الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

بعد فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية.. عز الدين جلاوجي يتحدث لـ "البوابة نيوز": عناق الأفاعي ملحمة سردية تحكي تاريخ الجزائر.. وتدور أحداثها حول همجية فرنسا لبلادنا من 1830 وحتى أواخر القرن التاسع عشر

الكاتب والناقد الجزائرى
الكاتب والناقد الجزائرى دكتور عز الدين جلاوجى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

راهن الأديب الجزائرى عزالدين جلاوجى فى جميع كتاباته على ثلاثية الخير والحب والجمال، لينقل لنا تجربته الروائية «عناق الأفاعى»، لتغير مساره من المحلية إلى العالمية من وجهة نظره، والتى يرى أنها يجب أن تتناسب مع مجتمعاتنا العربية، لتتوج روايته بجائزة كتارا للرواية العربية، وحول ما تحتويه الرواية. وكان لـ«البوابة» حوار مع الكاتب والناقد الجزائرى دكتور عز الدين جلاوجى، بعد فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية.

■ فى البداية.. حدثنا عن مشاركتك فى جائزة كتارا للرواية العربية؟ وهل توقعت فوز روايتك «عناق الأفاعى» بهذه الجائزة؟

- قررت أن أشارك فى الجائزة بعد إلحاح من بعض أصدقائى، فأنا قليل المشاركة فى مثل هذه المسابقات، واخترت روايتى «عناق الأفاعى» كونها الأحدث فى أعمالى الروائية العشر، فقد صدرت سنة ٢٠٢١، وفعلًا حققت التتويج وهو ما كنت أتوقعه طبعًا، فقد كانت لى ثقة مطلقة فى نصوصى خاصة وأنا مطلع على النصوص التى تفوز فى مسابقات مختلفة.

■ حدثنا عن رواية «عناق الأفاعى»؟

- «عناق الأفاعى» رواية فى أكثر من ستمائة صفحة، تعرض لفترة زمنية من تاريخ الجزائر ابتداء من اجتياح الهمجية الفرنسية لبلادنا سنة ١٨٣٠ حتى أواخر القرن التاسع عشر، وهى مرحلة المقاومة الشعبية ضد هذا الاجتياح، والرواية حتى وهى تنطلق من التاريخ فهى لا تسكن إليه لأنها تتغيا الحاضر والمستقبل، وبالتالى فهى تنفتح كثيرًا على التخييلى والعجائبى والأسطورى، وهى بقدر ما تحاول أن تعرى همجية أعداء الإنسان، تحاول أيضًا أن تقدم الإنسان الجزائرى المضحى بكل ما يملك من أجل المحافظة على انتمائه الحضارى العربى الإسلامى، ومن أجل البقاء على ذاكرته نقية ناصعة من كل تشويه.

■ «عناق الأفاعى» هى جزء من مطولة سردية هى ثلاثية الأرض والريح، هلا تحدثنا عن ذلك؟

- «ثلاثية الأرض والريح» هى ملحمة سردية فى أكثر من ١٨٠٠ صفحة، تعرض فى أجزائها للتحولات الكبرى التى عرفها المجتمع الجزائرى من ١٨٣٠ إلى ١٩٦٢، تتحرك فى ثناياها مئات الشخصيات السردية لتصنع مئات الأحداث الكبرى وآلاف تفاصيل التفاصيل، مما يجعل من الثلاثية عملًا سرديًا ملحميًا كبيرًا امتدادًا فى الزمن والصفحات والشخصيات والأحداث، ولعها بذلك أكبر عمل ملحمى فى الرواية العربية، الجزء الأول من الثلاثية جاء بعنوان «حوبة ورحلة البحث عن الهدى المنتظر» ويعرض لفترة الحركة الوطنية والإصلاحية، والثانى بعنوان «الحب ليلا فى حضرة الأعور الدجال» ويعرض للثورة التحريرية، أما الجزء الثالث «عناق الأفاعى» فيعود بالذاكرة إلى البداية، أى فترة المقاومة الشعبية، وبذلك فهو يكسر السائد فى الثلاثيات حيث يمتد الزمان أفقيًا، وبالتالى يكسر أفق التلقى.

■ بعد كل هذا النجاح الذى حققته الرواية هل تنوى ترجمتها أو تحويلها لعمل درامى أو سينمائى؟

- طبعًا ستتكفل «كتارا» بترجمتها إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وأرجو أن تحولها إلى عمل سينمائى، وهى تصلح أن تكون مسلسلًا فى عشرات الحلقات، لما فيها من حركة وصراع ومشهد، وذلك ما أقره النقاد الذى قرأوها واشتغلوا عليها.

