قراءة فى أيقونة عيد الظهور الإلهى
الغطاس من اﻷعياد السيدية الكبرى ويحتل مكانة عظيمة فى الكنيسة
الفاطميون والإخشيدون احتفلوا بعيد الغطاس وكانت العامة تذهب لجزيرة الروضة للغطس
طقوس العيد ترتبط عند الأقباط بأكلات القلقاس والقصب
الباحث- أمجد شفيق
عيد الغطاس المجيد «الثيؤفانيا- عيد الظهور اﻹلهي- عيد اﻷنوار» هو من اﻷعياد السيدية الكبري، وله مكانة عظيمة في الكنيسة، ويرتبط عند اﻷقباط بأكلات معينة مثل «القلقاس والقصب» ولها رموز ودلالات روحية وقد احتفل الفاطميون والإخشيدون بعيد الغطاس وكانت العامة تذهب لجزيرة الروضة للغطس، وأصبح إجازة رسمية تعطل فيها الدواوين وسوف نتناول أيقونة العماد ورموزها.
أولا :أيقونة العماد تاريخيًا:
* منذ القرن الثاني الميلادي حفظت لنا صور ورسومات جدارية تعبر عن العماد وبها رموز كثيرة.
* منذ القرن الثالث والرابع الميلاديين نجد توابيت الموتى «Carkophages»، وهي توابيت كان يدفن فيها اﻷغنياء مصنوعة من المرمر أو الرخام منحوتة عليها موضوعات ذات طابع مسيحي ومنها أيقونة العماد.
*غطاء صندوق الذخائر«Cappela Santa San ctorum»
*وهو من اﻷشياء التي كان زوار اﻷماكن المقدسة يحملونها من أورشليم إلي بلادهم وهو يحتوي على أربعة مربعات وفيها صورة للعماد.
* أوعية مونزا «Monza vessels» «إيطاليا»
* وهي أوعية معدنية كانت تباع في أورشليم واﻷماكن المقدسة في القرن الخامس والسادس الميلادي وكانت تملأ من مياه بحر الشريعة أو نهر اﻷردن ومصورة على وجهيها صور ورسومات تحكي قصة اﻷماكن المقدسة ومنها صورة العماد.
* في كنيسة ديورا «Diora» بشمال سوريا من القرن الثالث نجد في بيت العماد أيقونة العماد.
ثانيا: مراحل تطور أيقونة العماد:
1- في اﻷيقونات اﻷولي نجد يوحنا المعمدان يأخذ شكل خطيب أو فيلسوف يرتدي رداء المعلم ويحمل رقائق ورقية على هيئة لفة تحتوي لغة الحكمة والمعرفة الحقيقية واضعًا يده على رأس المعمد الذي عادة يصور بهيئة صبي عريان في الماء، فينحني المعمدان وهو يتقدم نحو المعمد رافعًا رجله اﻷولي لتستند قدمه على حجر بجانب النهر لتمكنه من القيام بالعماد «وجود الحمامة.. تشير للروح القدس ...واليد تشير للأب».
2- منذ القرن الخامس والسادس أضيف إليها الملائكة وهم يحملون ثياب السيد المسيح.
3- في بعض الصور القديمة كما في بيت العماد في (رافنا) تجد تعبيرا رمزيا على هيئة شخص أسطوري بحجم كبير وهو يمثل روح النهر وهو روح أسطوري، وهو يسمي إله البحر وبدأ يظهر بصورة رمزية، وعلى هذه الفكرة ظهرت فكرة أن السيد المسيح «يطأ ويسحق اﻷرواح النجسة الشريرة».
4- القرن التاسع والعاشر ظهر الشخص اﻷسطوري خاشعا للسيد المسيح، وأسماك في النهر ترمز للمعمدين الجدد، أو فرح الخليقة كلها بالظهور اﻹلهي.
5 - منذ القرن العاشر ظهرت صورة الشجرة وفأس بجانبها رمزا لتعاليم اﻹنجيل (مت 10:3) هوذا الفأس قد وضعت على أصل الشجرة.. وهي ترمز للأمة اليهودية التي طلب منها الله ثمرًا فلم يجد.
6- منذ القرن العاشر حتى القرن الثالث عشر نرى صليبا مرفوعًا في الماء على قاعدة عمودية كناية عن الصليب الحقيقي القائم في نهر اﻷردن.
7- نحت من العاج من يرجع للقرن السادس في فلسطين نلاحظ ظهور الشمس والقمر بطريقة رمزية
- وكذلك في مخطوطة قبطية يرجع تاريخها إلى 1180م.
- وكذلك علي خشب اﻷرز من الكنيسة المعلقة بالقاهرة.
ثالثا: أيقونات العصر الحديث والرموز بها:
1 - نجد الحمامة رمز الروح القدس.
2 - السيد المسيح في الماء ظهوره وفقا لتعاليم اﻹنجيل وإيمان الكنيسة أن تكون المعمودية بالتغطيس.
3 - اﻷسماك رمز للمعمدين الجدد.
4 - الملائكة.
5- الشجرة وبجوارها الفأس: رمزا لتعاليم يوحنا المعمدان.
التي قدمها لليهود، ونجد شجرة السنديان في صورة يوحنا المعمدان يشير إلي الصليب كما تنبأ يوحنا المعمدان بقدوم السيد المسيح.
6 - ثعبان السمك: وهو يرمز إلى بقايا الشخص اﻷسطوري «روح النهر» ويرسم بشكل ثعبان أحيانا ملتف حول رجل المخلص.
رابعا: رموز مرتبطة بيوحنا المعمدان:
1 - طعام يوحنا المعمدان الجراد ويرمز إلى تحول اﻷمم الوثنية إلى المسيحية؛ ﻷنه من الضربات العشر في القديم وجاءت عنه أمثال (27:30) العسل البري يرمز إلى الفردوس لأن العسل من نتاج العمل المتواصل للنحل هكذا الفردوس من نصيب العاملين في حقل الله.
2- لبس يوحنا المعمدان: وبر الإبل «الجمال» رمز للاعتدال والاحتمال- والجلد على الحقوين: يرمز إلى التواضع واحتقار العالم.
وقد احتفل الخلفاء وخصوصًا الإخشيديين بعيد الغطاس وكان يتم توزيع النارنج والبوري على أرباب السيف والقلم وكذلك يغطسون في الروضة، وهناك أمثال شعبية قد أصلت احتفال المصريين بعيد الغطاس «ما تشوف البرد الحقاني اللي بعد غطاس النصراني» «إذا غطس النصراني طلع الدفا التحتاني» «إذا غطس النصراني طلع الدفا الجواني».