تشارك مصر اليوم الأربعاء بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، في قمة «أبو ظبي» في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ستجمع مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي.
وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن مشاركة الرئيس في قمة «أبو ظبي» تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات المتميزة مع جميع الدول الشقيقة المشاركة بالقمة، فضلًا عن التعاون بشأن تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية، حيث ستهدف القمة إلى التشاور والتنسيق بشأن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي سياق آخر عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بقصر الاتحادية قمة ثلاثية مع الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن والرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، كما استقبل الرئيس السيسي أمس الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بزيارة أخيه جلالة الملك الأردني، مشيدًا بقوة العلاقات التاريخية بين مصر والأردن، وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط أخوة ومودة ومصير مشترك، مؤكدًا أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين، خاصةً في ضوء ما يجمعهما من توافق في الرؤى والمصالح، وفي ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي، خاصةً ما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري.
من جانبه؛ أعرب العاهل الأردني عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، وترحيب الأردن بالمستوى القائم للتنسيق المشترك مع مصر للتعامل مع مختلف الأزمات التي تمر بها دول المنطقة، والتي تهدد أمن واستقرار الشعوب العربية، مشيدًا في هذا السياق بالدور المحوري لمصر في خدمة القضايا العربية وجهودها لتعزيز التضامن العربي.
العلاقات المصرية الإماراتية
يعود تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل عام 1971، تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، واستندت العلاقات بين البلدين إلى أسس الشراكة الإستراتيجية منذ ذلك التاريخ.
يسجل التاريخ للشيخ زايد أنه الرجل الذي غرس التوجه نحو مصر بكل الحب والتقدير وتعهد العلاقات الإماراتية المصرية بالرعاية والعناية ونسج علاقات بالغة التميز والخصوصية معها، إذ تحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي، والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.
تمتاز العلاقات المصرية الإماراتية بأنها قائمة على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، وتتضافر جهود الدولتين في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
شهدت السنوات الأخيرة تنسيقًا وثيقًا بين الدولتين اتجاه القضايا الرئيسية، مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية والسورية، فهناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية.
شمل التعاون بين مصر والإمارات جميع المجالات خاصة المجالات الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حجم الاستثمارات الإماراتية، بحيث أصبحت الإمارات من كبرى الدول المستثمرة في مصر، إذ تُعد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والإمارات نموذجًا يُحتذي به في العلاقات العربية والإقليمية، كما تعد السوق الإماراتية الوجهة الأولى للصادرات المصرية ويستقبل سنويًا نحو 11% من إجمالي صادرات مصر للعالم.
تساهم الإمارات في السوق المصري بمشروعات تزيد استثماراتها عن 7 مليار دولار وأكثر من 7 مليار دولار استثمارات إضافية من خلال مذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين لتعميق التعاون المشترك؛ لتحتل الإمارات بذلك المرتبة الأولى عالميًا في قائمة الدول المستثمرة في السوق المصري.
كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع قيمة الاستثمارات الإماراتية في مصر لتصل إلى 1.9 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2021/ 2022 مقابل 712.6 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2020 /2021 بنسبة ارتفاع قدرها 169.1%.
العلاقات المصرية الأردنية
شهدت العلاقات المصرية الأردنية، على المستوى الاقتصادي، تطورا لافتا على مدار العامين الماضيين، وهو ما بدا واضحا في الزيارات المتبادلة على المستوى الرسمي والقطاع الخاص، فضلًا عن أرقام التبادل التجاري بشقيها كصادرات وواردات الدالة على تنامي نسبي في العلاقات الاقتصادية.
وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر والأردن إلى 646.1 مليون دولار خلال أول 8 أشهر من عام 2022 مقابل 629.1 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة قدرها 2.7%، وبلغت قيمة الصادرات المصرية للأردن 481.6 مليون دولار خلال أول 8 أشهر من العام الماضي مقابل 498.1 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة انخفاض قدرها 3.3%.
بينما سجلت قيمة الواردات المصرية من الأردن 164.5 مليون دولار خلال أول 8 أشهر من عام 2022 مقابل 131 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 25.5%.
وفقا لبيانات وزارة التجارة والصناعة الأردنية، فقد تركزت أهم الواردات المصرية من الأردن في الأسمدة، والأدوية، وبعض المنتجات الزراعية مثل زيت الزيتون، بينما تركزت الصادرات المصرية للأردن في الغاز الطبيعي، ومنتجات الألبان، والمنتجات الغذائية، والأثاث، والحديد، والفولاذ، والخضراوات مثل البطاطس، والبصل وغيرها.
يمثل المصريين العاملين في الأردن واحدة من الثروات الاقتصادية التي تسهم في دعم الموارد الدولارية، إذ سجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بالأردن 774.2 مليون دولار خلال العام المالي 2020-2021 مقابل 678.5 مليون دولار خلال العام المالي 2019-2020 بنسبة ارتفاع قدرها 14.1%، وفقا لبيانات جهاز الإحصاء، حيث يبلغ عدد المصريين المتواجدين بدولة الأردن نحو 920 ألف مصري حتى نهاية 2021.