■ كيف احتفى القائمون على الأدب فى الجزائر بفوزك؟

- كان تتويجًا آخر ليس لروايتى المتوجة فحسب بل لمشروعى الإبداعى الذى امتد لربع قرن قدمت خلاله خمسين كتابًا فى صنوف إبداعية مختلفة قصة ورواية ومسردية ونقدًا، وهو تتويج كان شعبيًا من قرائى والمتابعين لمسيرتى لدرجة أن أدهشنى من خلال ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وهو تتويج إعلامى من عشرات وسائل الإعلام داخل الوطن وخارجه، مرئيًا ومسموعًا ومقروء، وهو أيضًا تتويج من الجهات الرسمية بدءا من جامعتى «جامعة محمد البشير الإبراهيمى»، حيث أشرف السيد مدير الجامعة والسيد والى الولاية برج بوعريريج على مراسيم التكريم، إلى السيد رئيس المجلس الشعبى الوطنى الذى كرمنى تحت قبة البرلمان بحضور وزراء وبرلمانيين ومثقفين وإعلاميين، فشكرًا لهم دون استثناء، دون أن أنسى أن أكثر من عشر رسائل دكتوراه داخل الجزائر وخارجها سجلت عن الثلاثية، كما صدر عنها كتابان هما: «صناعة الوعى فى ثلاثية عزالدين جلاوجى» للدكتور إبراهيم بوخالفة، و«تسريد الذاكرة فى ثلاثية الأرض والريح» للدكتور عبدالقادر فيدوح، إضافة إلى عشرات المقالات النقدية المحكمة.

■ ماذا عن المسردية، ما دلالة المصطلح، وماذا قدمت فيها؟

- المسردية مصطلح وضعته ليحيل على المسرح والسرد، وفيه قدمت تجربة مختلفة فى الكتابة المسرحية، فيكون النص بصريًا سردًا يقرأ كما تقرأ الرواية، دون أن يفقد خصائص المسرح مما يجعله مناسبًا تمامًا للعرض على الخشبة، وقد كتبت فى هذا الجنس الجديد خمسة عشر نصًا منها: «أحلام الغول الكبير، الأقنعة المثقوبة، مملكة الغراب، حب بين الصخور، النخلة وسلطان المدينة، غنائية الحب والدم»، وحاولت فى مقالات مختلفة أن أضع بعض أسسها النقدية، وقد تلقاها النقد فكتبت فيها مقالات ورسائل جامعية.

■ كانت لك تجربة ثرية فى أدب الطفل مسرحًا وقصة حدثنا عنها؟

- إضافة إلى إحدى عشرة رواية، وثلاث مجموعات قصصية، وخمس عشرة مسردية، وأحد عشر كتابًا نقديًا، قدمت للطفل سبع قصص، وأربعين مسرحية، حاولت من خلالها أن أسد فراغًا كبيرًا يشهده أدب الطفل فى الجزائر، خاصة فى مجال المسرح، حيث تلقف المهتمون هذه النصوص وتداولوها خاصة فى المؤسسات الثقافية والتربوية.

■ وكيف ترى مستقبل الطفل العربى فى ظل ما تبثة المنصات الأجنبية من أفكار لا تتناسب مع تقاليدنا العربية؟

- ثقافة الطفل عمومًا مجال مهم من مجالات الصراع الحضارى، وعلينا أن نقدم البديل لأطفالنا لبناء رجل الغد، وفق قيمنا وأخلاقنا وتراثنا، حتى لا يمتد الآخر لهذا الغد فيعبثوا به بما لا يتفق مع ما نريده، ولاشك أن المثقفين على وعى بذلك، وعى بأن الثقافة عموما ومنها ثقافة الطفل وجه من وجوه المقاومة التى يجب أن نحذر أن نؤتى منها.

■ ما الجديد لديك خلال الفترة المقبلة؟

- أصدرت بعد «عناق الأفاعى» منتصف عام ٢٠٢٢ رواية بعنوان «هاء وأسفار عشتار»، وهى رواية تشتغل كثيرًا على الأسطورى والعجائبى، وتثير سؤالًا وجوديًا كبيرًا هو سؤال الحرية، ثم أنهيت بداية الصيف الماضى رواية بعنوان «على بابا والأربعون حبيبة» أجلت إصدارها إلى بداية عام ٢٠٢٣، كما اشتغلت على نص مسردى جديد ودراسات نقدية فرضها على العمل الأكاديمى فى مدرجات الجامعة والملتقيات العلمية.

 

 

 

رابطة الإبداع

أسس «جلاوجى» برفقة عدد من الأدباء «رابطة إبداع الثقافية الوطنة» فى 1990، وفى 2001 أسس برفقة أكاديميين وأدباء جمعية ثقافية وطنية باسم «رابطة أهل القلم» وترأسها، واختير فى 2003 عضوًا فى الأمانة الوطنية لاتحاد الكتاب الجزائريين، وأستاذا محاضرا بجامعة محمد البشير الإبراهيمى فى مدينة برج بوعريريج الجزائرية.

وصدر له أكثر من 40 مؤلفا فى النقد والرواية والمسرح والمجموعات القصصية وأدب الأطفال، وصدرت له مجموعته القصصية الأولى فى 1994 بعنوان «لمن تهتف الحناجر؟»، عرفت بعض مسرحياته طريقها إلى الخشبة ومنها: «البحث عن الشمس»، و«ملحمة أم الشهداء»، و«سالم والشيطان»، و«صابرة»، و«غنائية أولاد عامر»، و«قلعة الكرامة».

 

غلاف-الرواية-720x430
غلاف-الرواية-720x430