أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن سلسلة تاريخ المصريين، كتاب «ترسانة الإسكندرية وسجلاتها» في القرن التاسع عشر في ضوء الوثائق والسجلات، للدكتورة كريمة عمر سليم.
وتقدم مؤلفة الكتاب دراسة عن ترسانة الإسكندرية في القرن التاسع عشر من خلال وثائقها وسجلاتها المحفوظة بدار الوثائق القومية؛ لتقدم للقارئ العام المهتم بتاريخ مصر في القرن التاسع عشر والباحث المتخصص على حد سواء، تاريخا موثقاً للترسانة البحرية التي واحدة من المشروعات المهمة التي تحققت في عهد محمد علي.
وقدمت الموضوع بتمهيد موجز عن ترسانات صناعة السفن، قبل إنشاء محمد علي باشا لترسانة الإسكندرية الجديدة وتتبعت تاريخ الترسانة منذ نشأتها في عهد محمد علي باشا، ثم تطور أحوالها في عصور خلفائه طوال القرن التاسع عشر، معتمدة في ذلك على ما ورد في السجلات والوثائق فقدمت صورة صادقة عن وضع الترسانة وما صادف العمل فيها من مشكلات، وما أسهمت به من مشروعات محمد علي باشا الحربية والتوسعية، كل ذلك دون أن تغفل السياق التاريخي الذي نشأت فيه الترسانة وتطورت.
ولا شك في أن توافر وثائق ترسانة الإسكندرية وسجلاتها مكنها من الوصول لبناء هذه الصورة التاريخية عن جانب من جوانب تطور مصر في القرن التاسع عشر، فالوثائق تعتبر مصدرًا مهما من مصادر دراسة التاريخ وتلعب دورًا في إنتاج معرفة تاريخية جديدة خاصة في ظل غياب المصادر الأخرى.
يطل هذا الكتاب على الترسانات البحرية خلال القرن التاسع عشر، والدور الذي قامت به خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، ومدى اهتمام محمد علي باشا بإنشاء السفن الحربية الكبيرة التي تمكنه من تحقيق طموحاته التوسعية، وما آل إليه الحال بسبب التدخل الخارجي، وفزع الدول الأوروبية من وجود أسطول بحري قوي في منطقة الشرق الأوسط.
ودراسة ترسانة الإسكندرية من خلال الوثائق والسجلات دراسة ثرية بالكثير من الحقائق التاريخية التي لم يرد ذكرها في المصادر والمراجع التاريخية السابقة عليها.
وقسمت المؤلفة هذا الكتاب إلى تمهيد وخمسة فصول، تضمن الفصل الأول، الدراسة وطرح فكرة إنشاء ترسانة كبرى جديدة بالإسكندرية، والتحديات التي واجهت محمد علي باشا من أجل إنهاء العمليات الإنشائية وكيف استطاع التغلب عليها بقوة الإرادة والعزيمة، كذلك تضمن أقسام وورش الترسانة الجديدة والسفن التي صُنعت فيها.
أما الفصل الثاني، تضمن بالدراسة ترسانة الإسكندرية في عهد خلفاء محمد علي باشا، وما آل إليه الحال، حيث تم عرض لفترات الازدهار التي مرت بها الترسانة، وكذلك فترات الاضمحلال والأسباب التي أدت إلى ذلك، وكذلك أثر الأزمة المالية التي مرت بها البلاد خلال القرن التاسع عشر على الترسانة.
والفصل الثالث، تضمن دراسة المهام المختلفة لورش الترسانة، سواء المهام التي كانت تقوم بها ورش الترسانة سواء في الداخل أو الخارج؛ حيث لم تقتصر المهام التي تقوم بها الورش على إنشاء سفن حربية كبيرة وسفن صغيرة ومراكب للنقل فقط، بل كانت تؤدي الكثير من المهام للجهات والدواوين الأخرى والتي لم تتناولها المصادر التاريخية التي تناولت الفترة التاريخية مجال الكتاب.
وفي الفصل الرابع، شؤون العاملين بترسانة الإسكندرية «النواحي المالية والإدارية»، وتضمن هذا الفصل على الكثير من الحقائق التي تتعلق بتعيينات العاملين بالترسانة، واستحقاقاتهم من نقدية، وجراية وملابس، وكذلك التعرف على الجزاءات التي تتعلق بهم والكيفية التي كان يتظلم بها العاملون بالترسانة كذلك سيتم التعرف من خلال هذا الفصل على أنواع الإجازات التي كان يحصل عليها العاملون والإجراءات التي كانت تتبع لمنع انتشار الأمراض والأوبئة، كما تضمن الكثير من المعلومات عن شروط التعيين التي يجب أن تتوافر فيمن سيلتحق بالعمل في الترسانة، وكذلك أسباب الاستغناء والرفت للعاملين بالترسانة والإجراءات التي تتخذ بشأنهم.
وفي الفصل الخامس، الشؤون المالية والأعمال الإدارية لترسانة الإسكندرية، وتضمن على الكثير من الحقائق التي تتعلق بالنواحي المالية والأعمال الإدارية التي كانت تتم بالترسانة، حيث تضمن على أوامر تتعلق بحسابات الترسانة، والكيفية التي كانت تتم بها أعمال الجرد وتسلم العهد، والمقايسات والمزادات وأعمال المتابعة، والصيانة وتعاقدات البيع والشراء، وأعمال الفرز والتسلم والحراسة.