نسمع كثيرا المثل القائل "اتقى شر من أحسنت إليه"، كدلالة على نكران الجميل، بل والأذى سواء على المستوى النفسى أو المادي.
قصة المثل تعود إلى انه كان في إحدى القرى شخص يعمل راعيًا للأغنام بإحدى المزارع، وفي احدى الايام كان يتجول في المزرعة جروا صغيرا وكان يرتجف من شدة الجوع والبرد، فحمله الراعي وذهب به إلى كوخه الصغير، وحماه وقام بالاعتناء به جيدًا، ثم أخذه الى المزرعة وقام بتخصيص شاة له من إحدى الأغنام التي يرعاها من أجل أن ترعاه، وأن يحصل منها على الحليب والحنان وتكون له بمثابة أم، وكانت تلك الشاة من أفضل ما عنده من النعاج.
مرت الأيام والشهور وكبر الجرو وصار قوي البنية وأكثر ضخامة، وبدأت ملامحه تتشكل، دخل الراعي في أحد الأيام إلى مزرعته فوقف مذهولًا من هول ما رأى، فقد وجد أن هذا الجرو كان جرو ذئب وليس جرو كلب، فما كان من الذئب سوى أن قام بأكل الشاة التي كانت تطعمه، وكانت بمثابة أم له فقام بنهش لحمها، دون أن ينشغل أو يفكر بما قدمته له عندما كان صغيرًا من رعاية وحنان واهتمام، عندما كان لا يقوى على فعل شيء ولا يملك أن يقوم بإطعام نفسه.
العبرة من المثل وقصته
تتلخص فى هؤلاء الاشخاص الذين نقدم لهم الجميل ولا نجد منهم سوى الاساءة ونكران الجميل وهذا المثل يوجه نصيحة لهؤلاء الاشخاص اصحاب الجميل واصحاب القلوب الرحيمة الطيبة ان ياخذوا حذرهم عند معرفة هؤلاء الاشخاص ودوما يتذكروا قول "اتق شر من احسنت اليه ".