عملت فرق أطباء بلا حدود، خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت الهجوم على مبنى سكني وسط مدينة دنيبرو في مقاطعة دنيبروبتروفسك أوبلاست الأوكرانية، والذي أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل، على توفير الرعاية الطبية والإسعافات الأولية النفسية للناجين وتزويدهم بمواد إغاثة أساسية، فإضافة إلى الخسائر البشرية المؤكدة إثر الانفجار، أصيب 75 شخصا وما زال نحو 30 شخصا في عداد المفقودين.
وعقب الهجوم مباشرة، تم إخلاء السكان من المبنى. وفي الساعات التالية، قدمت فرق الإسعاف التابعة لأطباء بلا حدود العلاج الفوري للمصابين بجروح طفيفة ونقلت المصابين بجروح أخطر إلى المستشفى.
وفي غضون هذا، تجمع المواطنين في الشارع آملين بتلقي أخبار عن أصدقائهم وأقربائهم المفقودين، وكانت المعاناة واضحة على العديد منهم.
وفي هذا الصدد، تشرح الاختصاصية النفسية في أطباء بلا حدود، إيفينيا كفياتكوفسكا، "من بين الأشخاص الذين التمسوا المساعدة مني، التقيت امرأة توفي أحد أقربائها بموجة صدمة وهو يسير في الشارع عند وقوع الهجوم. كانت تبكي. قالت لي إن قريبها لم يتعدى سن الخامسة عشرة. استطعت لمس حالة المعاناة والذعر التي أصابتها، وهي ردة فعل طبيعية على ما حدث".
من جانبه، علق المنسق الميداني في أطباء بلا حدود إيفان كونتين، قائلا: "إن الوضع قاسي للغاية. عندما وصلنا، وجدنا أعدادا كبيرة من الناس وأضرارا جسيمة في موقع الحدث. عمل المستجيبون الأوائل والحفارات على إزالة الحطام بحذر، وكان الذعر واضح على وجوه الجميع من حولنا".
وأرسلت أطباء بلا حدود فريقين طبيين كاملين يشملان اختصاصيين نفسيين ومسؤولي توعية صحية، كما أنشأت عيادتين متنقلتين لتوفير الدفء والخصوصية للمرضى. ويعمل الفريق الطبي على توفير الاستشارات الطبية والإسعافات الأولية النفسية.
وأضاف كوينتين: "ننسق مع الصليب الأحمر الأوكراني لتوزيع مجموعات مواد الإغاثة عن طريق متطوعيهم، كما نستخدم خيمتهم لتوجيه الناس إلى عياداتنا المتنقلة. وفرنا حتى الآن ما يزيد عن 100 استشارة طبية. ونواصل تقديم أنشطة الصحة النفسية. سنظل مكاننا ما دام وجودنا ضروريا".
