تعتبر ماري كوري أول امرأة حصلت على جائزة نوبل فكانت عالمة في الفيزياء والكيمياء، وهي الوحيدة التي حصلت على جائزتي نوبل في مجالين مختلفين، في الفيزياء والكيمياء، وبسبب العلم والأبحاث والتجارب التي كانت تعمل عليها ماري مرضت وشخص مرضها بمرض بـ(فقر الدم اللاتنسجي) الناجم عن تعرضها الزائد عن الحد للعناصر المشعة (الراديوم و البولونيوم)، حيث حملت أنابيب إختبار تحوي نظائر مشعة ووضعتها في درج مكتبها، وأجرت تجاربا خطيرة في منزلها.
كما أنها أعدت الطعام وتناولته دون أن تدرك أخطارها الجسيمة كما تعرضت للأشعة السينية من الأجهزة غير المعزولة، أثناء خدماتها، وأثناء الحرب الحرب العالمية تسرب الإشعاع بين خلاياها حتى قتلها سنة 1934م، وتوفت ماري وتركت تاريخا خالدا وتركت كتب طبخها ودفاتر مختبر “ماري كوري” في صناديق مبطنة بالرصاص في المكتبة الوطنية بالعاصمة الفرنسية باريس.
وضع شرط لكل من يريد رؤية كتبها أن يوقع على إخلاء المسؤولية، وتحمل مسؤولية ما سيحدث له، مع شرط إرتداء ملابس واقية من الإشعاع لأنها أصبحت دفاترا مشعة، ولدت ماري في السابع من شهر نوفمبر من عام 1867 في وارسو في بولندا، واسمها الكامل هو ماريا سكلودوسكا، ومن خلال أبحاثها وسعيها الحثيث مع زوجها بيير كوري اكتشفت ماري عنصري البولونيوم والراديوم وطورت بعد ذلك استعمال الأشعة السينية.
لم يكن لدى ماري كوري أدنى فكرة عن مخاطر العناصر الكيميائية المشعة بالرغم من أنها كانت تعمل مع هذه العناصر بشكل مباشر، ودفعت ماري ضريبة لشهرتها في أنحاء العالم وذلك حين انتشرت قصة علاقتها مع "بول لانجيفين" الذي كان أحد تلاميذ زوجها الراحل، وغطت الصحافة الفرنسية ذلك الخبر وتناولت تلك العلاقة بالنقد اللاذع.
حين اندلعت الحرب العالمية الأولى كرست ماري وقتها وجهدها لمساعدة ضحايا الحرب واستخدمت جهاز متنقل للأشعة السينية لمساعدة المصابين في الحرب وهو الأمر الذي ساعد بإنقاذ العديد من الأرواح، وهناك العديد من مراكز الأبحاث العلمية والطبية تحمل اسم كوري اليوم مثل "معهد كوري" و"جامعة بيير وماري كوري" في باريس.