وفقًا لدراسة حديثة، فإنَّ التشوهات التي تحدث في مناطق مختلفة من الدماغ وتتغير مع مرور الوقت، قد تفسر سبب اختلاف تأثيرات ارتجاج الدماغ بين الأشخاص.
يمكن للمرضى أن يكون لديهم ردود فعل متفاوتة على نطاق واسع على ارتجاجات الدماغ. يتعافى معظم المرضى من دون أية مشاكل دائمة، ولكن هناك ما يصل إلى 30% من المرضى يحصل لهم آثار دائمة، مثل تغيُّر الشخصيَّة.
وأظهر بحث سابق أن هناك اختلافات بين أدمغة الأشخاص الذين أصيبوا بارتجاج الدماغ والأشخاص الذين لم يصابوا؛ ولكن لم يكن قد تحدَّد ما إذا كانت هناك اختلافات فيما بين أدمغة مرضى ارتجاج الدماغ بعضهم بعضًا.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور مايكل ليبتون، وهو المدير المساعد في مركز غروس لأبحاث الرنين المغناطيسي في كلية ألبرت آينشتاين للطب البشري في مدينة نيويورك، في بيان صحفي صادر عن الكلية: "لقد افترض معظم الباحثين أن جميع الأشخاص المصابين بارتجاج الدماغ، لديهم تشوهات في المناطق الدماغية نفسها".
ويقول الدكتور ليبتون، وهو أيضًا المدير الطبي لخدمات التصوير بالرنين المغناطيسي في مركز مونتيفيوري الطبي في مدينة نيويورك: "لكن ذلك لا معنى له، لأنه على الأرجح أن مناطق مختلفة ستتأثَّر في كل شخص بسبب الاختلافات في التشريح، والتعرض للإصابة، وآلية حدوث الإصابة". ا
ستخدم الدكتور ليبتون وزملاؤه، في هذه الدراسة، تقنية جديدة في التصوير بالرنين المغناطيسي تُسمَّى تصوير شدِّ الانتشار لمسح أدمغة 19 امرأة و15 رجلًا كانوا قد أصيبوا بارتجاجات في الدماغ.
وخضع المرضى، وتراوحت أعمارهم بين 19 و64، وخضع جميعهم لفحص بالأشعة في غضون أسبوعين من الإصابة بارتجاج الدماغ ولإعادة التصوير مرة أخرى في وقت لاحق بعد ثلاثة أشهر وبعد ستة أشهر.
باستخدام نوع خاص من البرمجيات لتحليل صور الدماغ، وجد الباحثون أن مرضى ارتجاج الدماغ لديهم أنماط فريدة من التشوهات في مناطق دماغية مختلفة، وأن هذه التشوهات تتغير مع مرور الوقت.
ويقول الدكتور ليبتون إنه قد يكون من الممكن استخدام هذه الطريقة الجديدة لتقييم المرضى بارتجاج الدماغ، وتوقُّع أيِّ الإصابات التي تصيب الرأس يحتمل أن تكون لها آثار عصبية طويلة الأجل، وتقييم فعالية العلاجات.
