شهدت أسواق محافظة الأقصر، اليوم الأربعاء، إقبالا من الأقباط على شراء القلقاس والقصب لكونه أحد المظاهر الشعبية في احتفالات عيد الغطاس، الذي يحتفي به الأقباط الأرثوذكس بالأقصر مساء اليوم، وهو ذكرى تعميد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.
واعتاد الأقباط، خلال عيد الغطاس على تناول بعض الأطعمة مثل القلقاس والقصب واليوسفي والبرتقال، وترديد كلمات «شوية مطر وقداس وعودين قصب وحلة قلقاس.. يبقى أحلى عيد غطاس» للتهنئة بمناسبة حلول عيد الغطاس المجيد، وسط فرحة عارمة من الأطفال الصغار بالعيد حيث قاموا بشراء أعواد القصب واليوسفي والبرتقال والشموع بداخلهم وصنعوا منها أشكال وهدايا للزينة.
ويعتبر عيد الغطاس أحد الأعياد "السيدية الكبرى"، أي من الأعياد الخاصة بالسيد المسيح وعددها 15 عيدًا، 7 منها تصنف أنها كبرى و8 تصنف أنها صغرى، وأيضاً يشتهر بأكل «القلقاس والقصب والبرتقال واليوسفي» الذي يرجعه الأقباط لرموز روحية، أما القصب فلونه الأبيض يرمز للنقاء الذي توفره المعمودية.
وفي هذا الصدد، قال إبرام عادل أحد أقباط محافظة الأقصر، أننا نحرص على ممارسة الطقوس المسيحية الدينية والشعبية التاريخية، مثل تناول بعض الأكلات التاريخية المحببة لدى المسيحيين في هذه المناسبة، فضلًا عن إقامة مظاهر الاحتفالات والصلوات داخل الكنائس والأديرة، مشيراً إلى أن القصب يعد من الأكلات المرتبطة بعيد الغطاس بمصر، ووفق العادات الشعبية فإنه يتم تناول بعض المأكولات التي تحتوى على كمية كبيرة من المياه في عيد الغطاس، مثل القصب والقلقاس واليوسفي والبرتقال نسبة إلى معمودية السيد المسيح في مياه نهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان.
فيما أكد جرجس عياد، أحد أقباط محافظة الأقصر، إن هناك معان رمزية لها دلالة روحية عند أقباط مصر جميعاً، مثل القصب باعتباره نبات ينمو عن طريق غمره في تربة بها ماء ثم يخرج بعد ذلك نباتًا كاملًا حيًا، وهذا رمز للمعمودية والمعمودية موت وحياة مع السيد المسيح بعد المعمودية، ونبات القصب قلبه الداخلي لونه أبيض، وهذا يشير إلى نقاء قلب الإنسان المعمد والقلب الأبيض، أما القلقاس فيقوم الأقباط بشرائه وأكله في هذا اليوم، حيث يرمز لمعمودية للمسيح فالمتعمد يتطهر من خلال الماء من سموم الخطية كما يتطهر «القلقاس» من مادته السامة بواسطة الماء.
وأشار عياد إلى أن «البلابيصا» والقصب مع القلقاس، هي من أساسيات احتفالات عيد الغطاس المجيد، الذي يحتفل به أقباط مصر، الليلة ومن هذه العادات الشعبية والفلكلورية للغطاس «البلابيصا»، ومنها ما يحرص عليه الأقباط حتى الآن، رغم التقدم التكنولوجي، لافتاً إلى أن كلمة «بلابيصا» في اللغة الهيروغليفية القديمة تعني «الشموع المضيئة»، وتشير إلى التعميد، حيث كان الأقباط قديما يغتسلون بالمياه على ضفاف النيل في عيد الغطاس.