الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

مكاري: العيد ليس مجرد ذكريات ولكن هي عطايا روحية الروح القدس يجددها للمؤمنين.. وفي العصر الفاطمي شارك المسلمون المسيحيين الغطس بنهر النيل

القمص مكاري القمص
القمص مكاري القمص تادرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدا الأربعاء، بعيد الغطاس، وهو أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة الأرثوذكسية.


وتبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، صوم برمون الغطاس، وهو صوم  انقطاعي من الدرجة الأولى ولا يؤكل فيه سمك، استعدادًا للاحتفال بعيد الغطاس أي تذكار يوم معمودية السيد المسيح بنهر الأردن، والذي يوافق 19 يناير.
 

عيد الغطاس هو حدث تأسس عليه سر "طقس" المعمودية وهي شرط أساسي ليكون الإنسان مسيحيًا وفقًا للعقيدة القبطية، حيث يتم تغطيس الطفل بالماء بعد أن يتجاوز الأربعين يومًا من ولادته.

 

وقال القمص مكاري القمص تادرس راعي كنيسة مارجرجس مطرانية شبرا الخيمة، إن الكنيسة تحتفل بممارسة السيد المسيح المعمودية المقدسة على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.

 
وأوضح "مكاري" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه يوجد عدة إشارات في هذا العيد وأولها أن صوت خارج من السماء قال هذا هو ابن الحبيب الذي به سررت وظهر على كل حمامة فوق رأس السيد المسيح وهذا يعني ان المسيح هو ابن الله، “كلمة ابن الله لا تعني الولادة الجسدية”، ولكن تعني نور الله، السماء أعلنت في معمودية السيد المسيح أن يوجد شركة الروح القدس في كل إنسان يتعمد.


وأوضح راعي كنيسة مارجرجس، أن معني كلمة بارمون الغطاس تعني بالمعنى الطقسي "فوق العادة" وهي حالة من النسك أعلى من الصيام الطبيعي لأن يصوم فيه المؤمنون إلى الغروب ولا يأكل فيه سمك وفي نهاية الصوم واستقبال الاعياد الكنيسة تصلي بشيء من التضرع أعمق من أي يوم ثاني، مضيفًا أن العيد ليس مجرد ذكريات ولكن هي عطايا روحية الروح القدس بيجددها للمؤمنين. 

 

وعن تغير موعد عيد الغطاس في الطوائف، أوضح أن في فترة زمنية كان يحتفل الأقباط بعيد الميلاد وعيد الغطاس في يوم واحد ثم تم تفرقة عيد الميلاد وعيد الغطاس، لأن كل عيد له قيمة روحية خاصة وطقس خاص وله قراءاته الخاصة والعقيدة. 

 

وتابع: أن الفرق في التقويم بين الأرثوذكس والكاثوليك في الميلاد  والغطاس، هو  نفس عدد الأيام في الفرق وهم 13 يوما.  

 

وعن صلوات عيد الغطاس قال القمص مكاري، إن القداس وطقس عيد الغطاس يكون ليلي وله طقس خاص وألحان خاصة لمعمودية المسيح وحلول الروح القدس على السيد المسيح وقراءات خاصة ويوجد طقس خاص بالغطاس وهو لقان المياه وهي صلاة لتبريك المياه كمثل السيد المسيح الذي اعتمد في المياه ونهاية الصلاة تكون بعد منتصف الليل. 


وأشار إلى أنه يوجد تأملات كثيرة عن العادات والتقاليد الشعبية للفطار بعد عيد الغطاس تتمثل في القصب والقلقاس والبرتقال، ولكن لبساطة الشعب ومحبته لمشاركة الكنيسة في معاني الطقس في القرون الوسطى كان ينزل الشعب داخل نهر النيل ويحتفلون بالغطاس على طريقة نهر الأردن ويغطسون داخل النيل مثل السيد المسيح. 
 

وفي العصر الفاطمي كان المسلميون يشاركون المسيحييون في الغطس في نهر النيل، وكانت الاحتفالات شعبية كبيرة وجماهيرية. 


واختتم القمص مكاري قائلًا: "أروع ما يمس حياتي في هذا العيد شعوري بقبول الروح القدس للسكنة، وأن روح القدس تسكن في المخلوق ليعمل ويسكن القلب والضمير والعقل  والإرادة وتشكيل روحانيات جديدة بحيث الانسان يتجدد كل يوم، وكل سنة وأنتم طيبين ومصر كلها بخير".


جدير بالذكر أن طقس اللقان وهو عبارة عن إناء مياه كبير يصلى عليه الكهنة في كل كنيسة على حدة، ويطلبون من الله أن يحل عليه بركة نهر الأردن الذى تعمد فيه السيد المسيح ويرسم الكاهن جبهة الرجال والنساء بعلامة الصليب بالماء بعد الصلاة عليها كرمز للاغتسال من الخطية. 
 

يذكر أن عيد الغطاس له أسماء متعددة من بينها "الغطاس"، أما الاسم الثاني فهو عيد "الأبيفانيا"، وهي كلمة يونانية تعني الظهور الإلهي، والاسم الثالث هو عيد "الثيؤفانيا" وكلمة ثيؤس تعني الله والكلمة كلها تعني الظهور الإلهي أيضًا؛ لأن المعمودية تعني ظهور الثالوث المقدس.


من مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس يضئ الاقباط البرتقال، عن طريق رسم الصليب على القشرة الخارجية مفرغة على اليوسفي أو البرتقال، وبداخلها شمعة مضيئة، وتشبه الفانوس المضيء، حيث قديما كانوا يحتفلون بعيد الغطاس علي نهر النيل ليلا وكانوا يستعملون الفوانيس للإنارة، ومن مظاهر الاحتفال أيضا أكل القلقاس واليوسفي والبرتقال والقصب ولكل أكلة عدة تأملات روحية، فمثلا القلقاس يزرع عن طريق دفنه في الطين حتى يصير نباتًا حيًا، وهو يرمز إلى المعمودية التي هي دفن وقيامة مع السيد المسيح، وفيه أيضًا مادة سامة ومضرة ولكن حين تختلط بالماء تصير مغذية ونافعة، مما يرمز إلى التطهر من سموم الخطية في ماء التعميد. 


أما بالنسبة للبرتقال واليوسفى له تأمل فمن المعروف أنَّ من سماتهما غزارة السوائل داخلهما، وهذا رمز واضح إلى ماء المعموديّة.

 
وأما القصب نبات ينمو عائما في المياه وهذا يرمز بالميلاد الجديد في المعمودية، ويرمز لونه الأبيض للنقاء الذي توفره المعمودية، كما أن القصب يمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله، وهذا السائل هو رمز لماء المعمودية.