قلل بعض الخبراء والمتابعين، على مدار الشهور الماضية، من احتمالات استعادة تنظيم داعش الإرهابي لقوته في سوريا، يشير الواقع إلى أن تلك العودة حدثت بالفعل، وأصبح التنظيم قادرا على التأثير من جديد في محيطه، بدليل تنفيذه لأكثر من 34 عملية إرهابية، خلال سبعة أشهر فقط على الأراضي السورية.
3 أخطاء استراتيجية
ولعل هناك مجموعة من الأخطاء التي وقعت فيها القوى المحاربة لتنظيم داعش، منها 3 أخطاء استراتيجية مؤثرة، أبرزها على الإطلاق السماح باستمرار السيولة في مؤسسات الدولة السورية، وعدم منحها الدعم اللازم لتستعيد صلابتها وتملأ الفراغ الذي يسببه غياب الدولة المركزية بشكل عام.
وأيضا من الأخطاء الخطيرة التي سمحت للتنظيم بأن يكشر عن أنيابه مجددا، اقتناع القوى المحاربة له بأنها قادرة على تحقيق انتصار حاسم، وهذا غير وارد بالمرة، لأن الانتصار على الإرهاب لا يمكن أن يحدث من خلال العمليات العسكرية بمفردها، كما أنه يحتاج إلى عقود طويلة من العمل على الأصعدة كافة، وفي ظل دولة ذات أركان صلبة قائمة وقادرة على التأثير، وهو ما لم يتوفر في سوريا حتى الآن.
وأيضا فإن التدخلات الخارجية، سواء من إيران أو تركيا، أو غيرها من القوى في سوريا، مازال يمنح تنظيم داعش فرصة للحياة، ليس فقط لوجود تضارب واختلاف في المصالح بين هذه الأطراف، بشكل يفتح ثغرات ينفذ منها التنظيم، وإنما أيضا لكون التنظيم يعتمد في جذب أتباع جدد على مظلومية التدخل الخارجي، ومأساة الشعب السوري محاولا لصق الأوضاع المتردية بتدخل الدول الخارجية في الشأن السوري، وليس بجرائم التنظيم نفسه.
لذا فإن إعلان هزيمة داعش في عام 2019 في شمال شرق سوريا بعد معركة الباغوز، كان خطأ خطيرا، إذ كان يتعين الانتباه إلى أن التنظيم نفسه لم يفنى أو ينته، خاصة وقد نجا هيكله القيادي بفضل إتقانه حرب العصابات التي لا تجيدها الجيوش النظامية.
المعطيات تؤكد أن داعش مازال يمتلك القدرة على الحياة، خاصة أن التجربة تؤكد أن فقدانه للقادة، لم يؤد إلا إلى مزيد من البحث عن بدائل مقتنعة بالأفكار الداعشية، لذلك يتعين على العالم بأسره الانتباه إلى أن تنظيم داعش آخذ في التمدد مجددا في سوريا.
سياسة
بعد تنفيذ 34 عملية.. 3 أخطاء أعادت داعش إلى الحياة في سوريا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق