بوتيرة متسارعة انتشرت متحورات جديدة لفيروس كورونا في مختلف دول العالم، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصابة 8. 2 مليون حالة جديدة بفيروس كوفيد-19، وما يزيد عن 13 ألف حالة وفاة، في الأسبوع الممتد من 9 إلى 15 يناير الحالي، وأكدت المنظمة الدولية أنه تم تسجيل 13 مليون حالة إصابة و53 ألف حالة وفاة جديدة في آخر 28 يوما، وهذا على المستوى العالمي بانخفاض 7% وزيادة بنسبة 20% على التوالي مقارنة بالأيام الـ28 الماضية.
وقالت المنظمة في بيان رسمي مساء الجمعة، إنه تم تسجيل عدد حالات إصابة على المستوى العالمي ومنذ بدء الجائحة بلغ حتى 15 يناير الحالي ما يزيد عن 662 مليون حالة مؤكدة وأكثر من 7. 6 مليون حالة وفاة على مستوى العالم.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، شهدت عدة مدن صينية، خلال الفترة الماضية، انتشارًا واسعًا لموجات جديدة لفيروس كورونا المستجد مرة أخرى، بعد أن سيطرت السلطات الصحية الصينية على الأوضاع في عام 2020 إلى حد ما قبل أن تنتشر متحورات جديدة من الفيروس التي أصابت نسبة كبيرة من الشعب الصيني وتسببت في زيادة عدد حالات الإصابة والوفيات.
وفي وقتى سابق من هذا الأسبوع، أعلنت السلطات الصحية الصينية يوم السبت، تسجيل قرابة 60 ألف وفاة بفيروس كورونا بين الـ8 من ديسمبر 2022 والـ12 من يناير 2023، ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، عن لجنة الصحة الوطنية الصينية، إن المستشفيات بمختلف أنحاء البلاد سجلت 59 ألف و938 حالة وفاة، مضيفة أن 5 آلاف و503 أشخاص توفوا بسبب فشل الجهاز التنفسي جراء الإصابة بـ"كوفيد-19"، فيما توفي 54 ألف و435 شخص بسبب أمراض أخرى مصحوبة بالفيروس.
وأشارت الوكالة إلى أن معدل أعمار المتوفين كان بين 3 و80 سنة، حيث بلغت نسبة من كانت أعمارهم 65 فأكثر، 90.1 بالمئة، فيما كشفت تقديرات أولية أن الصين من المقرر أن تشهد ارتفاع كبير في مستويات الإصابة بفيروس كورونا المستجد خلال الفترة المقبلة، خاصة بعدما ارتفعت نسب الإصابة بين المواطنين وكذلك نسبة الوفيات إلى 36 ألف حالة وفاة يوميًا، في ظل استمرار محاولات الأطقم الطبية الصينية لاحتواء الموقف.
وقالت مراكز أبحاث عالمية أبرزها شركة الأبحاث البريطانية إن هناك احتمالات لاستمرار تصاعد عدد الإصابات والوفيات في الصين خلال الأيام المقبلة وخلال فصل الشتاء بشكل عام، حيث تتزايد الإصابة بفيروس الإنفلونزا الذي تتشابه أعراضه الخفيفة مع أعراض فيروس كورونا المستجد.
وتشير التقديرات إلى أن الصين قد تشهد موجة كبيرة من عودة تفشي الفيروس مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، إذا لم تتخذ السلطات الصينية إجراءات احترازية ووقائية تكفي لانحسار الفيروس بعد أن أعلنت الصين في فترة من الفترات عن سياسية "صفر كوفيد"، بعد أن رفعت القيود التي سبق أن فرضتها خلال فترة الجائحة.
كورونا تخفض عدد سكان الصين لأول مرة منذ أكثر من 60 عامًا
وانخفض عدد سكان الصين في عام 2022 لأول مرة منذ أكثر من 60 عاما، في مؤشر جديد على الأزمة الديموغرافية المتفاقمة في البلاد مع تداعياتها الكبيرة على تباطؤ اقتصادها، حيث أعلن المكتب الوطني للإحصاء الصيني (NBS) خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، حول البيانات السنوية، أن عدد السكان تراجع في عام 2022 إلى 1.411 مليار، بانخفاض حوالي 850 ألف شخص عن العام السابق.
وقال محللون إن هذا الانخفاض هو الأول منذ عام 1961 أثناء المجاعة الكبرى التي أحدثتها القفزة الكبيرة خلال عهد الزعيم الأسبق ماو تسي تونغ، ويرجح محللون أن يتراجع سكان الصين بسبب وفيات جائحة كورونا، كما أنه من المتوقع أن تعتلي دولة الهند لأعلى عدد سكان في العالم، في ظل تراجع عدد سكان الصين.
خبراء: المتحور الجديد يراوغ جهاز المناعة
وفي هذا الشأن يقول الدكتور أمجد الخولي، استشاري الأوبئة والفيروسات، إن متحور كورونا الجديد هو أحد سلالات متحور أوميكرون المعروفة بسرعة انتشارها، والتي تتحدى وتراوغ جهاز المناعة في جسم الإنسان حيث لا يتعرف عليه جهاز المناعة بسهولة.
وأضاف "الخولي" المتحور المنتشر حاليا لها ميزة نسبية في سرعة الانتشارن وهو ما يتطلب العودة لارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة والمزدحمة، وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي قدر الإمكان.
إن السلالة المنتشرة في العالم هي أقل وطأة من السلالات الأخرى، حيث أنها نتجت عن تحور في البروتينات المكونة للفيروس، نتيجة لذلك أصبح له قدرة على الهروب من المناعة، إلا أنه بفضل الله لا يستدعي الاحتجاز بالمستشفيات وبالتالي ليس من المتوقع أن يحدث ضغط على المرافق الصحية خلال الفترة الحالية على أقل تقدير.
من جهته، قال الدكتور أشرف عقبة، استشاري الباطنة والمناعة، إن أخطر شئ في المتحور الجديد المنتشر حاليا هو انه مشابه إلى حد كبير مع أدوار البرد العادية التي تصيب الإنسان في فصل الشتاء.
وأضاف "عقبة" في تصريحاته لـ"البوابة" إن المشكلة تكمن في انتشار أنواع متعددة من الفيروسات التي تظهر في فصل الشتاء، والتي تكون لها نفص الأعراض تقريبان وليس شرط تعرضنا لهذه الأعراض أن نكون مصابين بالفيروسات، ولكن نرجح الإصابة بفيروسات الانفلونزا بانواعها والكورونا حال مخالطة مريض.