكاهن" التى يرتديها هى تونيت أبيه القمص عبدالمسيح التى كانت معه فى الكنيسة فى آخر قداس له يوم الحادث.
وقال :"أرتديها فى المناسبات، لكى تذكرنى دائماً بأبى العظيم وإيمانه القويم، الذى تربيت عليه والذى جعله واقفا كالأسد فى آخر لحظات حياته. 
واختتم: "أرتديها أيضاً للبركة لكى ما يمنحنى الله دائما ثبات هذا الرجل العظيم، وكل الصفات الحميدة التى تحلى بها. ولكى يتذكر دائما الجميع أن كنيستنا قائمة دائما بأرواح هؤلاء الشهداء العظماء".